المواطن صفر يحلم بقطار ومكتبة
إطلع المواطن صفر على استطلاع الدولية للمعلومات الذي جاءت نتائجه تؤكد أن اللبنانيين لا يقرأون. كان ذلك في العام 2003. جاءته الذاكرة وهو يزور معرض بيروت للكتاب. المواطن صفر يعلم جيداً أن الحجة التي تقول أن اللبنانيين "مثقفون" لكنهم تحولوا هذه الأيام إلى الانترنت لا تستقيم. فوفقاً لاستطلاع أجرته الشركة ذاتها يبدو أن نحو اقل من ثلث الذين يستخدموا الانترنت يفعلون ذلك للبحث أو القراءة، بينما تنصرف الأغلبية إلى الـchatting أو الصور والأفلام الإباحية. واقع الأمر أن نحو %40 من اللبنانيين لا يقرأون ابداً مطلقاً بتاتاً. وهؤلاء يستحقون التهنئة على صدقيتهم وصراحتهم إذ أنهم قالوا جهاراً “نحن لا نقرأ “لا كتباً، لا مجلاتاً ولا صحفاً”.
لكن الـ%60 الباقية تثير العجب، فهم موزعون بين قراء صحف وقراء مجلات وقراء كتب.
معظم هؤلاء يقرأون “من وقت إلى آخر”، جريدة أو مجلة. أما قراء الكتب فمعظمهم لا يتذكر ماذا قرأ، فلا عنوان لكتاب ولا إسم لكاتب. إن معدل ما قيل أنهم يصرفوه على القراءة هو نحو 18,000 ألف ليرة شهرياً. وإذا قلنا انه مبلغ معقول (!) في بلد يبلغ فيه الحد الأدنى للأجور 500 ألف ليرة فالسؤال المنطقي هو ضآلة هذا المبلغ حين يقارن بالسيارات الجديدة والهواتف الجوالة. وتأتي الكتب الدينية والفلك في رأس قائمة الكتب المحببة. لكن الحقيقة تقال أن هناك أناس في العالم (وبينهم لبنانيون) قرروا ببساطة وقف القراءة ولديهم أسبابهم العاطفية والفلسفية. ولكن يبدو أن معظم اللبنانيين لم يبدأوا بعد بالقراءة أو المطالعة حتى يتوقفوا.
“الاستطلاع لم يقل لنا من هو الأكثر سعادة؟ القراء؟ أو الذين لا يقرأون؟” علقت إحدى الزميلات. فقال المواطن صفر: “لا يهم ولكني أشتاق رؤية الناس في المكتبات العامة والقطار يقرأون”
“ولكن ليس لدينا لا مكتبات عامة ولا قطارات” قالت الزميلة.
وهنا قرر المواطن صفر أن يشيد سكة حديد من حلبا إلى صور ومكتبة عامة في ساحة البرج... طبعاً في خياله...
جواد عدره
اترك تعليقا