وجدي الملاط (1919-2010)-أول رئيس للمجلس الدستوري
الولادة
هو ابن شبلي الملاط وماري إلياس شكر الله. ولد في بعبدا في 22 تشرين الثاني من العام 1919، له شقيقان، شوقي وجورج. عرف والده المولود سنة 1875 بشاعر الأرز إذ انصرف إلى العمل الصحافي في عدة جرائد منها الأرز، النصير، الروضة، كما درس في مدارس الحكمة والثلاثة أقمار، وأصدر جريدة الوطن، ومثّل أدباء لبنان في العديد من المؤتمرات الثقافية والأدبية ومن أبرزها مهرجان مبايعة أحمد شوقي بإمارة الشعر العربي في القاهرة حيث ألقى قصيدة «فم الميزاب» والتي كانت السبب في إطلاق لقب شاعر الأرز عليه، وتوفي في 8 شباط 1961.
الدراسة:
تلقى وجدي الملاط دراسته في المدرسة اليسوعية في بيروت وبرز في إتقانه للغتين العربية والفرنسية حيث حاز على جوائز عدّة، ولاحقاً درس الحقوق في معهد الحقوق الفرنسي ونال شهادته في العام 1942.
“في 23 أيار 1993 إنتخبه مجلس النواب عضواً في المجلس الدستوري، ليعود بعد ذلك الأعضاء وينتخبوه في العام 1994 رئيساً، ليكون بذلك أول رئيس للمجلس الدستوري“
الحياة المهنية:
تدرج في مهنة المحاماة في مكتبين لمحاميين بارزين هما إدمون كسبار ويوسف السودا، ولاحقاً في العام 1949، فتح مكتباً خاصاً به وغدا من أبرز مكاتب المحاماة في لبنان والعالم.
المناصب:
تقلّد وجدي الملاط إبان حياته العديد من المناصب السياسية والقضائية والنقابية المهنية، فعيّن وزيراً للعمل والشؤون الإجتماعية في حكومة الرئيس رشيد كرامي في عهد الرئيس شارل حلو وذلك في الفترة من 25-7-1965 وحتى 9-4-1966.
انتخب في العام 1972 نقيباً للمحامين في بيروت، وساهم في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بيروت سنة 1974، وذلك بالتعاون مع سائر محامي نقابات المحامين في العالم العربي وانتخب أول رئيس له في العام 1975، وفي 23 أيار 1993 إنتخبه مجلس النواب عضواً في المجلس الدستوري، ليعود بعد ذلك الأعضاء وينتخبوه في العام 1994 رئيساً، ليكون بذلك أول رئيس للمجلس الدستوري.
الإستقالة:
لكن الملاط لم يكمل ولايته (ست سنوات) إذ استقال في العام 1997 بعد الإنتخابات النيابية في العام 1996 إحتجاجاً على قرارات المجلس برد بعض الطعون النيابية على الرغم من المخالفات الحاصلة وذلك نتيجة الضغوط السياسية التي تعرض لها هؤلاء الأعضاء وتأخير صدور قرارات المجلس الدستوري لمدة 8 أشهر، فرفض بذلك أن يكون شاهد زور في عمل هذه الهيئة الدستورية والقضائية الحديثة الولادة التي كان يأمل اللبنانيون منها أن تحقق وتصوب المسار الدستوري والقانوني في لبنان، وقال في ذلك «إنه يشعر أن المجلس الدستوري أنشئ في لبنان قبل أوانه وأن البلد لم يبلغ بعد سن الرشد السياسي وتطوره الديمقراطي، ما يتيح له إنشاء قضاء دستوري مستقل».
“استقال في العام 1997 بعد الإنتخابات النيابية في العام 1996 إحتجاجاً على قرارات المجلس برد بعض الطعون النيابية رفض بذلك أن يكون شاهد زور في عمل هذه الهيئة الدستورية والقضائية وقال في ذلك «إنه يشعر أن المجلس الدستوري أنشئ في لبنان قبل أوانه وأن البلد لم يبلغ بعد سن الرشد السياسي وتطوره الديمقراطي، ما يتيح له إنشاء قضاء دستوري مستقل»“
حول هذه الإستقالة قيل الكثير، منها أن الرئيس وجدي الملاط كان على قناعة تامة بإسقاط نيابة ثلاثة نواب من أعضاء المجلس النيابي لإعلان نجاح ثلاثة غيرهم، لكن أعضاء المجلس خضعوا للضغوط التي تعرضوا لها وعادوا عن مواقفهم، ويقال إن ملاط تعرّض للتهديد في حياته إن هو إتخذ موقفاً أو قراراً بفصل نيابة هذا أو ذلك، وهو نفى تعرّضه لأية ضغوط أو مراجعة من أحد ونقل عنه أنه لم يكن ينسجم مع بعض أعضاء المجلس الدستوري. «ولم يكن بيني (الملاط) وبين هذا البعض انسجام فكري كلهم ممتازون خلقياً وفكرياً ومروءة لكن الإنسجام الفكري والقانوني والدستوري مع بعضهم لم يكن قائماً ولم يكن متكاملاً»، وأعتبر أني وضعت حدّاً بالإستقالة لممارسة مسؤولياتي بين السلم الأهلي والوئام العام وبين الدستور أنا شعورياً أميل إلى الإتفاق».
من مؤلفاته ومواقفه:
ألّف العديد من الكتب والمراجع القانونية الحقوقية، كما ألّف كتاباً عن والده شبلي الملاط، بعنوان «شبلي الملاط مدرسة التلاقي الوطني»، وأشرف على نشر تراث عمه تامر الملاط بعنوان «مجموعة قصائد وأشعار».
“لم يكن بيني (الملاط) وبين هذا البعض انسجام فكري كلهم ممتازون خلقياً وفكرياً ومروءة لكن الإنسجام الفكري والقانوني والدستوري مع بعضهم لم يكن قائماً ولم يكن متكاملاً“
جمع وجدي الملاط في كتاب واحد بعض مواقفه ومقالاته وحمل عنوان «وجدي الملاط مواقف ـ Positions» الصادر عن دار النهار للنشر، وقسّمه إلى ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول: وتناول القضايا القانونية الحقوقية: عن حقوق الإنسان بين الأمس واليوم، الديمقراطية وحقوق الإنسان، غبن المستأجر، المجلس النيابي ودستورية تجديده لنفسه.
الجزء الثاني: وتناول الشؤون العامة: المحامون والإنتخابات، كمال جنبلاط والإقتصاد، الحكومة والإصلاح، إنقاذ الديمقراطية في لبنان.
الجزء الثالث: وتناول الشؤون الأدبية والشعر: نبوغ أمين الريحاني، نظيرة جنبلاط وتبدّل اليأس بأسى، جواد عسيران والمثال القضائي، خليل قرداحي والعطر الفياض، عطاء ميشال زكّور.
العائلة:
تزوج من السيدة نهاد دياب ولهما أربعة أولاد: شبلي، منال، ريا وجنان.
الوفاة:
توفي في 17 نيسان 2010 عن عمر ناهز 91 عاماً حيث شيّع في كنيسة مار جرجس المارونية في وسط بيروت ودفن في مدافن العائلة في بعبدا. عمل وجدي الملاط ونجح وأبدع من دون صخب وفارق الحياة، كما عاشها، بهدوء ومن دون صخب.
هو ابن شبلي الملاط وماري إلياس شكر الله. ولد في بعبدا في 22 تشرين الثاني من العام 1919، له شقيقان، شوقي وجورج. عرف والده المولود سنة 1875 بشاعر الأرز إذ انصرف إلى العمل الصحافي في عدة جرائد منها الأرز، النصير، الروضة، كما درس في مدارس الحكمة والثلاثة أقمار، وأصدر جريدة الوطن، ومثّل أدباء لبنان في العديد من المؤتمرات الثقافية والأدبية ومن أبرزها مهرجان مبايعة أحمد شوقي بإمارة الشعر العربي في القاهرة حيث ألقى قصيدة «فم الميزاب» والتي كانت السبب في إطلاق لقب شاعر الأرز عليه، وتوفي في 8 شباط 1961.
الدراسة:
تلقى وجدي الملاط دراسته في المدرسة اليسوعية في بيروت وبرز في إتقانه للغتين العربية والفرنسية حيث حاز على جوائز عدّة، ولاحقاً درس الحقوق في معهد الحقوق الفرنسي ونال شهادته في العام 1942.
“في 23 أيار 1993 إنتخبه مجلس النواب عضواً في المجلس الدستوري، ليعود بعد ذلك الأعضاء وينتخبوه في العام 1994 رئيساً، ليكون بذلك أول رئيس للمجلس الدستوري“
الحياة المهنية:
تدرج في مهنة المحاماة في مكتبين لمحاميين بارزين هما إدمون كسبار ويوسف السودا، ولاحقاً في العام 1949، فتح مكتباً خاصاً به وغدا من أبرز مكاتب المحاماة في لبنان والعالم.
المناصب:
تقلّد وجدي الملاط إبان حياته العديد من المناصب السياسية والقضائية والنقابية المهنية، فعيّن وزيراً للعمل والشؤون الإجتماعية في حكومة الرئيس رشيد كرامي في عهد الرئيس شارل حلو وذلك في الفترة من 25-7-1965 وحتى 9-4-1966.
انتخب في العام 1972 نقيباً للمحامين في بيروت، وساهم في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بيروت سنة 1974، وذلك بالتعاون مع سائر محامي نقابات المحامين في العالم العربي وانتخب أول رئيس له في العام 1975، وفي 23 أيار 1993 إنتخبه مجلس النواب عضواً في المجلس الدستوري، ليعود بعد ذلك الأعضاء وينتخبوه في العام 1994 رئيساً، ليكون بذلك أول رئيس للمجلس الدستوري.
الإستقالة:
لكن الملاط لم يكمل ولايته (ست سنوات) إذ استقال في العام 1997 بعد الإنتخابات النيابية في العام 1996 إحتجاجاً على قرارات المجلس برد بعض الطعون النيابية على الرغم من المخالفات الحاصلة وذلك نتيجة الضغوط السياسية التي تعرض لها هؤلاء الأعضاء وتأخير صدور قرارات المجلس الدستوري لمدة 8 أشهر، فرفض بذلك أن يكون شاهد زور في عمل هذه الهيئة الدستورية والقضائية الحديثة الولادة التي كان يأمل اللبنانيون منها أن تحقق وتصوب المسار الدستوري والقانوني في لبنان، وقال في ذلك «إنه يشعر أن المجلس الدستوري أنشئ في لبنان قبل أوانه وأن البلد لم يبلغ بعد سن الرشد السياسي وتطوره الديمقراطي، ما يتيح له إنشاء قضاء دستوري مستقل».
“استقال في العام 1997 بعد الإنتخابات النيابية في العام 1996 إحتجاجاً على قرارات المجلس برد بعض الطعون النيابية رفض بذلك أن يكون شاهد زور في عمل هذه الهيئة الدستورية والقضائية وقال في ذلك «إنه يشعر أن المجلس الدستوري أنشئ في لبنان قبل أوانه وأن البلد لم يبلغ بعد سن الرشد السياسي وتطوره الديمقراطي، ما يتيح له إنشاء قضاء دستوري مستقل»“
حول هذه الإستقالة قيل الكثير، منها أن الرئيس وجدي الملاط كان على قناعة تامة بإسقاط نيابة ثلاثة نواب من أعضاء المجلس النيابي لإعلان نجاح ثلاثة غيرهم، لكن أعضاء المجلس خضعوا للضغوط التي تعرضوا لها وعادوا عن مواقفهم، ويقال إن ملاط تعرّض للتهديد في حياته إن هو إتخذ موقفاً أو قراراً بفصل نيابة هذا أو ذلك، وهو نفى تعرّضه لأية ضغوط أو مراجعة من أحد ونقل عنه أنه لم يكن ينسجم مع بعض أعضاء المجلس الدستوري. «ولم يكن بيني (الملاط) وبين هذا البعض انسجام فكري كلهم ممتازون خلقياً وفكرياً ومروءة لكن الإنسجام الفكري والقانوني والدستوري مع بعضهم لم يكن قائماً ولم يكن متكاملاً»، وأعتبر أني وضعت حدّاً بالإستقالة لممارسة مسؤولياتي بين السلم الأهلي والوئام العام وبين الدستور أنا شعورياً أميل إلى الإتفاق».
من مؤلفاته ومواقفه:
ألّف العديد من الكتب والمراجع القانونية الحقوقية، كما ألّف كتاباً عن والده شبلي الملاط، بعنوان «شبلي الملاط مدرسة التلاقي الوطني»، وأشرف على نشر تراث عمه تامر الملاط بعنوان «مجموعة قصائد وأشعار».
“لم يكن بيني (الملاط) وبين هذا البعض انسجام فكري كلهم ممتازون خلقياً وفكرياً ومروءة لكن الإنسجام الفكري والقانوني والدستوري مع بعضهم لم يكن قائماً ولم يكن متكاملاً“
جمع وجدي الملاط في كتاب واحد بعض مواقفه ومقالاته وحمل عنوان «وجدي الملاط مواقف ـ Positions» الصادر عن دار النهار للنشر، وقسّمه إلى ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول: وتناول القضايا القانونية الحقوقية: عن حقوق الإنسان بين الأمس واليوم، الديمقراطية وحقوق الإنسان، غبن المستأجر، المجلس النيابي ودستورية تجديده لنفسه.
الجزء الثاني: وتناول الشؤون العامة: المحامون والإنتخابات، كمال جنبلاط والإقتصاد، الحكومة والإصلاح، إنقاذ الديمقراطية في لبنان.
الجزء الثالث: وتناول الشؤون الأدبية والشعر: نبوغ أمين الريحاني، نظيرة جنبلاط وتبدّل اليأس بأسى، جواد عسيران والمثال القضائي، خليل قرداحي والعطر الفياض، عطاء ميشال زكّور.
العائلة:
تزوج من السيدة نهاد دياب ولهما أربعة أولاد: شبلي، منال، ريا وجنان.
الوفاة:
توفي في 17 نيسان 2010 عن عمر ناهز 91 عاماً حيث شيّع في كنيسة مار جرجس المارونية في وسط بيروت ودفن في مدافن العائلة في بعبدا. عمل وجدي الملاط ونجح وأبدع من دون صخب وفارق الحياة، كما عاشها، بهدوء ومن دون صخب.
اترك تعليقا