آخر الأخبار

نصر الإسلام-القائم بالأعمال في سفارة بنغلادش في لبنان

وُلدت عام 1968 في مدينة باريسال في بنغلادش. كان والدي، رحمه الله، محاميًا وهو الذي شجّعني على أن أصبح سفيرًا لدولة بنغلادش. نلت شهادة الماجيستر في العلوم الاقتصادية من جامعة داكا أما شهادة الدكتوراه في العلوم المائية فقد حصلت عليها من جامعة نيو انجلاند في أوستراليا في أوائل العام 2014. بعد إتمامي شهادة الماجيستر، انضممت إلى السلك الدبلوماسي في العام 1995 عن طريق مباراة نظمتها لجنة الخدمة المدنية. تمّ تعييني سابقًا في بعض البعثات البنغلادشية في كوريا الجنوبية والعراق وأستراليا ناهيك عن المناصب المختلفة التي توليتها في مقرّ الشؤون الخارجية في بنغلادش. قبل تعييني في منصبي الحالي في لبنان في أيلول 2014، كنت مديرًا عامًا لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية، وهو مركز شغلته منذ تشرين الأول 2011. أقيم اليوم في لبنان مع زوجتي وأولادي الثلاثة. 

كم يبلغ حجم الكتيبة البنغلادشية في قوات اليونيفيل وهل أسهمت في إنجاح مهمة اليونيفيل في جنوب لبنان؟ 
المعروف أن قوّة الأمم المتحدّة المؤقتة في لبنان والتي يطلق عليها اختصارًا اسم اليونيفيل تأسست عام 1978 في جنوب لبنان وكانت تتألّف حينها من قوات بريّة فحسب. لكن في تموز عام 2006، إثر عملية إنزال لأسلحة غير شرعية عند الساحل اللبناني، وبعد الحصار البحري الذي فرضته اسرائيل على لبنان وما ترتّب عنه من ضغوطات اقتصادية هائلة، صدر القرار 1701 عن الأمم المتحدّة مجيزًا تأسيس فرقة عمليات بحرية لليونيفيل. وعليه، انتشرت قوّة اليونيفيل البحرية بدءًا من تشرين الأول 2006  لمساعدة البحرية اللبنانية على حماية مياهها الإقليمية، وللمساعدة على منع الدخول غير المصرّح به للأسلحة أو المواد ذات الصلة إلى لبنان عن طريق البحر.

تعمل القوة البحرية لبنغلادش في لبنان تحت مظّلة القوة البحرية لليونيفيل منذ أيار 2010 وهي تشمل حاليًا سفينتين حربيتين حديثتين-BNS Ali Haider  و BNS Nirmul-  و320 ضابطًا وبحّارًا. أما القوّة البحرية لليونيفيل، فهي تضمّ حاليًا فرقاطة وسفينة ضخمة مجهزة بسطح انطلاق وهبوط للطائرات تابعتين لبنغلادش وفرقاطة تحمل علم البرازيل وطرادة تابعة لألمانيا وأخرى لأندونيسيا وتركيا بالإضافة إلى حاملة طائرات يونانية. تضطلع القوّة البحرية لليونيفيل بمهمة شاقّة. تبلغ مساحة منطقة العمليات البحرية نحو 5000 ميلاً بحريًا مربّعًا على طول الساحل اللبناني ويحق للسفن الحربية المشاركة أن ترسو في ميناء بيروت أو ميناء ليماسول في قبرص أو ميناء مرسين التركي. بغية إنجاز العمليات بصورة فعّالة في هذه المنطقة، هناك حاجة إلى توافر ثلاث سفن حربية على الأقل على طول الممرات البحرية الثلاثة المواجهة للموانىء. تتولى القوّة البحرية لليونيفيل مهمّة أساسية أخرى تتمثّل في تحسين أداء القوات البحرية للجيش اللبناني من خلال التدريب، وبالتالي، تتولّى القوّة البحرية البنغلادشية تمرين محطات الرادار الساحلية على رصد التجاوزات  بصورة دورية كما وتتولى قوّة اليونيفيل تدريب الضباط اللبنانيين وشركات إدارة السفن على العديد من الموضوعات النظرية والتطبيقية على متن السفن كإدارة القوارب وإطلاق النار والملاحة ومكافحة الحرائق والحد من الأضرار ونظام المكافحة والإبحار. 
كم يبلغ حجم الجالية البنغلادشية في لبنان؟
هناك نحو 70 ألف مواطن بنغلادشي يعمل في لبنان حاليًا، معظمهم في العمالة المنزلية وبعضهم في قطاع التنظيف. نحن على يقين أنّ البطالة المنتشرة في صفوف الشباب اللبناني تصعّب إمكانية إيجاد الوظائف للعمالة البنغلادشية المتوسّطة أو المرتفعة المهارة. وتجدر الإشارة إلى أن هنالك ما يقارب الـ 9 ملايين مواطن بنغلادشي ينتشرون في 157 دولة حول العالم، خصوصًا في منطقة الخليج. 

كيف تقيّمون وضع عاملات المنازل القادمات من بنغلادش للعمل في لبنان؟
بصراحة، وضع عاملات الخدمة المنزلية  القادمات من بنغلادش للعمل هنا ليس بسيّىء مقارنةً بوضعهن في دول أخرى في الشرق الأوسط. لكنّنا نحتاج إلى معالجة بعض الأمور كانخفاض الراتب وشروط العمل والصحة وكيفية المعاملة معهن ككل. ينبغي لنا أن نخلق الوعي لدى الأطراف المعنية كافّة حول حقوق وواجبات ومسؤوليات كل فريق، والواقع أنّنا نحاول معالجة كل هذه المسائل من خلال اتفاق ثنائي بين البلدين للحرص على إيقاف الاستغلال والممارسات المجحفة من قبل الطرفين. 

كم عدد التأشيرات التي تصدرها السفارة سنويًا؟
لا يسافر عدد كبيرٌ من اللبنانيين إلى بنغلادش، لكنّنا نرجو أن يزداد عدد الزائرين في المستقبل ونودّ أن نرى المزيد من التفاعل بين البلدين. أعادت السفارة فتح أبوابها في لبنان في تموز 2013 وهي تصدر سنويًا نحو مئتي تأشيرة. 

كيف أسهمتم في تطوير العلاقات بين بنغلادش ولبنان منذ توليكم مهامكم وهل واجهتم أيّة عقبات خلال هذه الفترة؟
قد يسعدك أن تعلمي أن بنغلادش أرسلت بعثة مقيمة إلى لبنان عام 1973، بعد فترة وجيزة من نيلها الاستقلال، وقد كانت أولى بعثات بنغلادش المقيمة في الشرق الأوسط. خلال حرب تحرير بنغلادش، قمنا بافتتاح أول مركز استعلامات لنا في منطقة الشرق الأوسط وكان مقرّه بيروت في العام 1971، وبذلك، شكّل لبنان منطلّقًا ملائمًا لنا. لسوء الحظ، منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 1975-1976 وصاعدًا، ومع تدهور الأوضاع الأمنية في لبنان، اضطرت بنغلادش إلى إنهاء أعمال بعثتها في بيروت، لكنّنا عدنا إلى افتتاح السفارة من جديد ابتداءً من تموز 2013. 

الحقّ أنّ لبنان هام من عدّة جوانب. أولاً، كما سبق وذكرت، هناك الكتيبة البنغلادشية البحرية (سفينتا بنغلادش البحريتان Ali Hadier  و Nirmul) التي تعمل كجزء من قوّة اليونيفيل وتضمّ 320 فردًا من بينهم 30 ظابطًا بحريًا. وهذه المشاركة تساعدنا على تطوير العلاقات بين البلدين من خلال التعاون بين القوات المسلحة. ثانيًا، هناك عدد لا يستهان به من اليد العاملة غير الماهرة في لبنان (نحو 70 ألف) في مقدّمتها عاملات الخدمة المنزلية، وعليه، يمكن ايجاد تعاون يتناول العمالة وينظمها من خلال اتفاق ثنائي بين البلدين. ثالثًا, يمكن بحث سبل التعاون التجاري بين البلدين خصوصًا أنّه شبه معدوم حاليًا. تصدّر بنغلادش الملابس والأدوية والسيراميك والجلد ومنتجاته إلى أوروبا والولايات المتحدة وغيرها من المناطق فلمَ لا يكون لبنان أيضَا مقصداً لمثل هذه السلع؟ يمكن تأسيس مجلس أعمال بين غرف التجارة والصناعة في البلدين لتفعيل التواصل بين رجال الأعمال وتنظيم معارض تجارية. يستورد لبنان حاليًا أدوية بقيمة مليار دولار سنويًا في حين أنّنا نصدّر أدوية ذات معايير عالمية إلى أكثر من 90 بلدًا بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا وتدرّ علينا هذه الصادرات 70 مليون دولاراً كل سنة. يمكن للبنان استيراد الأدوية من بنغلادش بأسعار تنافسية. وأخيراً، نحن نتطلّع إلى التعاون مع لبنان في مجالات الفن والثقافة والتربية. بنغلادش مجتمع نابض بالحياة يشتهر بمجالاته الفنية والثقافية والتربوية، ولبنان هو الآخر متميّز بمنابره ونشاطاته الفنية والثقافية والتربوية في المنطقة، وعليه يمكن للبلدين التعاون في هذه المجالات وتبادل الخبرات والمعلومات كي يفهم كلّ طرف النسيج الفني والثقافي للطرف الآخر. وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أنّ سفارة بنغلادش ترغب بتنظيم معرض فني وورشة عمل في بيروت هذا العام 2015- واستدعاء فنانين ذائعي الصيت في بنغلادش للمشاركة في هذا النشاط. 

أودّ أن أعرب عن سروري للتعاون الذي نلقاه من كلّ الإدارات التابعة للحكومة اللبنانية بما فيها وزارة الشؤون الخارجية ونحن نتطلع إلى الإسراع في تعزيز التعاون بين البلدين لما فيه خيرهما.

ما هو أكثر ما أعجبكم في لبنان وما هو أكثر ما يثير استياءكم؟
أنا معجبٌ بالشعب اللبناني عمومًا فهو شعبٌ ودود ومتعاون كما أنّني شديد الإعجاب بمناظر لبنان الطبيعية الخلابّة ومطبخه اللذيذ. لبنان هو فعلاً باريس الشرق، لكن هناك بعض المعوّقات الأمنية والإشكالات الحدودية التي تثير استيائي. نحن نأمل أن يعمّ السلام الكامل والشامل في هذا البلد مستقبلاً.  

ما هي أوجه الشبه بين لبنان وبنغلادش، إن وجدت؟ وما هي نقاط الاختلاف الأساسية؟  
شعبا البلدين يهويان تناقل الأخبار والاحتفال وما من نقاط اختلاف تذكر باستثناء اللغة والشكل الخارجي.

هل من كلمة أخيرة تودّون توجيهها؟
أود الإعراب عن إعجابي بهذا البلد وأودّ أن أراه دومًا سالمًا ومزدهراً. نحن نرغب فعلاً بتطوير العلاقة بين البلدين بشتى الطرق الممكنة ونتمنى أن يطول أمد الصداقة التي تجمعنا!   

اترك تعليقا