الألعاب الفرنكوفونية: 125 مليون دولار ولا رياضة وكوندي منقذة!

لم يصدم المواطن صفر بعدم مبالاة اللبنانيين بالألعاب الفرنكوفونية والتي نُظِّمت من أجل إظهار الترابط بين الدول الفرنكوفونية وكذلك بين لبنان وبينها وطبعاً مع فرنسا دائماً.

 

اللبنانيون قاموا بالواجب في اليوم الأول فحضر معظم زعمائهم أو ممثليهم وغنّت ماجدة الرومي بأنّ "بيروت ست الدنيا" دون أن ينتبه قادة "ثورة الأرز" المصفقين لها أنّ شعر هذه الأغنية نظمه نزار قباني الدمشقي وأنّ من بنى المدينة الرياضية ونظَّف الكراسي التي جلسوا عليها كانوا عمالاً سوريين.

 

وطبعاً سُرّ الحضور بالمفرقعات التي يسكر عليها اللبنانيون كبديل من الرصاص في أفراحهم وأتراحهم غير مهتمين بإرهابها وخطرها، وبأنّ مستورديها لا يعلنون إلا عن نحو مليون دولار سنوياً كإجمالي حجم الإستيراد تفادياً للجمارك. علماً أنّ هذا ما يفرقعه اللبنانيون في بضعة أشهر أو مناسبات.

 

المهم أنّ اللبنانيين غير مهتمين بالألعاب الفرنكوفونية. وليس لأنهم ضد فرنسا، التي لولاها لما وُجد لبنان، ولا لأنهم ضد السنغال أو يوسو ندور السنغالي الذي شارك ماجدة الرومي الغناء والذي لولا أقربائه من جنود السنغال الذين حاربوا يوسف العظمة في العام 1920 في ميسلون لما وُجد لبنان، بل بسبب غياب ثلاث مسائل أساسية: المال والطعام والنكاية. فنحن لا نشارك في انتخابات أو مهرجانات أو احتفالات دون مال أو طعام أو نكاية بابن عمنا أو جارنا أو أحد ما!

 

يبدو أنّ فرنسا ساركوزي لم تعد تتذكر ما فعلته فرنسا كليمنصو، أولاً أعْطونا جنوداً من السنغال "ليحررونا" ثم تَرَكونا نشتمهم لأنهم سنغاليون ثم رسموا لنا علماً فيه ألوان العلم الفرنسي وبداخله أرزة نكاية ببريطانيا. نعم، لو أردتم حضوراً كان عليكم أن تعلنوا أنّ فرنسا تعقد هذه الألعاب الفرنكوفونية نكاية بألعاب الكومنولث، وتوزعوا أعلام الجهتين وعندها سترون!.

لم نأتِ إلى ساحة البرج أو رياض الصلح دون باصات وسندويشات ومال فلماذا نأتي إلى الفرنكوفونية ببلاش ولعيون هذا أو ذاك؟

 

لم ننتخب دون مال فلماذا نحضَر الألعاب ببلاش؟

ليس عندنا نوادٍ رياضيةٌ بل نادياً مارونياً للسلة وسنياً وشيعياً للكرة فكيف تتوقعون أن نحضر ألعاباً لا طائفة لها. قولوا لنا إنها كاثوليكية وترقّبوا العجائب ضدها أو معها.

 

نحن لسنا مع أو ضد أحد ولسنا ضد الفرنكوفونية ولا مع الانغلوسكسونية. أعطونا هيفاء وهبي ونانسي عجرم وستار أكاديمي يومياً أو عشاء أو مالاً وألعاباً ناريةً وخذوا بشراً على مد النظر. أما المدن الرياضية والتي صرفنا لتشييدها حوالى 125 مليون دولار فهي للغبار والجرذان. لكنا والحق يقال، زرعناها وفقاً للتوازن الطائفي من طرابلس إلى صور ومن بعلبك إلى ساحل المتن:

بيروت                                  79.2

صيدا                                   16.7

طرابلس                                 16.4

المتن- بعلبك وغيرها                    12.8

                                        125.1 مليون دولار أميركي فقط لا غير

 

أما كلفة صيانتها فهي 500 مليون ليرة لمدينة كميل شمعون الرياضية (بيروت) و375 لكلٍ من صيدا وطرابلس. ولبيروت موظفون تبلغ كلفتهم السنوية 810 ملايين ليرة. وهكذا تفوق كلفة صيانة هذه المدن 1.3 مليون دولار سنوياً دون احتساب المصروفات من الصندوق البلدي.

                       

كان على منظمي الألعاب الفرنكوفونية أن يعلموا أنّ لدينا ما يشغلنا وإذا أردتم حضوراً رياضياً فعليكم بفريق الكرة السعودي والمصري والسوري والإيراني وعليكم بكونداليسا رايس تحدِّثنا عن شرق أوسط جديد وبوليد جنبلاط يخبرنا أننا لم نعد وحدنا وأن "فلسطين خلصت"، وبأصدقاء النظام السوري ليشكروه على أدائه الرائع عبر ضباط مخابراته في لبنان، وخذوا مئات الآلاف من الحضور. كان على رئيس حكومة تصريف الأعمال ومنظمي الألعاب الفرنكوفونية أن يستنجدوا بكونداليسا رايس فتأتي معلِّقة على هذه الألعاب (وهو عمل تعشقه أكثر من قبلات السنيورة على وجنتيها) وكان الحضور سيفوق كل التوقعات.

 

ولفرنسا قداس تقيمه بكركي سنوياً وكفاها ذلك!

جواد عدره

 

اترك تعليقا