​جورج افرام (1934-2006)-عرفناه  رائداً ومبدعاً في حياته

الولادة والعائلة 
ولد جورج افرام نعمة الله افرام في حارة صخر (جونية) في شباط 1934. والدته منيرة بركات. وله عدد من الأخوة والأخوات من بينهم رئيس بلدية جونية الحالي أنطوان افرام.

الدراسة 
تلقى علومه الابتدائية والمتوسطة في مدرسة الرسل في جونية وانتقل بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية ودرس في جامعة هارفرد ونال شهادة في الإدارة الصناعية. 

الحياة المهنية
متّسمًا بروح المبادرة والاندفاع المهنيّ، عمل جورج افرام منذ بداية حياته على إنشاء عدد من المشاريع الصناعية التي تلبّي حاجة البلدان التي حلّ فيها. في العام 1972، أطلق شركة الإنماء الصناعيّ (إندفكو ش.م.ل)، التي نمت وتوسّعت لتشكّل اليوم مجموعة صناعيّة عالميّة متّخذة لبنان مقرًّا لها. يعمل في المجموعة أكثر من 10.000 موظَّف حول العالم وتتضمن 51 مصنَعًا إنتاجيًّا و21 شركة تجاريّة. تُنتجُ مصانع إندفكو موادّ التغليف البلاستيكيّ والورقيّ، والكرتون المضلَّع، والمحارم، والمنتجات الاستهلاكيّة، والآلات الصناعيّة، ومصادر الطاقة البديلة في لبنان والمملكة العربيّة السعوديّة، ومصر، والولايات المتّحدة وبريطانيا، وغانا، ودولة الإمارات المتحدة، واليونان والعراق.

الواقع، أنّ نجاح المجموعة يعزى إلى ارتكازها إلى فلسفة المؤسّس التي ارتقت بأبعادها الإنسانيّة ومسؤوليّتها الشركاتيّة فوق منطق الربح المادي الصرْف. فقد كان جورج افرام يؤمن بأنّ للقطاع الصناعيّ بعدًا وطنيًّا ودورًا جوهريًّا في تنمية الاقتصاد وتعزيز قدرة لبنان على المنافسة إقليميًّا وعالميًّا.  فساهم من خلال إدارته للمجموعة في جعل لبنان منصّةً للأعمال والنشاطات التجاريّة في المنطقة، ومصدَر وحيٍ لخططٍ ورؤى مستقبليّة. كما سهرت مجموعة شركاته من خلال دعمها لليرة اللبنانية، وترويجها للإنتاج المحلّي ورفع حجم التصدير في خلق فرص العمل، التخفيف من هجرة الشباب اللبناني وتعزيز الإيمان بلبنان خلال أصعب الظروف التي عصفت بالوطن. 

الحياة السياسية 
انخرط في الحياة السياسية والشأن العام من خلال دوره وموقفه الصناعي وانتمائه إلى منطقة كسروان، فعين وزيراً للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ووزيراً للصناعة والنفط في حكومة الرئيس شفيق الوزان وهي الحكومة الأولى في عهد الرئيس أمين الجميل وذلك من 7-10-1982 وحتى 30-4-1984.

وعاد إلى الوزارة مع انتهاء الحرب وبداية الإعمار في حكومة الرئيس رفيق الحريري الأولى في عهد الرئيس الياس الهراوي فتولى مهام وزارة الموارد المائية والكهربائية من 31-10-1992 وحتى 11-6-1993 حيث أقيل من منصبه  وعين وزير دولة وحل مكانه الوزير ايلي حبيقة (المرسوم رقم 3602 تاريخ 11- حزيران 1993)، وذلك  لاختلاف رأيه وموقفه عن رأي كل من الرئيسين  الحريري والهراوي حول موضوع الكهرباء. وكانت هذه الإقالة من الحالات النادرة في تاريخ لبنان السياسي.

وهناك من يعتبر انه لو تم القبول بخطة الوزير افرام لأمكن توفير الكهرباء على مدار الساعة منذ عشرات السنوات وتوفير مليارات الدولارات التي اتفقت على تطوير وتأهيل الكهرباء من دون تحقيق الغاية وهي 24/24 ساعة كهرباء.

وإبعاده عن الوزارة لم يبعده عن العمل السياسي العام إذ خاض الانتخابات النيابية في العام 2000 عن دائرة جبل لبنان (الأولى التي ضمت قضاءي كسروان وجبيل وفيها 8 مقاعد، 7 مقاعد مارونية، ومقعد شيعي واحد). متزعماً لائحة الكرامة والتجدد في مواجهة لائحة القرار الشعبي بزعامة فارس بويز (صهر رئيس الجمهورية حينها الياس الهراوي) حيث فازت لائحته بخمسة مقاعد مقابل 3 مقاعد للائحة المنافسة، ونال في هذه الانتخابات 40,637 صوتاً من نحو 85 ألف مقترع. هذا الفوز الكبير في الانتخابات أتاح له العودة إلى الوزارة فعين وزيراً للصناعة في الحكومة الأولى التي شكلها الرئيس رفيق الحريري بعد هذه الانتخابات في عهد الرئيس إميل لحود واستمر في موقعه من 26-10-2000 وحتى 17-4-2003. 
إلى جانب عمله السياسي كانت له إسهامات إنسانية وخيرية كثيرة وكبيرة استمرت بعد وفاته.

الحياة العائلية 
تزوج من السيدة حياة الخازن (مواليد العام 1943) ولهما 5 أولاد، نعمة (مواليد العام 1979)، فيصل (مواليد العام 1976) بهجت (مواليد العام 1979)، رانية (من مواليد العام 1969) وهي زوجة النائب عن قضاء جبيل وليد الخوري هلا (مواليد العام 1971).

الوفاة 
توفي في 5 أيار 2006

قالوا في جورج أفرام:
“ما ذكر جورج أفرام مرّة إلا وارتسمت في البال صورة الرجل العصامي الكفي الوفي والسخي، كان صديقاً وصادقاً، وإذا كان الأخ نسيب الجسد فالصديق هو نسيب الروح.
وكان جورج أفرام حكيماً وحليماً، أتاه الله الحكمة إلى العلم فعن طباع وشجاعة واختضار لا عن جبن أو إنكسار.
لقد كان جورج أفرام من المسيحيين الموارنة المؤمنين بالصلوات وبالأعمال الخيريّة لا بالهوية والوراثة فقط”.
(الوزير السابق جان عبيد)

“خسارة جورج أفرام نموذج في العمل العام: يأتيك الرجل مثقلاً بأفكار التطوير والإصلاح والحداثة. يطلق خليّة نحل بين خلايا... لهذا الرجل عندي مكانة النموذج والمثال، وفي زمن الإنتخابات لأقترع علناً لمشروع بناء الدولة الذي لم يكتمل... أقترع لزمن تصبح فيه السياسة مجالاً للخدمة لا مرتعاً لتجّار الهيكل...”.
(الوزير السابق زياد بارود)

“سواء في عمله الصناعي أو أدائه الحكومي، شكّل جورج أفرام طوال حياته وعلى إمتداد مسيرته المهنية مصدر وحي لجميع من كان يعرفه.
كان شديد الحرص على وطنه ولم يأل يوماً جهداً للتقدّم به نحو الأفضل.
لقد عرفناه رائداً ومبدعاً في حياته”.
(بيتر دورمان الرئيس السابق للجامعة الأميركية في بيروت) 

اترك تعليقا