الإسلام في الأسر -من سرق الجامع وأين ذهب يوم الجمعة؟
«الديموقراطية تعني في وطنها أن جميع القرارات يتم اتخاذها بعد إحصاء الأصوات... مبدأ يعمل تلقائياً لخدمة رأس المال... لكن الكلام عن الديموقراطية في مجتمع من دون عمال، من دون رأسمال، مجرد كلام غير ضروري، بين ناس غير ضروريين، لا أحد يريد أن يسترضيهم ولا أحد يهمه أمرهم وليس لهم صوت وليس لصوتهم ثمن». هكذا إستبعد الكاتب المصطلح الديموقراطي الرأسمالي من المعجم العربي كونه نظام خاص بالغرب وحده. أما كلمة «جامع تعني مقر مفتوح في كل محلة، يرتاده الناس 5 مرات كل يوم، لهم حقّ الإجتماع فيه... تحت سقفه مكفولة حرية القول وحرية العقيدة وسلطة الأغلبية” فلماذا لا يتم إعادة إحياء الجامع بالمفهوم العلمي السياسي الإداري من دون التغاضي عن معنى حرية العقيدة بدلا من الإستيراد الثقافي من الغرب؟ ليس لأن هناك ملاحظات على الثقافة الغربية ولكن لأن العرب ليس بإستطاعتهم أن يكونوا مثل الغربيين.
كان هدف الصادق النيهوم، تحرير لقاء يوم الجمعة من هيمنة رجال الدين ومقبرة الفقه، كي يولد “الإسلام الديموقراطي”، فثار على الأفكار العربية والإسلامية القديمة موضحاً أصلها حتى يستعيد المواطن صوته الغائب وراء خطب الوعظ و يتدارك العرب على أي خطّ هم سائرون بعد أربعة عشر قرناً، فاتحا باب الجدل أمام المنتقدين مع الإحتفاظ لنفسه بحقّ الردّ.  
قواعد الإسلام ليست خمساً، بل أكثر من ذلك بكثير، فالأمر بالمعروف، النهي عن المنكر والدفاع عن المستضعفين هي قواعد أخرى يجب إضافتها على القواعد الخمس “المستنتجة” (الصلاة، الصوم، الزكاة، الحج، عبادة اللة) التي هي بالأصل غير موجودة في القرآن بل استخلصها الفقهاء الأمويون عن حديث لرسول الله وفصّلوها على مقياس مواطن مسلوب الإرادة خسر جميع حقوقه السياسية وتوجب عليه أن يكسب قوته عبر خدمة مصالح الإقطاع. ولا يستطيع المسلم أن يحافظ على القواعد “المستنتجة” و“المضافة” إلا إذا كان شريكاً شرعياً في إدارة الحكم. 
الدول العربية لم تدخل بعد عصر العلم حتى لو أصبح لديها طبيب ومهندس وجندي يقاتل بالصواريخ ذلك لأن البيئة نفسها لم تدخل بعد في عصر العلم. فالصحراء لا تزال جافة منذ عشرة آلاف سنة، ولا يزال الفلاح يجهل جنس النخلة إلا بعد نمو الشتلات، ولا تزال أعشاب الصحراء وحشية وقد تقف الدول العربية على باب العلم ألف سنة أخرى من دون أن تدخله لأن مراكز البحث العلمي ليست وطنية بل شركات أجنبية بخبرائها وإداراتها، وفقًا للكاتب.
المرأة المحجبة ليست مسلمة والحجاب أصلا غير موجود في القرآن، ففي العالم القديم كان الحجاب مجرد إجراء وقائي لمكافحة العدوى، لجأت إليه شعوب الصحراء، وإذا “بواعظ إسلامي” يتكلم باسم الله حوّل عادات الصحراء إلى فرائض دينية جعلت المرأة محرّمة سوى على الأقارب. “الحياة وراء الحجاب مجرد نوع من الموت العلني في عالم مفرغ عملياً من معنى الحياة”.
 أحاديث الصادق النيهوم لم تهدف إلى تحريض العرب على العصيان ولكن لفت إنتباههم على حالة الأسر التي وقع فيها الإسلام على يد هذه الجماعات وهؤلاء الشيوخ الذين حرّفوه عن مساره الإنساني والأخلاقي لخدمة أغراض فئوية و تنظيمية وسلطوية.   

اترك تعليقا