حدث في مثل هذا الشهر في فلسطين-انطلاق “حركة فتح” أول حركة نضال فلسطيني ضد الإحتلال الإسرائيلي في 1 كانون الثاني 1965
تستند في مبادئها على أن فلسطين أرض للفلسطينيين جميعاً وهي أرض عربية يجب على كل أبناء العروبة المشاركة في تحريرها.
أسسها ياسر عرفات ومجموعة من رفاقه عام 1959 من خلال منبرها الإعلامي الأول مجلة «فلسطيننا» الصادرة في بيروت بإدارة توفيق خوري التي تولت مهمة التعريف بالحركة ونشر فكرها مستقطبة العديد من المجموعات التنظيمية الثورية الأخرى قبل أن يحصل الكفاح المسلح الأول عام 1965 بتفجير نفق عيلبون حيث كانت إسرائيل تقوم بسرقة المياه العربية من خلال تحويل مجرى نهر الأردن نحو خزان مياه طبريا، حتى لا تصل المياه إلى أراضي صحراء النقب وهذا ما عرف «بمشروع المياه القُطري».
شكّل انطلاق حركة فتح بالكفاح المسلح، في كانون الثاني عام 1965، ولادة حقيقية لحركة المقاومة الفلسطينية المعاصرة بعد النكبة، لتعيد الاعتبار لهوية الشعب الفلسطيني وشخصيته الوطنية، وتلفت كل الأنظار إلى القضية الفلسطينية وعدالتها ومكانتها بين حركات التحرر في أرجاء العالم ملخصة أهدافها بما يلي:
- تحرير فلسطين وإنهاء الاستيطان وتحقيق الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ويشمل ذلك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وهو حق ثابت غير قابل للتصرف، لا يسقط بالتقادم، اعترف به وأكده المجتمع الدولي، وهو يشمل حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس على الأرض الفلسطينية المحررة، التي احتلتها إسرائيل وحق اللاجئين في العودة والتعويض، استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة، وقرار الجمعية العامة رقم 194.
- ينطلق النضال من حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وفي النضال ضد الاستيطان والطرد والترحيل، والتمييز العنصري، وهو حق تكفله الشرائع والقوانين الدولية.
ارتكزت إستراتيجية حركة فتح على الشعب الفلسطيني ونضاله، وأنه لا بديل له عن وطنه؛ ولذلك فقد بذلت الحركة جهودها في كل الميادين لتأكيد الشخصية الوطنية المستقلة، ولتثبيت الهوية الفلسطينية.
- الشعب الفلسطيني شعب واضح الهوية والانتماء إلى وطنه، ويناضل منذ ما يقارب القرن من الزمان؛ من أجل الحفاظ على وطنه وهويته الوطنية، وتحرير أرضه من الاحتلال والاستيطان. والشعب العربي الفلسطيني وحدة واحدة داخل الوطن، وفي الشتات.
- تنطلق حركة فتح من أن الشعب الفلسطيني شعب عربي، وجزء لا يتجزأ من الأمة العربية.
- فلسطين هي الأرض المقدسة للأديان السماوية الثلاث، والإسلام هو دين الأغلبية من أبناء الشعب الفلسطيني، وللأديان السماوية الأخرى نفس القدسية والاحترام، ولا تسمح حركة فتح بأي تمييز بين الفلسطينيين على أساس دينهم وعقيدتهم أو مقدار إيمانهم، وتحترم حرية العبادة للجميع.
- تسعى الحركة دائما إلى تنمية علاقاتها الدولية وتطويرها، موسعة دائرة أصدقائها وحلفائها، ملتزمة استراتيجياً بالقانون الدولي، وبشرعة الأمم المتحدة، ملتزمةً بميثاقها. وتنطلق حركة فتح في علاقاتها الخارجية من كونها حركة تحرر وطني تكافح ضد الاحتلال الإسرائيلي، مستندة دائماً في حركتها الشعبية والرسمية إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وحقه في الاستقلال والعودة، كما أنها تستند إلى الحماية التي كفلها القانون الدولي الإنساني، وبالأخص اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب، وحماية المدنيين تحت الاحتلال الأجنبي، وإلى أحكام القانون الدولي، التي أكدت حق الشعوب في مقاومة الاحتلال، والحق في الكفاح من أجل حريتها واستقلالها وتقرير مصيرها.
منذ مطلع القرن الواحد والعشرين واجهت حركة فتح العديد من التحديات الصعبة، فمع انطلاق انتفاضة الأقصى عام 2000 شكلت العودة للنضال المسلح والعمليات الفدائية التي نفذتها مجموعات تابعة للحركة معادلةً صعبة أمام قيادة الحركة التي خاضت العملية السياسية والمفاوضات مع إسرائيل، منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 وما تبع ذلك من اتفاقيات كان أبرزها اتفاق «أوسلو»، وما ترتب عليه من التزامات أمنية وشكلت وفاة زعيم الحركة ياسر عرفات نقطة تحوّل كبرى في مسيرة «فتح» والمسيرة الوطنية الفلسطينية بشكل عام لما شكّله الأخير من رمزية للشعب الفلسطيني. إلا أن هزيمة «فتح» في الانتخابات التشريعية عام 2006 على يد منافستها الرئيسية «حماس» كانت من أقوى الصدمات التي تلقتها الحركة، ولم تلبث أن استوعبت «فتح» هذه الهزة حتى وقع انقلاب «حماس» وسيطرتها العسكرية على قطاع غزة في 2007 ونتيجةً لذلك تعالت الأصوات في صفوف حركة «فتح»، في مختلف مستوياتها بضرورة التجديد وعقد مؤتمر الحركة الذي غاب لسنوات طويلة ليشكّل انطلاقة جديدة لحركة فتح استعادت من خلالها فعاليتها وتجديداً لقيادتها ووحدتها برئاسة محمود عباس «أبو مازن».
اترك تعليقا