جوزف حاتم  - لبنان مصوّر بطوابعه
أول طابع بريدي، إبتكره رولند هيل في لندن عام 1840 وحمل وقتها صورة جانبية للملكة فيكتوريا، قبل أن تنتقل تلك الفكرة عبر العالم حيث باتت تصوّر رؤساء الدول، ملوكها ومشاهيرها، ثرواتها وتراثها إضافة للأحداث السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية. 

اعتمدت كل من سويسرا والبرازيل الطوابع البريدية عام 1843 وفرنسا عام 1849، أما البريد اللبناني، أصدرت أولى طوابعه في فرنسا عام 1924 قبل أن يتولى الرسام فيليب موراني ويكون أول لبناني عام 1936 يرسم طوابع عن لبنان. منذ العام 1942 حتى 1965، قام الرسام الروسي بول كورولاف بتصوير لبنان في طوابعه وكذلك فعل الرسام مصطفى فروخ ووقتها تولّت المطبعة الكاثوليكية في بيروت إصدار الطوابع قبل أن تلحق بها مطابع أخرى وحتى العام 1966 كان إسم المطبعة إضافة إلى الرسام الذي تولى رسم الطابع يدوّن في الأسفل. 

عبر مجموعة لا يستهان بها من الطوابع التذكارية، كان قد بدأ بجمعها منذ العام 1989، أعاد جوزيف حاتم الذاكرة في أقسام كتابه الخمسة، إلى أيام إنشاء دولة لبنان الحديث منذ حكم الأمراء نهاية القرن السادس عشر وحتى بزوغ الدولة الحديثة، من دون أن ينسى وضع لبنان في إطاريه العربي والدولي وإبراز وجهه التراثي إضافة لدينامية المجتمع اللبناني في الوطن والمهاجر والأحداث العالمية المهمة. وكان كل طابع يسرد تاريخ أو مناسبة مرّت على لبنان...

طابع قرش ونصف صدر في ذكرى إعلان الإستقلال يظهر فيه الأمير الشهابي، 5 قروش عبارة عن بريد جوي نقش عليه رسم الأمير فخر الدين، 50 قرشاً تقدمة المغتربين اللبنانيين في البرازيل يظهر فيه الأمير فخر الدين، طابع 1250 ل.ل في ذكرى مرور 60 عاماً على الإستقلال، 500 قرش يظهر عواميد بعلبك، طابع 1000 ل.ل يظهر سوق طرابلس القديم، 25 قرشاً يظهر ملكة جمال لبنان جورجينا رزق، 5000 ل.ل طابع يمثل السيدات اللواتي ترأسن مهرجان بعلبك والكثير الكثير من الطوابع الأخرى قام جوزف حاتم بجمعها مدفوعا بجمال هذه التابلوهات الصغيرة المسنَّنة وما تمثله من شواهد على محطات في تاريخ لبنان.

على الرغم من احتراق مجموعته الأولى، لم يردعه ذلك عن تكوين مجموعات أخرى نادرة من الطوابع ولم يتردد في التعبير عن أسفه لعدم وجود طوابع باسم الرئيسين اللبنانيين في عهد الانتداب الفرنسي، شارل دباس وحبيب باشا السعد، ورئيسين آخرين في مرحلة الاستقلال هما سليمان فرنجية وبشير الجميل، ويذهب في تأسفه إلى أبعد من ذلك فيقول: «نحن نمجد الأرزة، رمزنا الوطني، ولكننا ننسى شجرة التوت التي كانت مصدر رزق اللبنانيين من خلال تربية دود القز، وننسى كذلك شجرة الزيتون التي تلازم كل عصورنا وتزودنا بمؤونتنا من الزيت والزيتون على مدار السنة وننسى كذلك قطار السكة الحديد بمحطاته الصغيرة المنسوخة عن الطراز الفرنسي، وصفارته عندما كان يخترق المناطق الساحلية بأحيائها وأسواقها، وعندما يتهادى بين الجبال. أهملنا في طوابعنا أديارنا ومساجدنا وكنائسنا المميزة في هندستها ومواقعها، وأحياءنا التاريخية التي تكاد تصبح أثاراً بعد حين».  

اترك تعليقا