جعيتا: شكراً تويتر، ويبر وفتوش

لقد شهدت مغارة جعيتا ارتفاعاً كبيراً في عدد الزوار وبشكل خاص من اللبنانيين بعد إطلاق حملة "عجائب الدنيا"، والتي يبدو أن الشركة "الحاضنة" لهذه الحملة عالمياً برئاسة برنارد ويبر (Bernard Weber) لا تمانع بالتصويت من مصدر واحد يحمل رقم الهاتف ذاته أو البريد الالكتروني آلاف المرات، شرط الدفع طبعاً.

ولقد سبق لمنظمة الاونيسكو أن تراجعت عن إشادتها بالسيد ويبر فصرحت: ليس هناك مجال للمقارنة بين حملة السيد ويبر الاعلامية ولوائح اليونيسكو بالمواقع التاريخية والتراثية المبنية على أساس تربوي وعلمي.

ولقد سبق لمصر أن رفضت المقارنة بين أهراماتها ومواقع أخرى، مثل تمثال الحرية في نيويورك، وتمت المقاطعة لهذه الحملة.

والمثير للإهتمام في لبنان "اكتشاف"، بعض اللبنانيين لمغارة جعيتا الآن، بعد الحملة على الفايسبوك و"التويتر"، التي يبدو أن بعض الشباب اللبناني لا يعرف أنها ااكتُشفت في القرن التاسع عشر، وطبعاً قبل اكتشاف "التويتر"، وقبل قيام شركة ماباس (MEPAS) "استثمار" مغارة جعيتا حين كان نقولا فتوش وزيراً للسياحة في العام 1993. وبالمناسبة، حازت شركة MEPAS على جائزة التنمية المستدامة من كل من جاك شيراك والبنك الدولي ومؤسسة السياحة الدولية في العام 2002 وهكذا يستطيعون أن يحاضروا لنا بالشفافية!

ولكن ما لا يعرفه اللبنانيون أيضاً أن الاسم "جعيتا" يعني بالآرامية "هدير المياه" وأن أول من اكتشف هذه المغارة في العام 1836 هو المبشر البروتستانتي وليام تومسون، العنصري في نظرته "لنا"، والجاد في اكتشافه للمواقع والآثار في "الأراضي المقدسة". ولقد تعاقب عدة علماء جيولوجيا وآثار على العمل في هذا الموقع. فالناس لا تذكر المبشر الكاثوليكي زوموفن Zomoffen ولا عالم الآثار الأب اليسوعي أوغست برجي Auguste Bergy ولا حتى تومسون الذي روى أنّه " تم إشعال سلك من المغنيسيوم وإذا بروائع هذا الهيكل الطبيعي المنسوج في تجويف الأرض ودهاليزها تتراءى أمام ناظريهم. وفي أرضية المغارة، شكلت قطرات المياه الندية بحيرة ساعد انعكاسها في إبراز تألق السطح والجدران التي كانت تبرق وتلمع كاللؤلؤة الوهّاجة."

لكن الناس ستذكر ويبر وفتوش وتويتر.

أما عن محيط هذا الموقع فحدث ولا حرج فيكفي النظر إلى هذه الصورة من الماضي لنفهم ماذا جرى.

شكراً "لتويتر" لأنه أخبر جيل "الكرامة والشعب العنيد"، أن في بلونة مغارة إسمها جعيتا، وشكراً لبرنار ويبر لمساعدتنا على اكتشاف ثرواتنا الطبيعية، وشكراً للوزير فتوش لأن المازة في مطعم جعيتا تغذي هذا "الشعب العنيد".

جواد نديم عدره

اترك تعليقا