من هم؟
أطلقت على هذه المجموعات المسلحة تسمية «الحوثيون» نسبة إلى زعيمهم حسين بدر الدين الحوثي (قتل في حزيران 2004) ولكنهم من الناحية الدينية والعقائدية فهم “زيديون” نسبة إلى الإمام زيد بن علي الحسين بن علي بن أبي طالب.

فمن المعروف أن إبن عم النبي محمد(ص) علي بن أبي طالب تزوّج من إبنته فاطمة وأنجبا عدّة أولاد. وتبعاً لمذهب الشيعة فإن علي كان يجب أن يخلف النبي محمد بعد وفاته مستندين في ذلك إلى أقوال النبي، في حين يخالفهم بذلك المسلمون الآخرون.

وبعد وفاة النبي سنة 630 تولى أحد صحابته “أبو بكر الصدّيق” الخلافة، والذي إعتبر لدى أهل السنّة خير الناس بعد النبي والرسل وأكثر الناس إيماناً، وبعد وفاته عام 634 تولى الخلافة الخليفة “عمر بن الخطاب” (توفي عام 644)، ثم الخليفة “عثمان بن عفّان” الذي لقب بذي النورين إذ تزوّج إثنتين من بنات النبي (قتل في العام 656)، ومن ثم الخليفة “علي بن أبي طالب”، ويعتبر الشيعة أن الخلفاء الثلاثة الأوائل الذين تولوا الخلافة بعد النبي كانوا بغير حق وإعتبروا غاصبين للسلطة من وجهة نظرهم لأن الخلافة كانت من حق الإمام علي.

 قتل الخليفة الإمام علي في العام 661، وتبعاً للشيعة خلفه إبنه الحسن وبعد الحسن الذي قتل مسموماً خلفه أخوه الحسين الذي قتل في معركة كربلاء سنة 680 في مواجهة مع جيش يزيد بن معارية بن أبي سفيان، وخلفه إبنه علي بن الحسين (الملقب بزين العابدين)، وبعد وفاة الإمام زين العابدين في العام 712 خلفه إبنه محمد وإتخذه الشيعة كإمام لهم، ومع وفاة الإمام محمد في العام 732 (لقب بالباقر لكثرة علمه ومعرفته)، حصل الخلاف بين إبنه جعفر وأخيه زيد وكانا في نفس العمر.

قسمٌ إعتبر أن زيد هو الأحق بالإمامة بعد أخيه محمد وهم الزيديين، وقسمٌ إعتبر أن جعفر (الصادق) هو الأحق بالإمامة وهؤلاء هم الشيعة.

وهكذا يتبيّن أن الزيديين في معتقداتهم السياسية هم جزء من فكر الشيعة ولكنهم يختلفون عنهم في بعض النواحي الفكرية، والسبب الأساسي في هذا الإفتراق بين الشيعة والزيديين وإتخاذ كل فريق إماماً له على الرغم من المنشأ والأصل الواحد من سلالة الإمام علي، إن الإمام جعفر الصادق كان ينصح أخوانه ومناصريه بالهدوء وعدم الخروج ومقاتلة السلطة الأمويّة الحاكمة إنتقاماً لما حصل مع الإمام الحسين وأهله وأولاده في كربلاء، في حين أن دعوة الإمام زيد كانت ترفض السكوت وتدعو للثورة على السلطة لإسقاط حكم بني أمية حيث قاد زيد ثورة على الملك هشام بن عبد الملك بن مروان أدّت إلى مقتله في العام 740. فالإمام لدى الزيديين ليس من يتولى الإمامة بالنص من قبل سلفه (والده أو شقيقه) بل الإمام هو من يثور على الحاكم الجائر يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويعمل على نشر الإسلام، ومقولة الإمام زيد في هذا المجال هي: ليس الإمام منا من جلس في بيته وأرضى عليه ستره وثبط (إمتنع) عن الجهاد. لكن الإمام منا من منع حوزته وجاهد في سبيل الله حق جهاده ودافع عن رعيّته وذبّ عن حرمه (أي دافع عن نسائه). والركن الأساسي لدى الزيديين هو وجود الإمام للثورة على الحكم الجائز في حين أنه لدى الشيعة الإثني عشرية هناك إعتقاد بغيبة الإمام (يعتقدون بغيبة الإمام الثاني عشر المهدي منذ العام 941 أي أنه حيّ قائم وسيظهر عند إنتهاء الكون).

وإذا كان زيد بن علي هو من وضع أسس المذهب الزيدي، فإن تلامذته وأنصاره هم الذين وضعوا وصاغوا الفكر السياسي للزيدية حيث هناك الكثير من الغموض والتناقض لا سيما في موضوع الإمامة التي تشكل نقطة الخلاف الأساسية عن الشيعة الإثني عشرية. لكن الثابت أن الإمام زيد أكّد أن الإمامة كانت بالنص فقط لعلي وولديه الحسن والحسين وينكر النص على الإثني عشر إماماً.

ومن نقاط الخلاف أيضاَ أن الإمام زيد أقرّ بخلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وقال إنهما وليا فعلاً وقولاً وعملاً بالكتاب والسنة بخلاف ما ذهب إليه الشيعة الإثني عشرية من رفض للخليفتين.

عقيدة الزيدية:
ترتكز العقيدة الزيدية إلى عدة أصول إسلامية ما يجعلها من حيث العقيدة منفتحة على مختلف المذاهب الإسلامية بعيدة عن الإنغلاق وإن كانت تعلن تشييعها للإمام علي بن أبي طالب وآل البيت، كما أن هناك علاقة خاصة ربطت الزيدية بالمذهب الشافعي المنتشر في اليمن.