مركز التعرف على الحياة البرية
بدأ المركز باستقبال طلاب المدارس التي ترغب بتعريف تلاميذها على الحياة البرية في باحة منزل مؤسسيه حيث كانت أقفاص الحيوانات موضوعة في الحديقة، وكان الدكتور أبو سعيد يعطي المحاضرات في داخل منزله لتعريف التلاميذ على أهمية الحفاظ على الحياة البرية. وتابع نشاطه على هذا المنوال حتى قامت بلدية عاليه بتأمين قطعة أرض في منطقة رأس الجبل بمساعدة كندية، فأنشأ المقر الرسمي للمركز.
الأهداف
يضم المركز ما يقارب 35 نوعًا من الحيوانات البرية والجوية وقد كان رائداً خلال العقدين الماضيين في نشر رسائل التوعية البيئية والتنوع البيولوجي وفي إنقاذ وإعادة تأهيل الحيوانات البرية وإغناء الحياة البرية في لبنان عن طريق السعي إلى تكاثر الحيوانات المهددة بالانقراض من خلال التزاوج في الأسر حيث يصار إلى إعادة إطلاق الحيوانات في الطبيعة حيث موطنها الأصلي.
يقوم المركز بمعالجة الحيوانات والطيور المصابة ويعاد إطلاقها بعد أن تتعافى كما أنّه مسؤول عن إجراء دراسات وأبحاث علمية أفضت إلى اكتشاف 4 أنواع من الوطواط اللبناني و3 أنواع من الفئران اللبنانية التي لم تكن معروفة من قبل، فوثقت ونشرت في مجلات علمية عالمية.
إن مثابرة وتصميم المركز وخبرته ومعرفته العلمية عوامل تجعله مصدرا بنّاء” في المحافظة على التنوع البيئي، وخصوصًا بتعمده إشراك جميع الفئات العمرية في تولي هذه المسؤولية.
اختبر المركز نجاحًا كبيرًا باستقباله حوالي 40000 زائر سنويًا، أكثر من نصفهم تلامذة يتعاونون لإنقاذ وإعادة تأهيل وإطلاق الطيور الجريحة والثدييات المأسورة والمصابة. كما استفاد العشرات من التلاميذ في تحضير أبحاثهم عن التنوع الحيوي من المكتبة الموجودة في المركز والذي تحول بدوره إلى منطلق للعديد من مشاريع وأبحاث جديدة نشرت نتائجها في مطبوعات ومجلات عالمية متخصصة.
الأنشطة
نجح المركز في إطلاق ما يقارب 30 ضبعاً في الغابات اللبنانية وهو صنف مهدد بالانقراض نتيجة الاختلال الحاصل في توازن الطبيعة وجهل الناس لأهميته، كما أنّه يأوي الدب الأسود، وهو الدب الذي كان يعيش في جبل المكمل في شمال لبنان والذي جرى التعرف إليه لأول مرة سنة 1826 ومن ثم انقرض جراء قطع الغابات، وتعود آخر رؤية لهذا الدب إلى العام 1958. بالإضافة إلى الدب الأسود، لدى المركز حيوان الغزال او الآدم الذي انقرض في لبنان بسبب الصيد وقطع الغابات وآخر رؤية له كانت سنة 1902.
من أبرز أنشطة المركز اكتشافه أنواع جديدة من الحيوانات وتسجيلها في مجلات علمية عالمية، كفأر “الجربوع” على سبيل المثال وهو فأر يعيش في المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 2000 م، ناهيك عن أنواع أخرى من الفئران والوطاويط كما أنّه بات على موعدٍ سنويٍ مع “ليلة الوطواط” وهو حدث عالمي ينفرج به لبنان في الشرق الأوسط، حيث يتعرف الطلاب على أهمية الوطواط وأنواعه (الجدير ذكره أن وطواط الفواكه قد انقرض في لبنان نتيجة الجهل بأهميته).
التحديات
يواجه المركز عدداً من المشاكل التي تقف عائقاً في وجه تقدمه وتطويره وفي طليعة هذه المشاكل الغياب الكلي لمؤسسات الدولة مثل وزارة البيئة ووزارة الزراعة اللتان لا تقدمان أية مساعدة للمركز لا بل ترسلان الحيوانات إليه وتقومان بالتغنّي بوجود مركز في لبنان يهتم بالحياة البرية. يفتقر المركز أيضاً إلى الموارد المالية ما يعرقل إمكانية التوسّع في النشاطات خصوصًا أن الدخول الى المركز هو مجاني ويعتمد على تبرعات الزوار في حال أرادوا ذلك، أمّا الكلفة التشغيلية البالغة نحو 4500 $ شهريًا فيسدّدها الدكتور منير وزوجته من مالهما الخاص.
للأسف، قلّة هم الأشخاص الذين يدركون أهمية المركز فبدل أن يساعده معظم الناس لتطوير عمله يقومون بالاعتداء عليه من تخريب وسرقة وحرق وغير ذلك، وما يزيد الطين بلّة الإهمال في تطبيق القوانين الخاصة بحماية البيئة وما ينتج عنه من تدمير للبيئة الحاضنة للحيوانات والطيور.
المشاريع المستقبلية
يأمل المركز إقامة ندوات توعية عن كل حيوان ضمن سلسلة ندوات للإضاءة على أهميته وفوائده، كما أنّ يسعى لنقل موقعه إلى إحدى المحميات وهذا مشروع كانت قد تبنته وزارة البيئة ولكنها لم تنفذه. هناك أيضاً مساعي لإقامة يوم مخصص لكل حيوان كالنشاط الذي يقوم به المركز “ليلة الوطواط”.
اترك تعليقا