إميل بيطار في 1971 عن كارتيل الدواء: 'لا يجوز أن يكون الدواء أكثر مرارة من المرض' كان يا ما كان في قديم الزمان في لبنان (7)
في المعاناة الحالية التي يعيشها اللبنانيون من فقدان الدواء وارتفاع الأسعار يتذكر العارفون منهم إميل بيطار الطبيب والوزير الذي حارب احتكار الدواء من موقعه كوزير للصحة لكن الاحتكار والقوى السياسية التي تدعمها كانت أقوى من بيطار فاستقال في وقفة نادرة من وقفات رجالات الدولة.
الولادة
ولد إميل بيطار في بلدة كفيفان (قضاء البترون) في العام 1931 ووالده يواكيم بيطار الذي كان نقيباً سابقاً لمحامي الشمال ونائباً سابقاً عن البترون في العام 1937 وحتى أيلول 1939 عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية وتم حل مجلس النواب.
الدراسة
تلقى علومه في مدرسة الفرير في طرابلس ثم انتقل إلى مدرسة الآباء اليسوعيين في بيروت، ودرس الطب في جامعة مونبليه في فرنسا وحاز تخصصاً في أمراض الروماتيزم.
عين وزير للصحة العامة في الحكومة الأولى في عهد الرئيس سليمان فرنجية التي شكلها الرئيس صائب سلام وعرفت باسم حكومة الشباب (كونها ضمت وجوهاً شابة من أهل الخبرة والاختصاص) فوضع نصب عينيه تحسين القطاع الصحي لاسيما توفير الدواء والحد من الاحتكار. معتبراً أنه "لا يجوز أن يكون الدواء أكثر مرارة من المرض". فوضع خطة لتوفير الدواء.
الاستقالة
لم يتجاوب مجلس الوزراء مع مشروع القانون الذي أعده الوزير بيطار والذي يخوله عند الضرورة القصوى سحب رخص استيراد الأدوية بغية توفيرها. فقدم في 24 كانون الأول 1971 استقالته من الحكومة التي قبلتها وكلفت الوزير هنري طربيه مهام الوزارة. في كتاب الاستقالة الذي رفعه إلى رئيس الجمهورية جاء فيه:
"يؤسفني أن أؤكد لفخامتكم استقالتي الشفهية التي أعلنتها خلال جلسة مجلس الوزراء يوم الأربعاء 22 كانون الأول الجاري إثر عدم تبني مشروع القانون المعجل المكرر الذي يخول وزير الصحة، عند الضرورة القصوى سحب رخص استيراد الأدوية، بغية توفيرها، اتقاء لكل ما من شأنه الإضرار بصحة المواطنين والسلامة العامة. والذي نلت على أساسه تأييد إجماع النواب في جلسة المجلس النيابي المنعقدة بتاريخ 14 كانون الأول سنة 1971 ولم يصوت خلالها على الثقة رسمياً لأسباب تعرفونها تمام المعرفة. وبالمناسبة أود أن أؤكد أن سياستي كانت دائماً مستوحاة من البيان الوزاري الذي نالت حكومتنا الثقة على أساسه، ووضع في طليعة أهدافه تنظيم الاقتصاد الحر محافظة على أسسه السلمية. هذا وإني أغتنم الفرصة لأعرب لشخص فخامتكم عن تقديري لحكمتكم السياسية، والإخلاص في العمل والنزاهة والنظرة للأمور الوطنية بروح التجرد. كما أتقدم منكم بشكري الجزيل على الثقة التي منحتموني إياها خلال مدة تعاوني معكم، مما سهل علي إنجاز ما حققته خلال ولايتي الوزارية. راجياً أن تتفضلوا بقبول فائق احترامي وتقديري".
الوفاة
توفي الدكتور إميل بيطار في 8 شباط 1988 عن عمر 57 سنة.
اترك تعليقا