زوار عنجر : في عهد حاكم لبنان غازي كنعان
 
شاهد الجدول كاملا
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


وزيارة عنجر كانت ممراً إلزاميا للكثيرين لدخول النيابة أو الوزارة أو حتى الرئاسة. وجدران البيت شاهدة على الكثير من أسرار وخفايا الحياة السياسية اللبنانية خلال تلك الفترة حيث أن أسرارها قد ذهبت مع غازي كنعان بعد انتحاره في تشرين الأول من العام 2005.

عنجر وزوارها صفحات مذلة في تاريخنا السياسي الحديث حيث ضابط مخابرات سوري واحد أحد هو الحاكم والمتحكم بمصير الوطن. الكل خاضع خانع لإرادته وأوامره التي تكشف الأيام أن الكثير منها كانت رغبات شخصية ولم تكن سورية الدولة والنظام معنية بها. صفحة سوداء انطوت مع عودة المنزل إلى أصحابه (عائلة أرمنية) ورحيل شاغله الأخير رستم غزاله. لكن هذا لا يمنع من تذكر الزائرين خصوصا وأن البعض منهم يرفع اليوم لواء السيادة والحرية والاستقلال وكأنه أحد أبطال التحرير وهو في الحقيقة كان أحد زوار عنجر الدائمين..

“زيارة عنجر كانت ممراً إلزاميا للكثيرين لدخول النيابة أو الوزارة أو حتى الرئاسة. وجدران البيت شاهدة على الكثير من أسرار وخفايا الحياة السياسية اللبنانية خلال تلك الفترة حيث أن أسرارها قد ذهبت مع غازي كنعان بعد انتحاره في تشرين الأول من العام "

وشهد شاهد من أهله
“... طالما أن العرف الذي ساهم السياسيون بتكريسه كان يقضي بالوقوف على باب غازي كنعان ورستم غزالة لنيل الرضى وأخذ التوجيهات حيث كنت ألتقي بالسواد الأعظم من السياسيين، وهذا ما أطلق يد المخابرات السورية فقد كانوا يطلبون منا متراً فنعطيهم بدل المتر أربعين”.

(من مقابلة مع الوزير والنائب السابق وقائد قوات الردع العربية اللواء سامي الخطيب المقرب من سورية في الماضي. جريدة المستقبل عدد 4269 تاريخ 28 شباط 2012)

وعاد اللواء الخطيب ليقول بعد رحيل الجيش السوري:
“بدأ النظام السوري يتدخل في السياسة اللبنانية من أعلى المستويات إلى أصغرها، يتدخلون مع وزير الخارجية وفي نفس الوقت مع عريف في الدرك. أصبح غازي كنعان الحاكم الفعلي للبنان، انتخبوا الياس الهراوي رئيساً للجمهورية ومن ثم آميل لحود، وكان الرجلان مجرد دميتين بيد كنعان”.

علماً أنّ لم يرفض الهيمنة السورية  حينها كونه استفاد منها في وصوله إلى مواقع في السلطة، بخلاف الرئيس سليم الحص الذي رفض الكثير من التدخلات السورية وأفصح عنها إبان "الوجود السوري" في لبنان ولم ينتظر خروجهم فأورد في كتابة للحقيقة والتاريخ تجارب الحكم ما بين 1998-2000 الصادر عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر في العام 2001 في الصفحة 58 يروي التالي: ...... فعاد الرئيس الهراوي فكلفني تأليف أول حكومة في عهده (العام 1989)، وكان من باكورة القرارات التي اتخذتها الحكومة الجديدة تعيين العماد آميل لحود قائداً للجيش. في زيارة قمت بها إلى دمشق بعد ذلك، فاتحني الرئيس حافظ الأسد تلويحاً بإمكانية تعيين اللواء سامي الخطيب مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي. فاعتذرت عن ذلك متمنياً التفهم لموقفي وكان رئيس الوزراء السوري محمود الزعبي حاضراً اللقاء ولدى خروجي من لقائي الرئيس الأسد، لحق بي الرئيس الزعبي حتى السيارة، ففتح بابها بعد أن أغلقته وقال لي: “أتمنى عليك أن تلبي طلب الرئيس الأسد بتعيين اللواء سامي الخطيب، فاعتذرت، شاكراً له اهتمامه... وقد عين اللواء سامي الخطيب فيما بعد في حكومة الرئيس رشيد الصلح وزيراً للداخلية فأشرف على انتخابات العام 1992”. ومع هذا، أورد الرئيس الحص:

“وكنت أقوم بزيارة اللواء غازي كنعان في عنجر، لبنان، في طريق ذهابي إلى دمشق أو إيابي منها”..

(سليم الحص في كتابه للحقيقة والتاريخ ص.52)
“... فكانت لي ولغيري من المسؤولين لقاءات مع ممثل سورية في لبنان سواء في زمن اللواء غازي كنعان أم في زمن العميد رستم غزالة، وهذه اللقاءات الدورية هي من طبيعة التنسيق والمهمات القائمة بين البلدين.

ولم تكن تقتصر على مسؤولي الأمن بل كانت لمعظم أهل السياسة لقاءات مع ممثلي سورية”.

(من مقابلة صحفية في العام 2010 مع المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد)

“أصبح غازي كنعان الحاكم الفعلي للبنان، انتخبوا الياس الهراوي رئيساً للجمهورية ومن ثم آميل لحود، وكان الرجلان مجرد دميتين بيد كنعان. اللواء سامي الخطيب قال هذا الكلام بعد رحيل السوريين عن لبنان."

بلدة عنجر

تقع بلدة عنجر في قضاء زحلة في محافظة البقاع، تبعد عن العاصمة بيروت 60 كلم وهي في منتصف الطريق تقريباً بين بيروت ودمشق (مع قربها من دمشق اكثر) تبلغ مساحتها 2,200 هكتار وترتفع عن سطح البحر 930 م. يبلغ عدد سكانها المسجلين نحو 10 آلاف نسمة أكثريتهم الساحقة من الأرمن الأرثوذكس مع أقلية من الأرمن الكاثوليك والإنجيليين. 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
شاهد الجدول كاملا
 
 

اترك تعليقا