المنظمات الإسلامية (5)-حزب التحرير: دولة إسلامية، أم دولة لبنانية؟

بموجب العلم والخبر رقم 182/ أد تاريخ 11- أيار 2006 أخذت وزارة الداخلية والبلديات (كان يشغل المنصب بالوكالة وزير الشباب والرياضة احمد فتفت) علماً بتأسيس جمعية سياسية باسم «حزب التحرير». ما أثار موجة من الاعتراضات لاسيما من الجانب المسيحي لان هذا الحزب في أفكاره وعقيدته يرفض فكرة الدولة اللبنانية ويدعو لإقامة دولة إسلامية.


المؤسس والتأسيس
أسس الحزب الشيخ الفلسطيني تقي الدين النبهاني (ولد في فلسطين في العام 1914)، في 14 آذار 1953، إذ شكلت نكبة فلسطين في العام 1948 الدافع الكبير له للبحث عن وسيلة أو اطار لوحدة المسلمين ومواجهة إسرائيل فكان حزب التحرير. لكن الحزب سرعان ما اصطدم مع الحكومة الأردنية، فغادر النبهاني القدس إلى دمشق التي أبعدته إلى لبنان ولم يسمح له بالدخول إلا بعد وساطة من مفتي لبنان حينها الشيخ محمد علايا، واتخذ من بيروت منطلقاً لنشر أفكار حزبه لكنه بدءاً من العام 1958 اخذ يتعرض لضغوطات من الحكومة فانتقل إلى طرابلس ومنها إلى العراق لكنه سرعان الذي طرد منه، وعاد إلى بيروت لمتابعة دعوته. وتوفي ودفن فيها في 11-12-1977.

عقيدة الحزب
تتركز عقيدة الحزب على 3 مبادئ أساسية:
    وحدة المسلمين في كيان سياسي واحد وضرورة وجود أمير أو حاكم واحد مستندين إلى قول الرسول «لا يحل لثلاثة بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم احدهم». ووجود نحو مليار مسلم يوجب وجود الكيان الواحد أي دولة الخلافة والحاكم الواحد.
    أن سعي المسلمين للوحدة سينال مباركة ربانية تجعل انتصارهم على أعدائهم امراً حتمياً.
    القران هو شريعة المسلمين ودستور دولتهم ويجب التكتل لإقامة هذه الدولة. من خلال الأعمال التالية:
    الاستمرار في الثقافة والإعداد الروحي والفكري.
    نشر الوعي والثقافة الإسلامية بين المسلمين في المساجد والمحاضرات ونشر المقالات في الصحف والمجلات وسائر وسائل الإعلام.
    مصارعة الأفكار التي تناهض الإسلام.
    الكفاح السياسي في مناهضة الدول المستعمرة وفضح مؤامراتها وإظهار خططها.
    العمل على مناهضة الحكام ومحاسبتهم والكشف عن تخلفهم عن اتباع التعاليم الإسلامية، وإبعادهم عن الحكم عند التمكن من ذلك.
الأهداف
يقوم الهدف الأساسي للحزب على استئناف الحياة الإسلامية عبر إحياء الخلافة في كافة البلاد الإسلامية وإزالة الحدود المصطنعة. فالهم الأساسي واحد لدى جميع المسلمين من فلسطين إلى إندونيسيا. وعلى المسلمين في جميع هذه الدولة إطاعة الخليفة عند إعلان الخلافة الإسلامية.

الموقف من إسرائيل
على الرغم من الحروب والاعتداءات التي شنتها إسرائيل على المسلمين سواء في فلسطين أو في لبنان، فإن حزب التحرير لم يدخل في مواجهة مسلحة معها وموقف الحزب في هذا الشأن يفيد أن إزالة إسرائيل لا يكون إلا باقتلاعها من جذورها، من خلال عمل عسكري كبير عبر كل الجهات العربية وتوحيد القيادة العسكرية لهذه الجيوش، ولكن هذا العمل العسكري الكبير والموحد لا يمكن أن يحصل إلا بحدوث تغيير سياسي في المنطقة وإبدال الأنظمة الحالية المؤيدة لأميركا وإسرائيل بطريقة غير مباشرة. والحزب هو حزب سياسي وليس حزباً عسكرياً واستخدام السلاح لا يكون إلا عند قيام الدولة الإسلامية وبأمر يصدر عن الخليفة.

هذا الموقف الذي يعتبره البعض مهادناً ليس كذلك بل إن الحزب يعتبر إسرائيل دولة مغتصبة ولا يجوز التعامل معها أو إقامة صلح معها.
 
حزب التحرير هو حزب شرعي استناداً إلى العلم والخبر على الرغم انه في عقيدته لا يعترف بالكيان اللبناني بل يهدف إلى قيام دولة الخلافة الإسلامية. والحزب لا يخفي هذه الأهداف أو يتستر عليها بل أوردها في العلم والخبر الذي نال على أساسه الترخيص. 

اترك تعليقا