آخر الأخبار

إيلينا سركيسيان - دار تورنيغ بوينت للنشر والتوزيع

ما هو برأيك سر النجاح الذي حصده دليل At Home in Beirut؟

لم تكن الكتيبات أو الدلائل الإرشادية متوفرة في السوق آنذاك، وإن حظي أحدهم بفرصة إيجاد أحدها، فقد كان يخيب ظنه لقِدَم المعلومات المتاحة في داخلها وعدم توفيرها النصائح العملية التي من شأنها تبديد هواجس التأقلم في بيئة جديدة وفهم ديناميكيات المدينة وفضائها. أتى دليل At Home in Beirut ليقدم للأجانب أو القادمين الجدد إحساساً بالألفة وحسن الاطلاع، فاحتوى معلومات وإرشادات مرحة وتوجيهية في الوقت نفسه تناولت مختلف أوجه الحياة في المدينة من أصغر التفاصيل كالمطعم الأمثل لتناول الطعام أو الخياط الأكثر مهارة إلى كيفية القيادة في عجقة السير الخانقة أو استصدار إجازة عمل.

حقق هذا الدليل مبيعات هائلة منذ إصداره، وقد تم إصدار أربع طبعات حتى اليوم، تشتمل كل منها على إضافات وتحديثات تتماشى وطبيعة المدينة التي تتبدل على الدوام. بعد نجاح هذا الدليل، وسعت دار Turning Point عملها ليشمل دلائل العائلة والكتب الفكاهية التي تصوّر خصوصيات الشخصيات اللبنانية بحسٍ كوميدي مضحك، بالإضافة إلى كتب الأطفال وغيرها من الإصدارات المميزة.

لقد علمت أنكم تتعاونون في الدار مع كتاب أجانب. هل تعتقدين أن لدى هؤلاء فهماً كافٍياً للنسيج الاجتماعي والثقافي في لبنان، كي يتمكنوا من تمثيل أو نقل طابع المدينة وجوهرها بأمانة؟

أعتقد أن النظرة عن بعد تسمح للمرء برؤية الأمور من زاوية مختلفة وبالتالي تحليلها من منظور جديد. وقد تتفاجئين بقولي إن الكتاب غير اللبنانيين هم أكثر انتباهاً وتيقظاً للتفاصيل الصغيرة، التي تساعدهم على رصد مزاج المدينة وجوّها واكتشاف السمات والعادات الخاصة بها. والواقع أن حس الملاحظة لديهم يتفوق على على حس الملاحظة لدينا، فنحن أصبحنا معتادين على إيقاع ونمط ومصادفات الحياة اليومية اللبنانية إلى حدٍّ لم نعد نلحظ فيه خصوصيات هذه الحياة وسط الأنماط الروتينية لحياتنا، أما هم، فيرون المدينة من منظور متفرّد، يرونها بنظرةٍ جديدة ومفعمة بالحياة.

ماذا عن كتب الأطفال؟ لماذا اخترتم التوجه إلى القرّاء الأطفال أيضاً؟

في الواقع، بدأ العمل على إصدارات للأطفال حين قصدتنا إحدى الكاتبات وفي حوزتها نصٌ بالعربية لسلسلة للأطفال، وكان من غير الممكن رفض النص نظراً لعبقرية الحبكة وظرافة الشخصية في قصتها «العملاق العملاق». ومع إبحارنا في سوق الأطفال، تبيّن لنا أن كتب الأطفال المتوفرة باللغة العربية في المكتبات تفتقر النوعية والذوق الفني، فارتأينا ضرورة إحداث فرق في هذا المجال. صحيحٌ أنني وشارلوت غير ضليعتين باللغة العربية، لكن خبرتنا تمكننا من إصدار الحكم الصائب فيما يتعلق باختيار النصوص التي تتلاءم مع رؤية الدار. وبعد الموافقة على الموضوع، نلجأ إلى الاستعانة بأخصائيي أو محرري أو أساتذة اللغة العربية لتقييم الجدارة اللغوية وتصحيح الأخطاء أو النواقص إن وجدت. في سلسلة «ميمي» على سبيل المثال، هدفنا إلى تعريف الأطفال على دول أفريقية وعلى ثقافتها وأنماط عيشها بغية تعزيز فهمهم للخلفية التي يأتي منها العمال الأجانب الذين يشاركوننا بيوتنا ومجتمعاتنا. لقد تضمنت هذه السلسلة رسالة إنسانية جرى نقلها للأطفال بأسلوب سلسٍ ومشوّق.

ما الذي يميز دار Turning Point عن سائر دور النشر الأخرى؟

ما يميزنا باعتقادي، هو النفحة اللبنانية التي يجدها القارىء في كافة إصداراتنا وكتبنا، فهي جميعها مستوحاة من صميم المجتمع اللبناني بكلّ ما فيه من غنىً وتنوّع وغرائب وتناقضات. نحن نحمل لبنان في كلّ كتاب ننشره بهدف صقل صورة هذا البلد وتوعية الناس إلى ماهية صيغته الفريدة. العمل الجماعي هو أيضاً ميزة خاصة ومتأصلة في دار Turning Point، فنحن حريصون دوماً على العمل يداً بيد، والتعاون مع الكتاب والرسامين ومصممي الغرافيك والمصورين في كل خطوةٍ نخطوها بغية خلق خليةٍ ناشطة تشجّع الخلق والتواصل. 

اترك تعليقا