شهر حزيران - الإجتياح الإسرائيلي للبنان : حزيران 1982

الخلفية التاريخية

وقع لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية في تشرين الثاني 1969 على اتفاقية سرية عرفت باسم اتفاقية القاهرة لتنظيم الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان الذي أخذت إعداده وتسليحه بالارتفاع بعد حرب حزيران 1967. ونصت هذه الاتفاقية على عدة بنود منها:

  • تسهيل المرور للفدائيين وتحديد نقاط مرور واستطلاع في مناطق الحدود.

  • تأمين الطريق إلى منطقة العرقوب (أي المنطقة في أقصى الجنوب الشرقي المحاذي لإسرائيل ومن قراه شبعا، كفرشوبا، كفر حمام).

  • تنظيم الدخول والخروج والتجول لعناصر الكفاح المسلح.

  • دراسة توزيع أماكن التمركز المناسبة في مناطق الحدود التي يتم الاتفاق عليها مع الجيش اللبناني.

  • السماح للفلسطينيين المقيمين في لبنان بالمشاركة في الثورة الفلسطينية من خلال الكفاح المسلح ضمن مبادئ سيادة لبنان وسلامته.

  • تسهيل الجيش اللبناني أعمال مراكز الطبابة والاخلاء والتموين للعمل الغذائي.

هذه الاتفاقية حولت جنوب لبنان، في مرحلة أولى ولبنان بأكمله في مرحلة لاحقة، إلى ساحة حرب بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل التي أخذت من الوجود الفلسطيني المسلح والأعمال العسكرية المحدودة ضدها، ذريعة للاعتداء على لبنان من خلال أعمال القصف المدفعي والجوي الذي اخذ بالتزايد وأصبح شبه يومي بعد اندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975 فقامت إسرائيل في آذار 1978 بعملية الليطاني التي احتلت خلالها مناطق في جنوب نهر الليطاني بهدف إبعاد منظمة التحرير عن الحدود معها وإقامة منطقة فاصلة تحت أمرة جيش لبنان الجنوبي بقيادة الرائد سعد حداد المدعوم من إسرائيل. هذا الاجتياح لم يُنهِ الأعمال الفدائية ضد إسرائيل، التي ظلت تستخدمها ذريعة لاستمرار حربها على الفلسطينيين واللبنانيين معاً.

الاجتياح

أقدمت منظمة أبو نضال الفلسطينية ( وهو على خلاف مع فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية) على محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي لدى لندن شلومو ارخوف فأصيب ولم يقتل واستغلت إسرائيل هذا الحادث في إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق ضد لبنان أسمتها عملية سلامة الجليل بهدف إبعاد الفلسطينيين نهائياً من منطقة الجنوب.

العمليات الميدانية

بدأ الاجتياح الإسرائيلي من دون أن تلقى القوات الإسرائيلية مقاومة عنيفة إذ انهارت القوات الفلسطينية بشكل سريع وغير متوقع حتى قبل قيادات المقاومة الفلسطينية.

ففي صباح يوم 6 حزيران 1982بدأت الدبابات الإسرائيلية بالتقدم داخل الأراضي اللبنانية وبعد 5 أيام تمكنت إسرائيل من بسط سيطرتها على أكثر من ثلث الأراضي اللبنانية في الجنوب والجبل حتى تخوم العاصمة بيروت بينما بقيت مناطق الشمال والبقاع تحت السيطرة الفلسطينية- السورية. وفي 14 حزيران دخل الجيش الإسرائيلي القسم الشرقي من العاصمة اللبنانية بيروت الذي كان تحت سيطرة ميليشيات القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل المتعاونة مع إسرائيل وبدأ الطوق يشتد حول القسم الغربي من العاصمة حيث تمركزت القوات والقيادات الفلسطينية التي انسحبت من مناطق الجنوب بالإضافة الى وحدات من الجيش السوري. واشتد الحصار الإسرائيلي على بيروت قاطعاً عنها المياه والمواد الغذائية مع قصفها بشكل متواصل حيث تمكن المبعوث الأميركي فيليب حبيب في 28 آب من إيجاد تسوية قضت بخروج القوات الفلسطينية من بيروت الى تونس وعدة دول عربية أخرى تحت رقابة ورعاية قوات متعددة الجنسيات.

النتائج السياسية

نتيجة انعدام المقاومة الفعلية للاجتياح بدلت إسرائيل أهدافها التي كانت في المرحلة الأولى تقتصر على إبعاد منظمة التحرير الفلسطينية مسافة 40 كلم عن إسرائيل وأصبحت الأهداف أكثر اتساعاً إذ تشمل:

  • انسحاب الجيش السوري من لبنان

  • تدمير القوات المسلحة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وطردها من لبنان

  • إقامة حكومة لبنانية مؤيدة لإسرائيل

  • توقيع اتفاقية سلام بين إسرائيل ولبنان

وقد تمكنت إسرائيل من تحقيق هذه الأهداف لا سيما انتخاب قائد القوات اللبنانية الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية لكن اغتياله في 14 أيلول 1982، ومذابح صبرا وشاتيلا إثر ذلك شكل بداية الخسارة الإسرائيلية في الحرب. بعد مرور 31 سنة على الاجتياح الإسرائيلي لا تزال إسرائيل خطراً جاثماً على لبنان فهل تقدم على اجتياح لبنان لإبعاد سلاح حزب الله عن مرمى حدودها! وفي حال أقدمت على ذلك كيف سيكون رد حزب الله؟ وهل سيفشل الاجتياح في حال حصوله!. 

اترك تعليقا