حدث في مثل هذا الشّهر في الكويت-الغزو العراقي للكويت
كان العراق يعوّل على الأسعار المرتفعة للنفط لزيادة مصادر دخله والتمكّن بالتالي من وفاء التزاماته المالية. لهذه الغاية، عمد إلى المطالبة بتخفيض نسب إنتاج منظمة أوبيك للنفط. إلاّ أنّ تراجع الأسعار لم يكن يشكّل الهاجس نفسه للكويت التي كانت، وحسب ادعاءات الجهات العراقية، تتقصّد تخطي معدّل إنتاجها للنفط وتتعدّى على حقل الرميلة النفطي الخاص بالعراق.
أدّت النزاعات حول النفط والديون إلى مفاقمة التوترات بين البلدين إلى أن بلغت أوجها مع غزو أكثر من مئة ألف جندي عراقي الأراضي العراقية في صباح الثاني من آب 1990. وصل عدد الدبابات التي شاركت في الغزو إلى 700 وقامت الطائرات العراقية بقصف العاصمة وتمّ وضع حواجز في الطرقات أسفرت عن محاصرة آلاف الكويتيين والأجانب. التجأ أمير الكويت وعائلته إلى المملكة العربية السعودية هرباً من الهجوم ولم يلبث الجيش العراقي أن أحكم سيطرته على العاصمة خلال ساعات قليلة وجعلها تحت إدارة العراق، ويشاع أن فترة الغزو التي دامت 7 أشهر تخلّلتها أعمال نهب وسرقة وانتهاكات عديدة لحقوق الانسان.
قوبل الغزو العراقي بالاستنكار الجماعي من كافة القوى العظمى في العالم، أما الولايات المتحدّة التي تعتمد بشكلٍ أساسي على الموارد النفطية العربية فكان همّها الابقاء على أسعار النفط المنخفضة ورأت مصلحةً في صدّ القوة العسكرية المتنامية لصدام حسين وإخراجه من الكويت. لهذه الغاية، شجب مجلس الأمن الهجوم العراقي معتبراً ضمّ الكويت إلى العراق باطلاً ولاغياً ومطالباً بانسحاب القوات العراقية فوراً، ولكن من دون جدوى.
أمهل الأميركيون صدام لغاية 15 كانون الثاني لسحب قواته من الكويت أو تحمّل عواقب الحرب، وإزاء فشل كافة المفاوضات لإقناعه بالخروج سلمياً، شنّت قوات التحالف المكوّنة من 32 دولة بقيادة الولايات المتحدة هجوماً عسكرياً على العراق في 16 كانون الثاني 1991 انتهى بانتصار قوات التحالف وخروج صدام من الأراضي الكويتية. أما اليوم، وبعد أكثر من عقدين من إرث الحرب، يسعى البلدان اليوم إلى توطيد العلاقات فيما بينهما ويؤمل أن تنحسر آثار ما بعد الحرب شيئاً فشيئاً.
اترك تعليقا