سرطان الثدي بين الوهم والحقيقة-وهم رقم 80
يعدّ سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في العالم وقد ساد اعتقادٌ لدى الكثيرين بأن علاقة القربي بالمصابين بسرطان الثدي تشكّل عامل خطر أساسياً للإصابة بالمرض أما النساء اللواتي يأتين من عائلات سجلها الطبي خالٍ من هذه الحالات، فما من داعٍ لكي يقلقن من احتمال الإصابة بالمرض.غالباً ما يتمّ ربط سرطان الثدي الوراثي بأقارب الأم أما وجود حالات سرطانية في سلالة الأب فلا يؤخذ على محمل الجدّ.
الحقيقة:
من الجدير بالذكر أنّ عامل الخطر الأهم الذي يزيد فرص الإصابة بالسرطان هو التقدّم في السنّ، فأغلبية الحالات هنّ نساء تجاوزن الخمسين من العمر. أمّا النساء اللواتي يبتلين بالمرض، فمعظمهنّ لم يسجّل تاريخهن الطبي العائلي أي حالات سرطانية. تشير مجلّة Health إلى أن نحو 70% من مرضى سرطان الثدي لا يظهرن أي عوامل خطر، ولكن النساء يتعرّضن لاحتمال الإصابة بسرطان الثدي بشكلٍ أكبر حين تكون شقيقاتهنّ أو أمهاتهّن مشخّصات به. هذا لا يعني أنّ من لا يملكن سجلات مرضية في العائلة هنّ أقلّ عرضةً للإصابة بالمرض لأن العوامل المساهمة هي عديدة ومتشعبة، والخطر يطال كل النساء المتقدّمات في السن دون استثناء.
يعتبر وجود حالات سرطان ثدي وسط الأقارب من ناحية الأم عامل خطر يستحيل تجاهله لكن شيوع السرطان وسط الأقارب من ناحية الأب لا يقلّ خطورة. وعلى الرغم من أنّه ليس العامل الأساسي إلا أن السرطان قد يصيب بعض العائلات أكثر من سواها نتيجة تركيبتها الجينية، وسرطان الثدي الوراثي لا ينحدر من جهة عائلة الأم فحسب لأن الجينة المتحوّلة التي تسبّب السرطان الوراثي قد تأتي من ناحية الوالدين كليهما. ناهيك عن ذلك، يمكن للسرطان الوراثي أن يتخطى جيلاً ما يعني أنّ إصابة الأجداد بالسرطان قد تجعل الأحفاد أكثر قابليةً للإصابة بالمرض.إن وجود سرطان المبيض في العائلة قادرٌ أيضاً على زيادة احتمال الإصابة بسرطان الثدي، وهو دليلٌ آخر على أنّ المعادلة هي أكثر من مجرّد علاقة سببية بسيطة، وعليه فإن معدّل الخطر واحد بين من يزخر تاريخ عائلته الطبي بحالات السرطان ومن يخلو سجلّه العائلي منها.
اترك تعليقا