رشيد بيضون (1889-1971)-«مستنيراً على قلة علم»
الولادة
ولد رشيد بيضون في دمشق في العام 1889 والده يوسف بيضون، ومنها انتقل مع عائلته إلى بيروت (ويقال إنه ولد في بيروت).

الدراسة
لم تتح له الظروف السائدة لتلقي العلوم العالية فدرس في مدارس بيروت الابتدائية وفي المدرسة الأميركية في صيدا.

العمل
عمل في مطلع حياته مع والده في مهنة التجارة في وسط بيروت. وفي العام 1937 انتقل للعمل في أفريقيا على غرار العديد من أبناء جيله حيث حصل على ثروة مالية ولم يلبث أن عاد إلى لبنان لينخرط في العمل الاجتماعي والتربوي والسياسي.

إنشاء العاملية
في العام 1923 عمل مع عدد من أبناء بيروت والجنوب على إنشاء الجمعية الخيرية الإسلامية العاملية (نسبه إلى جبل عامل أي الجنوب) للاهتمام بأبناء الجنوب لا سيما الفقراء منهم الذين انتقلوا إلى بيروت، وفي العام 1928 انشأ الكلية العاملية كواحدة من المدارس التي توفر فرص التعلم للفقراء والمحتاجين وحول هذا الإنجاز الكبير الذي لا يزال قائماً حتى اليوم، قال في العام 1956 «إن الغاية التي من أجلها أنشئت الجمعية الخيرية الإسلامية العاملية هي نشر الثقافة في الربوع اللبنانية ومحاربة الجهل محاربة شديدة من اجل تكوين جيل جديد يتفهم معنى الحياة ومعنى الحرية. وما الكلية العاملية وفروعها سوى الإداة لتحقيق هذه الأهداف والمساهمة في بناء مجتمع صالح يعمل لخير الأمة العربية والوطن اللبناني».

النيابة
دخل النيابة من خلال الشعبية الكبيرة التي حاز عليها في الجنوب وفي بيروت فانتخب نائباً عن الجنوب في العام 1937 ومن ثم في العام 1943, وبعدها ترشح في بيروت عن المقعد الشيعي فانتخب نائباً في الأعوام 1947 و 1951 (ونال اكبر عدد من الأصوات في اللائحة وبلغت 14779 صوتاً بينما نال منافسه زهير عسيران 6532 صوتاً)  و1957 وفي العام 1964. وقد خسر في انتخابات العام 1960 ونال 6,189 صوتاً بينما فاز منافسه محسن سليم ونال 6,768 صوتاً ولم يحالفه الحظ في انتخابات العام 1968 وكان يشغل منصب وزير العدل ووزير البريد والبرق والهاتف، حيث خسر المعركة في مواجهة المرشح عبد المجيد الزين ونال 7532 صوتاً بينما نال الزين 8850 صوتاً.

الوزارة
تولى خلال عمله السياسي العديد من المناصب الوزارية:
    وزيراً للدفاع الوطني في حكومة الرئيس عبدالله اليافي من 7 - 6 - 1951 ولغاية استقالة الحكومة في 11 - 2 - 1952.

    وزيراً للبريد والبرق والهاتف وللصحة والإسعاف العام في حكومة الرئيس صائب سلام من 30 - 4 - 1953 وحتى استقالة الحكومة في 16 - 8 - 1953.

    وزيراً للدفاع الوطني في حكومة الرئيس سامي الصلح من  14 - 3 - 1958 وحيث 22 - 5 - 1958 حيث استقال احتجاجاً على أحداث العام 1958.

    وزيراً للعدل وللبريد والبرق والهاتف في حكومة الرئيس عبدالله اليافي من 8 شباط 1968 إلى 11 نيسان 1968 حيث استقال من وزارة الهاتف وتولى وزارة السياحة حتى 12 تشرين الأول 1968 وفي 5 تموز استقال من وزارة العدل وتولى وزارة الدفاع الوطني واستمر حتى استقالة الحكومة في 12 تشرين الأول 1968.

الخصومة السياسية
واجه رشيد بيضون 3 خصومات سياسية أساسية ابرزها الخصومة مع منافسيه السياسيين داخل الطائفة الشيعية:
    خصومة خجولة مع بعض الزعامات السنية في بيروت التي رأت في بيضون زعيماً شيعياً يحاول تعزيز وتكريس الوجود الشيعي في العاصمة.
    الخصومة مع الدولة اللبنانية حيث فضل رؤساء الجمهورية التحالف مع احمد الأسعد أو صبري حمادة في مواجهة بيضون.
    الخصومة داخل الطائفة الشيعية لا سيما مع احمد الأسعد الذي سعي لاحتكار التمثيل السياسي للشيعة من خلال رئاسة مجلس النواب.

العمل الحزبي
انشأ بيضون حزب الطلائع لمواجهة منافسة احمد الأسعد الذي انشأ حزب النهضة وعمل الزعيمان على تعزيز حضورهما الحزبي بين أبناء الطائفة الشيعية، وقد وصلت الحماسة والعداء بين مناصري الحزبين إلى الدخول في نزاعات ما سبب سقوط قتلى وجرحى وهي الذريعة التي استخدمتها الدولة لإلغاء ترخيص الحزبين ما أفاد منه احمد الأسعد على حساب بيضون كون «حزبية» بيضون كانت اقوى من «حزبية» الأسعد لا سيما في العاصمة بيروت.

الحياة العائلية
تزوج من السيدة السورية نظمية الشمعة ولم يرزقا بأولاد.

الوفاة
توفي رشيد بيضون في 17 أيلول 1971 بعد معاناة مع مرض الشيخوخة فرضت عليه العزلة السياسية في أيامه الأخيرة.

إن اهتمامات بيضون لا سيما في مجالات التعليم والتنمية دفعت البعض إلى وصفه بالرجل المستنير على قلة علم. 

اترك تعليقا