حدث في مثل هذا الشهر في الجمهورية العراقية-تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بعد إدانته بجرائم ضد الإنسانية.

 


صدام حسين عبد المجيد التكريتي، حكم العراق منذ العام 1979 وحتى 9 نيسان 2003 أي لمدة 24 عاماً كان قبلها نائباً لرئيس الجمهورية العراقية منذ العام 1975.

إلتحق بحزب البعث عام 1956 قبل أن يحدث تغيير سياسي هام في العراق تمثل بنجاح مجموعة من الضباط غير البعثيين باستلام الحكم بقيادة عبد الكريم قاسم الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء في ذلك الوقت بعد أن أطاحوا بالملك فيصل الثاني؛ فأمر الأخير باعتقال الحزبيين، قبل أن يفرّ عدد منهم إلى خارج العراق من بينهم صدام حسين الذي أصيب في قدمه برصاصة قبل أن يغادر إلى سورية ومنها إلى مصر. وبالرغم من إصدار المحكمة العسكرية العليا في العراق حكماً بإعدام صدام ومجموعة من أعضاء الحزب الفارين إلا أنه عاد في نهاية المطاف إلى العراق بعد نجاح البعثيين في الانقلاب على حكومة القاسم عام 1963.

عندما استلم عبد السلام عارف رئاسة الجمهورية العراقية، استطاع حزب البعث الإطاحة به وكان صدام حسين على رأس القوة التي داهمت القصر الجمهوري، فتولى الفريق أحمد حسن البكر السلطة في العراق فيما أصبح صدام نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة عام 1968 وظل في هذا المنصب مدة 10 سنوات، قام خلالها بتدعيم نفوذه واضعاً أفراد عشيرته في مناصب حساسة في الجهاز الحكومي، الإداري والعسكري للدولة وبنى لنفسه جهازاً أمنياً ضخماً استطاع أن يرصد من خلاله تحركات الكثير من أعضاء الحزب وقادته.

عام 1979، أعلن رئيس الجمهورية أحمد البكر عن استقالته بحجة أنه أصبح كبيراً وضعيفاً، إلا أن ما تداوله الرأي العام العراقي يفيد أن صدام أجبره على الاستقالة ليتولى هو رئاسة العراق بعد أن كان نائباً للرئيس وهكذا حصل. عام 1980، دخل العراق بقيادة صدام في حرب مع إيران استمرت ثماني سنوات قتل خلالها أكثر من مليون شخص، تكبّد خلالها الجانبان خسائر فادحة. وفي خضم حربه مع إيران، تحديداً يوم 8 تموز 1982، ذهب في جولة ميدانية إلى منطقة الدجيل حيث خططّت مجموعة من 19 عضواً من أعضاء حزب الدعوة الإسلامي بالتعاون مع ابناء المنطقة لاغتياله.

 بالرغم من أن العملية باءت بالفشل، أمر صدام بتشكيل لجنة مشتركة من جهازي الأمن والاستخبارات لتطهير منطقة الدجيل والقبض على معارضيه. قامت اللجنة بالكثير من الأعمال الشنيعة للنيل من أكبر عدد من أهالي الدجيل باعتبارهم مسؤولين عن الحادثة ليصل عدد القتلى في هجوم قوات النظام إلى 435 بالإضافة إلى ترحيل 120 عائلة إلى الصحراء.

ما إن إنتهت الحرب مع إيران حتى بدأت في نفس العام (1988) حرب مع الكويت نتج عنها احتلال الكويت عام 1990 من قبل القوات العراقية لمدة سنة قبل أن تنسحب إثر عمليات «عاصفة الصحراء» التي قادتها الولايات المتحدة بدعم من دول العالم لتدخل العراق على إثرها في حصار اقتصادي أحكم صدام قبضته الأمنية من جديد على الشعب بعد أن خسر حربه مع القوات الدولية. قبل بدء احتلال العراق عام 2003 طلبت الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول العالمية والعربية من صدام حسين التنحي عن الحكم تجنباً لعملية الغزو الأمريكية، والتي أعلنتها واشنطن، إلا أنه رفض وأصر على البقاء في السلطة ليأتي القرار الأمريكي بناءً على تصور مسبق منها لاحتلال العراق، وبحجة أن صدام لا يزال مراوغاً بشأن أسلحة الدمار الشامل، وأنه يمتلك أسلحة بيولوجية ونووية.

إستطاع أن يبقى صدام حسين متخفياً مدة 8 أشهر قبل أن يتم اعتقاله مساء يوم السبت الواقع في 13 كانون الثاني عام 2003 قبل أن ينفذ حكم الإعدام بحقه في 30 كانون الأول من العام 2006 قبيل الساعة الثالثة فجراً.  

 

اترك تعليقا