هل صحيح أنّ العلكة قد تبقى سنوات في المعدة بعد ابتلاعها؟

الحقيقة: 
عادةً، تحتاج الأطعمة التي نتناولها إلى ساعات أو أيام لكي تتجزأ وتُهضم وتخرج مع البراز، لكنّ المعدة تعجزعن هضم العلكة كغيرها من الأطعمة. فالعلكة تتكوّن من المادة المطاطية الأساسية يضاف إليها المحليات والمنكهات والملوّنات. والواقع أن أساس العلكة غير قابلٍ للهضم لاحتوائه على مزيج من مادة الايلاستومار المطاطية وعنصر الراتينج الصمغي والدهون والمواد المستحلبة والشمع. هذه المادة المطاطية العصيّة التحلل تحتوي على مواد كيميائية صناعية هي المسؤولة عن إعطاء العلكة الخاصية المضغية القادرة على مقاومة الخواص الهضمية للعاب وهذا ما يجعل مرور العلكة في الجسم أبطأ من مرور الأطعمة العادية.

حين يدرك الجسم أن النظام الهضمي عجز عن تفكيك مكوّنات العلكة، تنقبض عضلات المعدة ثمّ ترتخي إلى أن تنجح في إخراج العلكة ودفعها باتجاه الأمعاء إلى أن تخرج نهائيًا من نظامك مع البراز. تبيّن الدراسات أن العلكة قد تحتاج إلى يومٍ أو اثنين للخروج من جسم الانسان، لكن في بعض الحالات الاستثنائية التي يستهلك فيها المرء كميات كبيرة من العلك خلال فترة قصيرة، هناك احتمال أن تؤدي هذه الكميات إلى انسداد في الجهاز الهضمي. 

لو صحّ أن التخلص من العلكة يتطلّب سنوات، لكانت صور التصوير المغناطسي وبعض العمليات كالتنظير الداخلي وتنظير القولون تحولت إلى نماذج عن كميات قديمة من العلك تتسكّع داخل جسمنا. يبدو أنّ هذه الخرافة لم تتبدّد نتيجة محاولة الأهل، على اختلاف الاجيال، إقناع أولادهم بعمد تناول مواد غير صالحة للأكل وخوفهم من القصص والإشاعات حول حالات طبية سبّبت فيها العلكة مشاكل خطيرة لدى بعض الأولاد. لكنّ الخبر السارّ هو أن العلكة لن تبقى في المعدة لسنوات ولا حتى لأيام في بعض الحالات كما أنّها لن تلتصق بأحشائك، فلا داعي للهلع! 

اترك تعليقا