في الجامعة الأميركيّة: كفاحٌ وجهاد
وأرخص من المطعمين مطعم شمّاعة الذي هو الآن «أنكل سام»، على زاوية شارع بلس وجان دارك.
ولا أرى بأساً من ذكر أسعار الطعام في ذلك العهد، وهي أسعار يتذكرّها من كان في عمري:
سعر صحن اليخنة مع الأرز: 5 قروش
سعر صحن الكبّة: 7 قروش
سعر قطعة لحم مع البطاطا والخضار: 10 قروش
سعر الرغيف: قرشان
قرص التمر: قرشان ونصف
قطعة الكاتو (وهذه للأغنياء): 3 قروش.
أي كان بإمكان فقراء التلاميذ أن يتغدَّوا أو يتعشَّوا بعشرة قروشٍ أو أقلّ، ولا سيّما إذا كان التركيز على الخبز، واعتبار اليخنة إداماً.
ولكن كيف نتدبّر أمر الفصل الثاني؟ كان المعلّم بو نجم يقول، عند اشتداد الأزمة: «الله المدبّر!». لم يطل الوقت حتى اتصل بي رئيس معهد تدريس العربية في سوق الغرب ليقول لي: إنّ في مركز الإرسالية في بيروت جماعة تريد متابعة درس العربية. فهل لديك متّسع من الوقت لتعليمهم؟ ندفع لك ليرة لبنانية عن كل ساعة.
عرض سخيّ. واتّفقت مع الجماعة على أن تكون الساعة صباحاً من التّاسعة إلاّ الرّبع حتى العاشرة. فكنت أسرع بعد درس الصباح في الجامعة إلى مدرسة اللاهوت في زقاق البلاط .
وكثيراً ما كنت أذهب مشياً، والأصحّ ركضاً، إذا تأخّر الترامواي.
ورجوعاً من مدرسة اللاهوت كنت أعود، فعلاً، راكضاً حتى أصل السّاعة العاشرة. وكان الأساتذة يتسامحون مع المتخلّف عن الحضور، عندما تقرع الساعة، مدّة خمس دقائق. كفاح! عذاب! ركض! ولكنّ الليرة ثروة! تكفيني أياماً إذا رضيت أن آكل في المطعم نمرو 2.
اترك تعليقا