رسائل الإعلانات المبطنة هل تملك القدرة على الإقناع؟

الحقيقة:
استلزمت التبعات الخطيرة لهذه الطريقة المتبعة في الإعلان القيام بالعديد من الأبحاث للتأكّد من مدى صحّتها، ولحسن الحظّ، اتّضح أنّه لا يمكن التعويل عليها دائمًا. أجرى الباحثان فوكي وريد (1985) اختبارًا عرضا خلاله ثلاث مجموعات من الصور المتمحورة حول موضوع العطلة على عدد من المشتركين. في المجموعة الأولى، تمّ تضمين كلمات تحمل إيحاءات جنسية على الصور في الخلف، في حينٍ تمّ تضمين كلمة ثلاثية الأحرف خالية من المعنى في المجموعة الثانية ولم يتمّ تضمين أي كلمات تذكر في المجموعة الثالثة. بعد عرض الصور، لم يفلح أي من المشتركين في رؤية أي من الكلمات المبطنة، حتى أنّ ايًا منهم لم يميّز بين   المجموعات التي تضمّنت كلمات وتلك التي لم تتضمّنها. هذه النتيجة تجيب إذاً عن السؤال حول إمكانية المحفّزات المبطّنة على تغيير مواقف المشاهدين. 

قام الفريق نفسه من الباحثين بإجراء اختبارات أخرى للتحقّق من الرسائل المبطّنة السمعية التي تكمن عادةً في التسجيلات السمعية والأقراص المدمجة. لدى سماعهم أغاني روك تمّ تسجيلها بالعكس، وهي الطريقة التي يمكن من خلالها لحظ رسائل خفية في الأغنية، تمكنّ أغلبية المشتركين من تحديد جنس المغني لكنّهم أخفقوا في التمييز ما إذا كانت الجمل التي سمعوها بصيغة السؤال أم عبارات عادية، وقد بلغ معدّل الدقّة في إجاباتهم 52.1% فقط. إضافة إلى ذلك، تمكّن 44.8% من المشتركين من تحديد ما إذا كانت الجمل التي سمعوها بالعكس تحمل نفس المعنى، و19.4% فقط نجحوا في تصنيف الجمل التي سمعوها ضمن فئات. هذا يعني أن المستمع يجد صعوبة في فهم الجمل التي تُسمع من الآخر إلى الأول، سواء بوعيهم كان ذلك أم من دونه. أثبتت اختبارات أخرى أنّ التسجيلات التي تتضمن محتوىً إلهاميًا لا تختلف عن التسجيلات العادية في تأثيرها على المستمع.

لا يزال مدى قدرة الرسائل المبطنة والخفية على تحديد خيارات المستهلك موضع جدل، لكنّ ما يدعو للدهشة في الأوساط الإعلانية هو عدم وجود أدلّة قاطعة حتى اليوم تثبت فعالية هذه الرسائل. إن وجود هكذا رسائل في إعلامنا مسألة لا يمكن جزمها، وحتى إذا اعتبرنا أنها موجودة، هذا لا يعني بالضرورة أنّها مجدية. أخيرًا، إذا كان لا بدّ للبعض من المشاهدين أو المستمعين من التأثر بهذه الرسائل، فمن الأهمية في مكان أن نتساءل عما إذا كان ذلك ناتج عن اجتهاد أو تفسير خاص من جهتهم أو عن المحتوى الفعلي لهذه الرسائل.  

اترك تعليقا