حدث في مثل هذا الشهر في جمهورية مصر العربية-45 عاماً مرّت على مجزرة مدرسة بحر البقر الابتدائية التي ارتكبتها إسرائيل ضد مصر... مجزرة لم ولن تُنسى أبداً لاستهدافها أطفال أبرياء
بلغ عدد تلاميذ المدرسة الواقعة في قرية بحر البقر في محافظة الشرقية ال 130 طفلا تراوحت أعمارهم بين الـ 6 والـ 12 عاما... وعلى الرغم من صغر المدرسة المكونة من طابق واحد يضمّ ثلاثة فصول، إلا أنها تلقت صاروخين وخمس قنابل أطلقتها طائرات فانتوم الإسرائيلية (Fantom)، ليستشهد على الفور حوالى 30 طفلاً ويصاب أكثر من 50 آخرين بجروح إلى جانب الإصابات البالغة التي خلفت عدداً من المعاقين. حدث كل هذا ولم تقع إدانات وعقوبات واضحة على إسرائيل، بدليل قتلها للمزيد من الأطفال منذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا، من حرب غزة عام 2008 التي أودت بحياة 500 طفل تقريبا سبقهم ما يقارب الـ 30 طفلا لبنانيا من بلدة قانا كانوا قد احتموا بمقر الأمم المتحدة في البلدة، غير أن القوات الإسرائيلية قصفت المقر، وغيرها العديد من المجازر بحق الأطفال العرب من دون أن ننسى أن السجون الإسرائيلية لا تخلو من الأطفال العرب المعتقلين فيها.
وقتها خرج متحدث عسكري إسرائيلي ليؤكد أن الطيارين الإسرائيليين التزموا بالدقة في ضرب الأهداف العسكرية وحدها، معلنًا في الوقت عينه أنهم سيحققون في الأمر... وقتها لم تجد إسرائيل أي ضرر أو تنصل من جريمتها بل استباحت ما فعلته في حق أطفال أبرياء، ليخرج قائد الأركان في جيشها، موشى ديان مصرحاً أن تلاميذ المدرسة الابتدائية كانوا يرتدون زياً كاكي اللون، وكانوا يتلقون التدريب العسكري وأكملت الإذاعة الإسرائيلية موجة الاتهامات في حق أطفال المدرسة، زاعمةً أنهم كانوا أعضاء في منظمة تخريبية عسكرية.
لربما كان الجيش المصري قد ألحق خسائر فادحة بالقوات الإسرائيلية خلال الشهور الأخيرة من حرب الإستنزاف كما أطلق عليها جمال عبد الناصر، حيث نجحت القوات المصرية في نصب كمين على جبهة قناة السويس تسبب في مقتل 3 جنود إسرائيلين وجرح 6 آخرين، لكن إسرائيل عندما أرادت اختيار حق الرد لم تعارك جيشًا بل ذهبت للانتقام من أطفال مدرسة ليكون ردًا عاجزًا... هذا وقبل شهرين من فعلتها الشنيعة أي في 12 شباط من نفس العام كان الكيان الصهيوني قد إرتكب مجزرة أخرى بحق العاملين الأبرياء في مصنع أبو زعبل في القاهرة إذ بينما كانت حرب الاستنزاف بين مصر وإسـرائيل محصـورة في حدود المواقع العسـكرية في جبهة القتال وحسب، أغارت الطائرات الإسرائيلية فوق مصنع أبي زعبل، المصنع الذي تملكه الشركة الأهلية للصناعات المعدنية، ضمّ 1300 عامل وقد أسفرت هذه الغارة عن استشهاد سبعين عاملاً وإصابة 69 آخرين، إضافة إلى حرق المصنع.
اترك تعليقا