انتخابات رئاسة الجمهورية 2022 (1)

دخل لبنان منذ الأول من شهر أيلول 2022 في المهلة الدستورية لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية خلفاً للرئيس الحالي العماد ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 تشرين الأول 2022. لغاية يومنا هذا، لم تشر المعطيات إلى إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي، فإن لبنان مرشح للدخول في مرحلة الفراغ الرئاسي للمرّة الرابعة، بما أنّه دخلها سابقًا لثلاث مرّات في تاريخه منذ الاستقلال. ومع أن النواب، وفق الدستور، هم الذين ينتخبون الرئيس، غير أن معطيات كثيرة تتداخل فيما بينها قبل تحديد جلسة الانتخاب وقبل حسم النواب لخياراتهم، كما أن لكل انتخابات رئاسية ظروفها ومعطياتها المحليّة والإقليمية.

نعرض هنا، مراجعة للكيفية التي جرى فيها انتخاب رؤساء الجمهورية الــ 13 الذين توالوا على الرئاسة منذ الاستقلال في العام 1943 ولغاية اليوم، علّ في ذلك إفادة.

الحلقة الأولى: انتخاب الرئيس بشارة الخوري

كان هناك مرشحان بارزان لانتخابات رئاسة الجمهورية، هما الشيخ بشارة الخوري وإميل إدّه. دعم الفرنسيون إدّه، بينما دعم الإنكليز، من خلال الجنرال سبيرز، الخوري، وللحدّ من الانقسام طرح الجنرال سبيرز كميل شمعون مرشّحَ تسوية، وقبل به الطرفان غير أنّ إدّه سرعان ما تراجع عن موقفه ما أفقده بعض دعم الفرنسيين الذين اعتبروا قبوله بشمعون، المدعوم من بريطانيا، خطأ. عندها قرّر سبيرز السير بترشيح بشارة الخوري الذي حصل أيضاً نتيجةً للدعم البريطاني، على دعم عددٍ من الدول العربية لا سيما منها العراق من خلال نوري السعيد، وسورية من خلال شكري القوتلي وجميل مردم بك، الذين طلبوا من النواب المسلمين المؤيّدين لهم التصويت للخوري.

وقائع جلسة الانتخاب

عقدت جلسة الانتخاب في 21 أيلول 1943 وتولّى الرئيس الحكم بعد يومين من استقالة الرئيس بترو طراد. حضر جلسة الانتخاب 47 نائباً من نواب المجلس الـ 55، وفاز الخوري من الدورة الأولى إذ نال 44 صوتاً ووجدت 3 أوراق بيضاء.