حدث في مثل هذا الشّهر في العالم العربي- الحرب العربية الاسرائيلية الأولى في أيار 1948
يعزو البعض دعم بريطانيا للمطامع الصهيونية إلى توهّمها أنّ ذلك قد يجعل اليهود يشاركون في تغطية نفقات الحرب العالمية الأولى أو يقنعون الولايات المتحدّة بالانضمام إلى الحرب في حين يجادل آخرون أنّ أحد الأسباب الرئيسية لهذا الدعم هو إعجاب صانعي القرار البريطانيين بتاريخ اليهود وإيمانهم بأن لهؤلاء الحق بالعودة إلى الأرض المقدّسة التي سلبها منهم الرومان.
في محادثات السلام التي تلت الحرب العالمية الأولى، تمّ الاتفاق على تقسيم الامبراطورية العثمانية بين كل من فرنسا وبريطانيا على أن تخضع فلسطين للانتداب البريطاني. ظنّ العرب أن الحصول على الاستقلال سيكون حقاً مكتسباً بعد انضمامهم إلى صفوف الحلفاء في مواجهة الأتراك وشعروا بالخيبة والغيظ لعدم وفاء بريطانيا بوعودها، ولا شكّ أن سوء الحال بلغ ذروته في فلسطين، كون اليهود كانوا قد وُعدوا بوطن قومي لهم فيها. وقد تبيّن من الوثائق التاريخية أنّ عدداً غير قليل من زعماء العرب في الحرب العالمية الأولى وعلى رأسهم فيصل الأول، كانوا على اطّلاع بالإتصالات الصهيونية البريطانية.
مع ازدياد هجرة اليهود إلى فلسطين في بداية العشرينيات، بدأت المواجهات بين الطرفين تتفاقم خصوصاً بعد انصراف اليهود إلى شراء مساحات واسعة من الأراضي من مالكين عرب متغيبين، ما أجبر الفلسطينيين المقيمين في هذه المساحات على المغادرة.
تعاظمت هجرة اليهود إلى فلسطين بين العامين 1933 و1939 وذلك هرباً من الاضطهاد الذي كانوا يتعرضون له في ظلّ الحكم النازي في أوروبا. بلغ عدد المتدفقين إلى فلسطين 61,854 في العام 1935 فحسب، وعبّر مفتي القدس الحاج أمين الحسيني عن خشيته من أن تتخطى أعدادهم أعداد الفلسطينيين مع حلول العام 1940. أدّت حركة النزوح الواسعة هذه إلى تصعيد حدّة العنف بين الطرفين، فما كان من بريطانيا إلا أن فرضت بعض القيود على أعداد اليهود الذين لهم الحق بالدخول إلى فلسطين وعلى كمية الأراضي التي يمكنهم شراؤها. لكنّ بريطانيا لم تفلح في التوفيق بين مصالح الطرفين وتخفيف حدّة العداء بينهما فما كان بها إلا أن سحبت قواتها من المنطقة المتنازع عليها. خصوصاً بعد عملية تفجير فندق الملك داوود التي قام بها أعضاء من جماعة الإرجون الصهيونية.
بلغ الصراع بين اليهود والفلسطينيين ذروته في 15 أيار، 1939 غداة إعلان قيام دولة اسرائيل وذلك من خلال ما يسميه الاسرائيليون “حرب الاستقلال” وما يسميه العرب “النكبة”. بالرغم من الكلام غير الموثّق عن التفوّق العددي للجيوش العربية القادمة من مصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان لغزو اسرائيل، لم تكن هذه الجيوش بنفس مستوى التنظيم والتجهيز العسكري الذي كان لدى العدو، الأمر الذي ضاءل فرصاً بالنصر وكبدّها الهزيمة. والواقع أنّ هذه الحرب لم تسهم في بلورة وجود دولة إسرائيل وتوسيع حدودها فحسب، لا بل أطلقت العنان لأزمة لجوء منقطعة النظير ومهدّت الطريق لتضارب في الرؤى والمصالح لا زال يعصف بفلسطين وأهلها حتى اليوم.
http://www.nytimes.com/2010/08/22/books/review/Segev-t.html?pagewanted=all&_r=0
http://www.palestinefacts.org/pf_mandate.php
http://www.historylearningsite.co.uk/palestine_1918_to_1948.htm
اترك تعليقا