أكسوفيل- لأن العطاء فضيلة

نظرة عامة عن المركز

يضم المركز حالياً ما يقارب 70 طفلاً وشاباً من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويتم استقبال الأطفال في المركز من عمر خمس سنوات لغاية الاثنين والأربعين عاماً أي لغاية مرحلة عجز العقل عن الاستيعاب أو فقدان القدرة على مواكبة البرنامج التربوي، فحينها يصبح عائقا أمام الأطفال الآخرين وقد يسبب لهم التوتر والخوف، لذا في مثل هذه الحالة يطلب من الأهل أن يهتموا بالمريض لعدم إمكانية استقباله في المركز.

لا يضم المركز قسماً داخلياً في مركز الجمعية، وذلك بهدف أن يبقى الولد قريباً من جو العائلة وأن لا يكون معزولًا بالكامل. وتقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بدفع تكاليف التسجيل بينما يقوم الأهل بدفع تكاليف النقل. لا تتوفر لدى المركز التجهيزات اللازمة لاستقبال أولاد يعانون من حالات إصابة مزدوجة وهو يفتح أبوابه ويسخّر طاقاته للعناية بمن يعاني من التأخر الذهني غير الحاد لأن ذوي التأخر الذهي الشديد لا يستفيدون من البرامج التربوية التي يقدّمها المركز لعدم قدرتهم على استيعابها. كما يستقبل المركز أيضًا تلميذاً من ذوي الحاجات الخاصة قادم من مدرسة عادية إنما يعاني من مشاكل عدة كالخوف والانطواء وعدم الثقة بالنفس كونه لم يتلقى العلاج والمعاملة المناسبين، مما يجعله يعاني من عقدة النقص المدرسي وهذا يتطلب من الجمعية والمتخصصين فيها معاملة خاصة واهتمام خاص وأكبر.

البرنامج التربوي

يتبع المركز برنامجاً تربوياً متخصصاً يتضمن معالجةً نفسية، معالجة للنطق، معالجة رياضية لتقوية الجسد وتربية على إيقاع الموسيقى لما تعطي من راحة للمريض، ناهيك عن التمارين المخصّصة لتنشيط الذكاء. يسعى المركز من خلال التعليم المتخصّص إلى تحقيق النمو الفكري والنفسي والاجتماعي للمريض بالإضافة إلى النمو الجسدي، وهو على مستوى عال من الأهمية لما يقدمّه للمريض على مستوى الثقة بالنفس . وهنا تجدر الإشارة إلى وجود فريق كرة سلة في المركز يشارك في الألعاب الاولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة.

النشاط المسرحي

إيمانًا منها بأهمية المسرح وقدرته على خلق فسحة للتعبير عن الذات واستكشاف الطاقات والمكنونات الدفينة وتنمية القدرات الفكرية والنفسية على حدّ سواء، عمدت الجمعية إلى إدخال النشاط المسرحي من ضمن منهجها التعليمي، وهي خطوة ميّزتها عن سائر الجمعيات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة. يساهم هذا النشاط في تعزيز قدرة مرضى الحاجات الخاصة على مواجهة المجتمع وتشجيعهم على تحسين الإلقاء واللفظ وتزيد من ثقتهم بنفسهم.

وقد قدم أطفال اكسوفيل خمس مسرحيات على مدى خمس سنوات بمشاركة الفنان جورج خباز الذي يحرص على الحضور بشكل كامل خلال تقديم العمل لما يعطيه وجوده من دافع ونشاط لدى الأطفال. والجدير بالذكر أن جميع مواضيع المسرحيات التي يقدمها أطفال أكسوفيل تنطوي على إيصال رسالة معينة تهدف إلى تعريف المجتمع وطلاب المدارس الذين يحضرون العروض على أن الأطفال يعانون من هذا القصور هم أناس يستطيعون أن يحِبوا ويحَبوا ويستحقون الدمج ضمن المجتمع عوضّا عن النبذ والعزلة.

نشاطات أخرى

شارك أطفال المركز في نشاطات أخرى شملت تنظيف الشاطئ في مدينة جبيل، إعادة تشجير بعض الأحراج في منطقة النعص التي طالها الحريق، والمشاركة في مشاغل حرفية كمشاغل صناعة القش وصناعة الفخار والحفر على الموزاييك. وتهدف فكرة إقامة المشاغل ضمن المركز إلى تدريب الطلاب على الأعمال الحرفية والى استخدام المشاغل كمادة علاجية، تجعل من التلميذ إنساناً منتجاً مما يعطيه ثقة بالنفس خاصة أنه يتقاضى أجرة معينة مقابل ما ينتج. كما أنه وخلال وجود التلميذ في المشغل يكون متابعاً من قبل المختصين في المركز إذ أن بعض التلاميذ يظهر لديهم تطور نفسي وفكري واجتماعي كافي لدمجهم في سوق العمل بعد التعاون مع أهلهم، وقد أصبح هناك خمسة طلاب مندمجين في سوق العمل ويتقاضون رواتب جيدة ويبلون بلاءً حسناً. تقام هذه الأعمال تحت إشراف مدرب متخصص حيث يتم عرض المنتجات التي يصنعها الأطفال ضمن معرض الميلاد الذي يقام سنويًا ويعود ريعه لدعم المركز.

المشاريع المستقبلية

تسعى الجمعية إلى إقامة نادٍ بيئي لذوي الاحتياجات الخاصة، ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه، وتقوم شركة "ألفا" بمساعدة المركز بتقديم الدعم المالي لتنفيذ المشروع ويتمّ حاليًا درس إمكانية توسيع مبنى الجمعية لإقامة حضانة للأطفال ما دون الأربع سنوات والذين يعانون من حالات إعاقة معينة.

التحديات

تسيطر على الأهل في الكثير من الأحيان عقدة الشعور بالذنب كونهم أنجبوا طفلاً يعاني من تأخر عقلي الأمر الذي يدفع بأخصائيي الجمعية إلى التدخل لمعالجة هذه السلبية من خلال لقاءات دورية مع كل عائلة على انفراد. يعاني المركز أيضًا من جهل الأهل لأصول وكيفية التعاطي مع الطفل، لذا يتم تدريبهم وتعليمهم على التعامل مع الأولاد بطريقة علمية متقنة. على مستوى المجتمع، ، وعلى الرغم من حملات التوعية من خلال الإعلام، لا يزال هناك نوع من الجهل لكيفية التعاطي والتعايش مع هذه الحالات، لذا يحتاج المجتمع إلى المزيد من الوعي والمعرفة لتقبّل فكرة الاختلاف ورؤية ذوي الاحتياجات الخاصة في السياقات الحياتية اليومية ضمن المدارس وفي سوق العمل، تمهيداً لانخراطهم التام ضمن المجتمع. 

اترك تعليقا