من الحوار إلى القرار
لهذه الأسباب،
ولان الجامعة اللبنانية تضمر وكذلك المدارس الرسمية، ولان هناك طفل يموت على باب مستشفى وعجوز مشرد على طريق وقتلى على الطرقات وفي المنازل، ولأن من لا مسكن ولا عمل له ومن يسكن ويعمل في الداون تاون ( هل هناك أتفه من هاتين الكلمتين؟) لا يعلمون الكثير عن كارل ماركس وآدم سميث لكنهم يدركون أن مصيرهم سيكون واحدًا، وأنّه "ما جُمِع مالٌ الا من شُح أو حرام" وأنّ الغني ليس أفضل من الفقير، ويفقهون العيب ويفتقدون مشاعر الود والاحترام في مجتمعاتهم وبين أهلهم.
لهذه الاسباب،
ولان الاشياء غالبا ما تكون على عكس ما تبدو، وعلى الرغم من أنّ في التظاهرات من يبطن ما لا يظهر، وعلى الرغم من أنّ المشكلة ليست في وزيري الداخلية والبيئة ولا حتى في الحكومة، وعلى الرغم من أنّ بعض الشتّامين لرموز السلطة لديهم الاستعداد لارتكاب ما هو أكبر وأعظم لو سنحت لهم الفرصة، وعلى الرّغم من أن بعض رؤساء البلديات، إن لم يكن معظهم ، أكثر فسادا من أكثر الوزراء، وعلى الرّغم من أنّ بعض المتظاهرين يظن أنه سيغير التاريخ بكلمات عبر التويتر وعلى الرغم من أنّهم يغارون من بعضهم البعض ويعشقون الظهور الاعلامي،
ولأجل أن تكون طاولة الحوار طاولة قرار تبت بشكل طارئ ما هو أهم من انتخابات رئيس وبرلمان وتشكيل حكومة، نعلم أنها لن تكون أفضل مما سبقها منذ العام 1975 وحتى اليوم، فتؤخذ القرارات ويبدأ التنفيذ لحل مشاكل النفايات والكهرباء والمياه والسير والنقل العام ونظامي العمل والضريبة، ويعلن الزعماء استعدادهم لأن يكونوا وزراء في حكومة طوارئ لا تتعدى السبعة أو التسعة أعضاء أو تعلن طاولة الحوار أنها طاولة أمراء توجه الحكومة.
لهذه الأسباب ولغيرها،
ولأن "الحراك" لن يغيّر ما لم يتحوّل إلى حركة منظَّمَة و منظِّمَة هادفة لحياة أفضل، وصونًا لحلم قد لا يتحقق وتحصينًا "للحراك" من عبث وخبث الداخل والخارج، توجّب الاشتراك في مسيرتَي الأحد 20 أيلول والخميس 8 تشرين الأول 2015.
اترك تعليقا