المجتمع المثقوب

حين كان يكتب عن المشاكل والحلول في شتى القطاعات، لم يتوهم لحظة انه «يملك» المعرفة، فهي كالمحبة تملكك وتوجهك وتطلقك إلى أرحاب واسعة. كان يعلم أن العشائرية والطائفية والفردية أقانيم ثلاث في واحد. الأنا تغلف بالعشائرية، والعشائرية بالطائفية، والطائفية بالوطنية! فتأتيك التوليفة اللبنانية التي نراها وما نتج وينتج عنها من هدر للطاقات وتراجعات.

أن تبلغ الفوائد نحو 24 مليار دولار أو %70 من الدين العام، أن «نخطط» لكهرباء دون خطوط ودون مصدر ملائم للطاقة، أن نخطط لهاتف ثابت فتكون النتيجة 7.1 مليون خط متوفر مقابل 650 ألف مشترك، في وقت تحرم قرى منه ويتوفر أضعاف المطلوب في قرى أخرى، هي الأمثلة النموذجية للمجتمع المثقوب. ان تغيب الأرقام، وتسيّس وفقاً لأهواء المعنيين هو أيضا مثل آخر للمجتمع المثقوب.

فالمجتمع المثقوب هو مجتمع فقد الأمل وبالتالي القوة على تخزين المعرفة والعمل. وهكذا تهدر القيم والطاقات في شتى المجالات، كالبئر المثقوب لا يجمع الماء ولا يفيض إلا بالأوبئة. ولذا تقع الأخطاء، ارتكاباً أو سهواً، فلا ذاكرة ولا مستقبل.

تحديات كبرى أمامنا، ففي العام 2020 سيبلغ عدد السكان نحو 6.5 ملايين نسمة، وسيبلغ عدد الطلاب نحو 1.1 مليون طالب مما يستدعي بناء وتشييد وحدات سكنية وتربوية جديدة وطرقات منظمة، ومعالجة المياه المبتذلة، وتوفير مياه الشرب والكهرباء والتقديمات الاجتماعية، أو استثمارات تقارب 15 مليار دولار، دون أن ننسى التحدي الكبير في تأمين فرص العمل المطلوبة وكيفية توفيرها.

ماذا حضرنا لذلك؟ ثقوب سوداء؟ وهل نشرك الناس بهذه الهموم، أو نسليهم فيسلون؟

جواد نديم عدره

اترك تعليقا