وقد رصدت في سبيل ذلك الأموال الطائلة سواء لإنشاء أو تأهيل المدارس الرسمية او لتعديل المناهج وتدريب الأساتذة و زيادة رواتبهم لتحفيزهم على العمل. لكن كل هذه المحاولات و الجهود باءت بالفشل حتى الآن، فأعداد الطلاب في المدارس الرسمية تتراجع سنة بعد أخرى ويلجأ اللبنانيون إلى المدارس الخاصة، بالرغم من ارتفاع كلفتها التي ترهق كاهلهم، لان ثقتهم ضئيلة أو ربما معدومة في مستوى التعليم في المدارس الرسمية، وقد تصل قمة انعدام الثقة عندما يرون أبناء المعلمين في المدارس الرسمية يتلقون العلم في المدارس الخاصة، عوض ارتياد المدارس التي يعمل فيها أهاليهم.

ويبين الجدول رقم 1 المعطيات التالية:

المصدر: الإحصاءات الصادرة عن المركز التربوي للبحوث والإنماء في السنوات المذكورة

• بين العامين 1973- 2012 ارتفع عدد الطلاب في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي من 665,301 طالباً إلى 911,874 طالباً أي بمقدار 246,573 طالباً ونسبته 37%. وقد اختلفت هذه النسبة بين قطاع وآخر، ففي قطاع التعليم الرسمي تراجعت الأعداد من 298,314 طالباً إلى 275,655 طالباً أي بمقدار 22,659 طالباً ونسبته 7.6% بينما هي سجلت ارتفاعاً في قطاع التعليم الخاص بمقدار 272,382 طالباً ونسبتها 114.6%. أما في قطاع التعليم الخاص المجاني شهدت الأعداد تراجعاً محدودأ بمقدار 3,150 طالباً ونسبته 4.4%.

• وبين العامين 1992-2012 ارتفعت أعداد الطلاب بمقدار 187,041 طالباً ونسبته 25.8% وفي قطاع التعليم الرسمي ارتفعت الأعداد بمقدار 39,402 طالباً نسبته 16.7% أي أدنى من النسبة العامة. وفي التعليم الخاص غير المجاني ارتفع عدد الطلاب بمقدار 140,413 طالباً ونسبته 38%، أما في التعليم الخاص المجاني فقد شهد ارتفاعاً في عدد الطلاب بلغ 7226 طالباً ونسبته 6%.

• حصة المدرسة من الطلاب تراجعت من 44.9% في العام 1973 إلى 30.2% في العام 2012 وهي نسبة مرشحة إلى التراجع خلال السنوات القليلة القادمة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات توحي بالثقة في المدرسة الرسمية أما حصة الطلاب في المدارس الخاصة فقد ارتفعت من 35.7% إلى 56% وفي المدارس الخاصة المجانية تراجعت الأعداد بشكل محدود وبلغت النسبة 13.8% بعدما كانت 19.4%.

• خلال الأعوام 1996-2002 شهدت المدارس الرسمية إقبال من طلاب المدارس الخاصة اذ ارتفعت حصتها من إجمالي الطلاب من 33% إلى 39% بينما انخفضت حصة المدارس الخاصة من 54.2% إلى 48.3%. في حين شهدت المدارس الخاصة المجانية شبه استقرار وثبات في حصتها التي تراوحت ما بين 12.8% و12.7%.

• بدءاً من العام الدارسي 2002-2003 انقلب المسار وأخذت حصة المدرسة الرسمية بالتراجع لتتقدم حصة المدرسة الخاصة، إذ انخفضت على مدار السنوات من 39% ووصلت إلى 30.2% في العام 2012، بينما ارتفعت حصة المدرسة الخاصة من 48.3% إلى 56%.

• حصة المدارس الخاصة المجانية انخفضت من 19.4% في العام 1973 إلى 11% في العام 1994 وأخذت خلال السنوات اللاحقة تسترجع بعض ما فقدته ووصلت حصتها حالياً إلى نحو 14%. وهذا التراجع مرده إلى إقفال العديد من المدارس الخاصة المجانية لعدم قدرتها على تحمل الأعباء في ظل تأخر الدولة في تسديد المستحقات لهذه المدارس.

وهذا المسار التراجعي في أعداد الطلاب في المدرسة الرسمية يؤشر (ضمن المعطيات الحالية) إن المدارس الرسمية في العام 2050 لن تستقبل سوى 22% من الطلاب.

تطور أعداد المدارس

ارتفع عدد المدارس من 2299 مدرسة في العام 1992 إلى 2717 مدرسة في العام 2012. وسجل عدد المدارس الخاصة غير المجانية أعلى نسبة ارتفاع وبلغت 60 % بينما ارتفع عدد المدارس الرسمية بنسبة 1.6 % وتراجع عدد المدارس الخاصة المجانية بنسبة 1.6% وفقاً لما هو مبين في الجدول رقم 2.

المصدر: المركز التربوي للبحوث والإنماء

تنفق الدولة على التعليم الرسمي كما تنفق على التعليم الخاص من خلال المنح والمساعدات كما ينفق الأهالي على التعليم الخاص وترتفع الفاتورة المالية في حين أن المطلوب هو إجراء وحيد يرمي إلى تعزيز وتطوير التعليم الرسمي وترك الخيار حينها إلى اللبنانيين ليختاروا بين التعليم الرسمي شبه المجاني والذي يتمتع بمستوى جيد وبين التعليم الخاص المكلف الذي يتمتع أيضاً بمستوى جيد؟