في جامعة تيبنغن
أعود إلى مضيفتي السيدة فون برن. كانت سيدة جليلة في السبعينات، مديدة القامة، مهيبة، على وجهها وقار وصرامة.
تلبس البسة فولكلورية، وترفع شعرها الأبيض إلى قمة هامتها، وتتمنطق بزنار يحمل جملة كبيرة من المفاتيح، الكبير منها والصغير (كل شيء داخل القفل). وحذاؤها عال تشده بشريط. وقال لي الأستاذ لتمن عند مخاطبتك إياها قل “مولاتي المحترمة” Genaedige frau.
واستقر بي المقام في معمل البارود. عند وقت الغداء، عرفتني السيدة فون شمولر على الطلاب، وكان عددهم احد عشر طالباً بينهم فتاتان: إنكليزية وأميركية. وكان هناك طالب إيطالي، وآخر افرنسي، والباقون من الأمريكان.
كنا منقسمين إلى صفوف، وذلك بحسب معرفتنا الألمانية وكنت أنا في صف المبتدئين. كنا نأكل مع الجنرال فون شمولر وزوجته. واللغة الألمانية إلزامية. ومال إلي الجنرال واحبني. فكان يجلسني وقت الطعام إلى يمينه. وكان يضحك من جرأتي في الألمانية، إذ لم أكن أبالي في الأغلاط المهم أن أتكلم. وذات مرة قال لي، ونحن نتناول الطعام: هل ل كان تقص علينا قصة شرقية؟ وخطرت في بالي قصة من قصص جحة وحماره. تقول القصة: أن جاراً لجحا أتى يطلب منه الحمار، لأنه كاد يريد أن يذهب في سفرة قصيرة. فتأسف جحا كثيراً، واعتذر، وقال ان الحمار ليس هنا. في هذه اللحظة شنهق حمار جحا في إسطبله . فقال الرجل: كيف تقول أن الحمار ليس حنا؟ ها أنا اسمعه يشنهق في الإسطبل؟ قال جحا : غريب أمرك يا صاحبي، أتصدق الحمار ولا تصدقني؟
اترك تعليقا