إمارة لبنان أو الإمارات غير اللبنانية وغير المتحدة

صديق في الكتائب اللبنانية ثم القوات اللبنانية ثم الكتائب اللبنانية هاتف مُعاتباً: لماذا ذكرتَ قصة المرأة السنية التي قُتلتْ والدتها على عتبة بيتها ثم أُحرق أبيها المُقعد في سريره والتي انتخبت أو أيّدت أنطوان زهرا لأنها تخاف قدوم حسن نصرالله، ولم تذكر قصصاً أخرى؟

 

لماذا لا تذكر تلك الأرثوذكسية في الميناء- طرابلس والتي انتخبت بلال ابن سعيد شعبان والذي أعلن طرابلس قلعة المسلمين وأثار الرعب في مسيحيي طرابلس مساهماً في تعجيل مغادرتهم أو تهجيرهم؟

 

ولماذا لا تذكر الأم القومية الإجتماعية من البقاع الغربي والتي قُتل ولدها من قبل مسلحين من حزب الله. واقترعت مع 8 آذار؟

 

انتهى حديث الصديق بعد أن أثار ذكريات أخرى... ماذا عما دُرج على تسميته بحرب الجبل والمجازر المتبادلة بين الدروز التابعين لكمال ووليد جنبلاط والموارنة التابعين لبشير الجميل وسمير جعجع؟ مجازرٌ بينهم وعلى الأهالي العُزل غير المنتمين إلى هنا أو هناك: ألم يتم الإقتراع لوليد جنبلاط ولجورج عدوان من قبل الناس ذاتهم، الضحايا ذاتها؟

 

ألم تكن قوات الردع العربية في عام 1976 مظلةً واقية لقوات المردة والجبهة اللبنانية في تهجير أهل الكورة والذين انقسموا بين مؤيد لـ 14 ولـ 8 آذار؟. ألم يقترع «أهل السنة» لنديم بشير الجميل والذي لو صادف (لو كان مولوداً آنذاك) أن مرّ على حاجز للمرابطون لقُتل؟ أو ربما لا لأنه ابن بشير ولكن لو لم يكن، لكان حتماً نَسْياً مَنْسياً مع آلاف الذين اختفوا على حواجز زعمائنا المُصرّين على توريث أقربائهم وأبنائهم الزعامة. وهناك من يقول «لا تنكؤوا الجراح» ولكن هل انتخب الماروني والسني معاً محبة وغفراناً أم كرهاً وخوفاً من الشيعي وولاءً للزعيم؟.

 

وهل انتخب المسيحي والشيعي معاً محبة وغفراناً أم كرهاً وخوفاً من السني وولاءً للزعيم؟

 

وهل غفر الدرزي والماروني جرائم حروبهما أم تضامناً مؤقتاً؟

 

حرب أهلية ولكن لا نريد سبر أغوارها أو حتى التكلم عن مجرميها وضحاياها بعمقٍ وصدق. حرب جرت تحت شعار يسارٍ مسلم ويمين مسيحي ومع السلاح الفلسطيني أو ضده، فأوقفت وهي جارية ومن تحولاتها، بل من «نجاحاتها» زيادة في الشرخ العمودي تجلّت في انتخابات نيابية جرت بين شيعي وسني ودرزي وماروني. وأيضاً لا نريد مناقشة قانونها ومصاريفها وكواليسها. المهم أنّ الزعماء بخير وما يفعلونه لا يجرؤ عليه عضو برلمان مُنْتخَب. ويكلمونك عن تعديل الدستور، فلنعدّله. ولكن الإصلاح يبدأ بالواقع  وتشخيصه والإعتراف به.

 

فمصلحة الدروز تقتضي كذا، ومصلحة الموارنة كذا، ومصلحة السنة كذا، ومصلحة الشيعة كذا، والجميع متفهم “لكذوات” الآخر.

 

ملخص الحديث، لتنتخب كل طائفة نوابها، بل لنلغي الإنتخابات ونعلن لبنان إمارة وليطوبوا أنفسهم أمراء رسميين، أمراء مال وسلاح وطوائف وعشائر. فلا جمهورية ولا رجال دولة.

 

لبنان الملعب والمختبر ليس ضرورة لأبنائه بل ضرراً. لبنان الإمارة أو الإمارات هو واقع الأمر والمطلوب تعديل الدستور في هذا الإتجاه ووضع النقاط على الحروف. كلـ “نا” للبنان هذا ولإماراته غير اللبنانية وغير المتحدة.

 

جواد نديم عدره

اترك تعليقا