الشاعرة جمانة شحود نجار-أكتب الشعر منذ ربع قرن وكلنا تلاميذ في مدرسة نزار


منذ متى بدأت كتابك الشعر ؟
بدأت نثر الحروف في عمر الـ 13 سنة، إدارة المدرسة التي اكتشفت موهبتي كانت تطلب مني كتابة قصائد وطنية في المناسبات والأعياد الوطنية. وفي نفس الوقت حصلت على دعم وتشجيع خالي الرسام والفنان التشكيلي بكري بهاء الدين بيطار. من هنا كانت البداية والانطلاقة، تشجيع وتحفيز في المدرسة وفي العائلة.

وبعد ذلك بدأت أمضي وقتاً أطول للمطالعة وكتابة الشعر، ونشرت في سن الـ 16 قصيدة وطنية عن الشهداء والثكالى والأيتام وعن أهمية الشهداء في حياة الأوطان، وقد نشرت في مجلة فن حيث لاقت استحساناً، وهذا شكل حافزاً قوياً.

ماهي الصور والأفكار التي تلهمك في كتابة قصائدك؟
اقصى حالات التناقض في المشاعر الإنسانية تحفزني على الكتابة، من اقصى حالات الحزن والمأساة إلى اقصى حالات الفرح والسعادة. ولا مكان للوسطية في شعري. ولكن أنا لست متطرفة أنا أنبش عن المعاني بين السطور، أحاول من كلمة أو من مشهد أن استمد فكرة لقصيدة جديدة تكون نابعة من حالة إنسانية.

بعد هذه التجربة ما هي انواع القصائد التي تجذبك ؟
أحب أن اكتب عن السفر، عن الوحدة. فأنا كل يوم مسافرة، للوحدة متع لا تحصى فالوحدة ليست مجرد انزواء بل هي دافع للهروب من صداقات أو لقاءات مملة إلى أفق ارحب، فأنت لو كنت وحيداً وتستمع للموسيقى مثلاً فهي تعطيك نوعاً من التسلية، الوحدة تساعدك في صيانة حياتك في أمور كثيرة. ولذلك فأنا لا املك الكثير من الأصدقاء فعددهم لا يتجاوز أصابع اليدين، فكثيراً ما ادخل في أجواء وبعدما أتعرف إليها أجدها تخالف طبيعتي وابتعد عنها من دون كثير الم واهتمام.

كم عدد القصائد التي نظمتها حتى اليوم؟
بصراحة لا استطيع عدّها ربما آلاف القصائد التي تحتاج إلى تصحيح وتعديل قبل إخراجها للقراء على شكل ديوان أو أكثر. 

في رأيك ما هو أو أين تكمن أهمية كل من الشعر العمودي والشعر الحر ؟
طبعاً أنا افضل النوع الأول ففيه متعة كبيرة مع سمفونية موسيقية. ولكن القرّاء أو أكثريتهم يفضلون النوع الثاني، تجد معظم الإصدارات هي من هذا النوع  كما إن كتابة الشعر العامودي تحتاج إلى مقدرة ربما يفتقدها بعض من يكتب الشعر الحر.

لمن تقرأين من الشعراء؟
قرأت للشاعر سليمان العيسى كما قرأت للشاعر الأمير احمد شوقي وتأثري الأكبر كان في شعر نزار قباني الذي اعتبره أستاذ الشعر الحر ونحن لسنا سوى تلاميذ في مدرسته.

ومن الشعراء القدامى تأثرت بجميل بثينة وأبي نواس.

ما هي أجمل قصائدك ؟
اترك الأمر للقرّاء فكلها تنبع من فكري وإحساسي، فالبعض يعتبر انه يبدع عندما يكتب عن الحب وانا ابدع عندما اكتب عن االغضب وكذلك عن الحب. وفي كل موضوع من مواضيعي الشعرية هناك قصائد قد تكون مفضلة على أخرى. ومن هذه القصائد: 

عن حالة اكتئاب
كلُ شيء غارق في وجوم الصمت حولي
وحيدة اسكن أقبية الحزن
لا شيء يشدني
لا حزن
لا فرح
لا شيء سوى مرارة غريبة تستوطنني
يا أيها الكائن المشحون بمزاجية غامضة
أنا لا أفهمك
أنا متعبة... والله أنا متعبة
وأكاد أصل إلى حدود الهذيان
فلماذا يا سيدي لا تقتلني الآن ؟

وعن السفر
أعشق وحدتي داخل أسوار قلعة الليل
أغمض عيني
بسماع لحن قديم استمتع
أمارس متعتي بالسفر
إلى بلاد عينيك الدافئتين
من دون ذاكرة أو تذكرة
المس طيفك بحذر وخوف
كتمثال فرعوني نادر
اخشى أن تحل عليّ لعنته
يا أروع مقتنياتي
يا تعويذتي السحرية
وفي الحب
أغازل سرابك
اصلى في محراب القلق
أتعمد بخطيئة الطهر
استحضر شيطان الغواية
من هلوسات شوقي
واعلن انك وحدك حبيبي
انثر لحبك أوراق الورد
يغريني أن أحتويك داخلي
عشتار المرصودة أنا.
يشرق الحنين من مغرب حضورك.
اعتدت الرهان لمؤاساة قسوة الافتقاد
صار القمار هواية اخسر فيها كبريائي 
وبقي رجوعك رهاني الأكبر

وفي ابتهال الهي
ارفع كفي أناديك
انتحب حائرة ساجدة
لعظمتك
أناديك بقدسية أسمائك
لا اقوى على رفع وجهي المكفن بعباءة ذنوبي 
يصرخ صمتي مستوحشاً من ظلمة نفس 
يوجعني خنجر تضرعي
فامسك نصله واضغط إلى الأسفل
عله يوقظني.

في الشهر القادم يصدر ديوانك الجديد ؟
يصدر الديوان حاملاً اسم «طوق الجمان» وكما هو معروف فالجمان كلمة فارسية تعني حبات اللؤلؤ. وترمز إليه. وقد جمعت فيه افضل ما كتبت خلال السنتين الماضيتين من قصائد في الحب والغزل والتمرد، في محبة الله، في الصداقة، وفي التضحية.

نعلم أن كتابة الشعر في عالمنا العربي ليس مهنة، فما هي مهنتك في الحياة؟
أنا تخصصت في مجال هندسة الديكور الداخلي، هناك رابط خفي سحري ما بين لوحة خيالية داخل قصيدو وما بين لوحة تبث مكنونات واقع نجمّله بألوان من وحي الواقع، لكن طريقته بالتعبير  عن الجمال أو الحب رغم اختلاف الأسلوب.  

اترك تعليقا