​سيرة أمين وليلى
من فلسطين، التي قدّر له أن ينشأ فيها بعد انضمام والده الى حملة المفتي أمين الحسيني المناهضة للصهيونية والاستعمار البريطاني، عاد أمين الحافظ إلى لبنان إثر ثورة 1936 واشتداد الضربات الانكليزية والصهيونية على الفلسطينيين. بعد أن أردي صديقه قتيلاً برصاصٍ فرنسي في تظاهرة كانت تندّد باعتقال الرئيس عبد الحميد كرامي، عزم الحافظ على مغادرة مدرسة "الفرير" التابعة للانتداب فالتحق بكلية التربية والتعليم حيث أنجز الدراسة الثانوية، وسافر بعدها إلى مصر حيث تخصّص في العلوم التجارية ثمّ إلى جامعة لوزان في سويسرا للدراسات العليا، فبيروت في مطلع الخمسينيات حيث رسّخ موقعه في عالم الثقافة والصحافة قبل أن ينتخب نائبًا عن طرابلس عام 1960 ثمّ وزيرًا فرئيسًا لمجلس الوزراء. 

أمّا ليلى، فقد كانت وحيدة والديها المدلّلة. بعد وفاة والدها بالسرطان، أرسلتها والدتها إلى مدرسة داخلية في القاهرة ولكنّها عجزت عن التأقلم وعادت بعد فترةٍ إلى لبنان وأكملت دراستها في العلوم السياسية والفلسفية في الجامعة الأميركية وكسرت القيود المفروضة على المرأة فكانت تجالس الكتّاب والسياسيين وانخرطت في العمل الحزبي وأثبتت جدارتها في الصحافة والكتابة. 

التقى أمين وليلى في مقاهي بيروت في الخمسينيات.،على وقع اضرابات الشارع العربي، وثورة الضباط الأحرار، والوحدة بين مصر وسوريا وكانت جلساتهما تمتدّ لساعات يتبادلان خلالها أطراف الحديث في السياسة والأدب والموسيقى، فنشأت بينهما قصّة حبّ تكلّلت بالزواج. 

يكشف الكتاب عن قصّة تكليف أمين الحافظ تشكيل الحكومة في عهد الرئيس سليمان فرنجية، كما أنّه يتناول كل التحولات التي طرأت على لبنان والمنطقة ويعرّج على أهم المحطات التاريخية التي شهداها، ابتداءً من تقسيم فلسطين، الى مرحلة عبد الناصر، والحروب اللبنانية، مروراً باتفاقيّ القاهرة و17 مايو، كما أنّه يعيدنا بالذاكرة إلى العصر الذهبي للقاهرة وإلى النشاط الثقافي والأدبي والسياسي الهائل الذي شهدته العاصمة المصرية في هذه الحقبة، من دون أن يغفل استحضار مدينة طرابلس القديمة بأحيائها وأهلها وعاداتها. سيرة أمين وليلى ليست مجرّد قصّة تروي حياة ثنائي آمن بالعمل والوطن والانسان وإنّما هي سيرة وطن وحقبة زاخرة بالاضطرابات والتحوّلات والهزائم والانتصارات.  

اترك تعليقا