المقبرة العائمة


تسببوا مباشرة بمصائب ليبيا والعراق وسورية الجارية (ونحن طبعاً لم نقصّر)، وها هم يحاضرون لنا.
ومؤخراً تُوهِمُنا أوروبا (أميركا حتى لا تكلف نفسها عناء ذلك) بأنها مهتمة بالنازحين، وذلك بعد مأساة المئات الذين غرقوا في المتوسط وقد تم إنقاذ بعضهم من قبل البحرية الايطالية، وها هم يحاضرون لنا!.
علينا أن ننسى أن الغرب هو من قرر غزو ليبيا في العام 2011، وعلينا أن ننسى أن الغرب هو من أوقف عمليات إنقاذ اللاجئين من مياه المتوسط وذلك عند إيقاف ايطاليا العملية المسماة Mare Nostrum في تشرين الثاني 2014 لأن بقية أوروبا لم تهتم بتحمل المسؤولية المادية لهذه العملية. نعم، ألغيت عملية Mare Nostrum التي كانت تهدف إلى إنقاذ الغارقين واستبدلت بالعمليتين Triton و Operation Poseidon الهادفتين إلى حماية الحدود البحرية لأوروبا، حتى ان بعضهم صرح بأنه يتوجب ضرب مراكب اللاجئين وتدميرها. فعلوا ما فعلوا بأفريقيا وسكانها، وها هم يحاضرون لنا!
وهكذا غرق في المتوسط منذ بداية العام 2015 ولتاريخه نحو 1,750 شخصًا أو 30 مرة عدد الذين غرقوا في العام 2014  خلال الفترة الزمنية ذاتها.لقد غرق نحو 3200 لاجئ في المتوسط حتى الآن.
أنقذت واستقبلت إيطاليا في العام 2014 نحو 170,000 لاجئًا من جنسيات مختلفة ريثما تدرس أوضاعهم ويتم ترحيل معظمهم، بينما استقبلت بريطانيا 143 لاجئًا سوريًا وأميركا 524 لاجئاً مع توقع استقبالها 1000 آخرين، أمّا ألمانيا فقد اتخذت قرارًا بمنح إجازات عمل وإقامات وفقًا لاحتياجات السوق. 
نعم، قررت أوروبا استيعاب 5,000 لاجئ فقط وإعادة تسفير الباقين. لبنان وحده استقبل أكثر من مليون نازح من سورية.
دول الاتحاد الأوروبي، وعدد سكانه نحو 500 مليون، دقت ناقوس الخطر وأعلنت أنه لا يمكنها تحمل موجات النازحين.
ولو طبقنا العملية النسبية لكان توجب على لبنان وفق المعادلة الاوروبية استقبال 500 مليون / 5000= 0.00001%
5 مليون (عدد سكان لبنان المسجلين) * 0.0012= 50 نازحاً.
نعم، لو أراد لبنان أن يحذو حذو أوروبا لتوجب عليه استقبال 50 نازحاً سورياً فقط لا غير.
على لبنان أن يقول لهؤلاء المنافقين: لا تحاضروا لنا بالأخلاق. لقد جعلتم بلادنا مجازرًا ومدافنًا وحوّلتم المتوسط الى مقبرة عائمة.
                                                                                                                                                        

اترك تعليقا