جمعية غدي
يرأس الجمعية السيّد فادي غانم وهي تعمل تحت ثلاثة عناوين رئيسية: البيئة في المرتبة الأولى، يليها الاجتماع ثم الثقافة، وتهدف الى إيصال المعرفة، العلم والايدولوجيا البيئية إلى كل فرد في المجتمع.
البداية والمشاريع
انطلقت الجمعية مع مجموعة من الشباب ذوي اختصاصات متنوعة، أمّنوا التمويل من أموالهم الخاصة. عند تأسيسها، كانت جمعية غدي تضم 16 عضوًا، لكنّها توسّعت اليوم لتشمل 46 عضواً. كان أحد المشاريع الأولية للجمعية ينطوي على مساعدة المسنين القاطنين في المناطق الجبلية، خصوصاً في الشوف وعاليه، فطُلب إلى مالكي الأراضي اختيار نوع الزرع الذي يرغبون به لضمان بقائهم ثمّ قامت الجمعية بزرعه لهم على أن يتولوا هم فيما بعد الإعتناء به. واستمر المشروع لمدة أربع سنوات الى أن أتت نيران الحرائق وقضت على الغلّة كاملة وعلى المشروع برمّته.
في العام 2002، أطلقت جمعية غدي مع وزارة البيئة مشروع Green student/Green teacher/Green School (التلميذ الأخضر/المعلم الأخضر/المدرسة الخضراء) في عهد الوزير الدكتور ميشال موسى، وهدف هذا المشروع إلى تطوير نوادي بيئية في مختلف المدارس تحت إشراف الجمعية بغية زيادة منسوب الوعي البيئي ومنح الطالب إحساساً بالمسؤولية لأهمية الحفاظ على البيئة.
في العام 2002 أيضًا، أسست الجمعية مشتلاً تنتج منه صنوبر، أرز، وسنديان، وجرى التعاون مع المدارس والبلديات لإنجاح المشروع، فكان الطلاب يقصدون المشتل لزرع أشتال الصنوبر أو الأرز أو السنديان والعناية بها ثم يأخذونها إلى مدارسهم عندما تكبر. وفي حال عدم توفّر المساحة الكافية في المدارس لوضع الشتول، تبقى في المشتل. وينتج المشتل حوالي 4,000 شتلة سنوياً، وقد خسر خلال حرب تموز أكثر من 30,000 شتلة. وكبر المشتل مع الوقت، فوظفت الجمعية عاملين اثنين دائمين للاعتناء به.
كانت الجمعية في طليعة المطالبين بنيابة عامّة للبيئة منذ 13 عاماً وها قد أقرت المطالب منذ فترة وجيزة. وتقوم النيابة العامة البيئية على تخصيص محام عام بيئي في كل محافظة يهتم بالشؤون البيئية ويملك حق الادعاء المباشر، إضافة إلى تحديد الجرائم البيئية بالتفصيل بما فيها التعديات على الأملاك البحرية والنهرية وكل التعديات البيئية ومخالفات القوانين. كما أُنشأ لدى وزارة البيئة سجل خاص تدون فيه الأحكام أو القرارات المتعلقة بالجرائم البيئية التي تصدر. وأضيفت إلى هذا القانون مادة تختص بإنشاء ضابطة بيئية يحدد عدد أعضائها ومهامها بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بناءً على اقتراح وزير البيئة.
أطلقت الجمعية موقعاً الكترونياً، “غدي أورغ”، يتضمن قسماً مخصصاً للأخبار البيئية بشكل رئيسي يدعى “غدي نيوز”، وقد تمّ استحداث هذا القسم لتغطية أخبار البيئة بنسبة 70% على مدار الساعة، بالإضافة إلى أخبار الصحة، التكنولوجيا، الإقتصاد، التربية، الثقافة، المنوعات، الغرائب، إنما لا سياسة على الإطلاق. وأضحى “غدي نيوز” منبراً للجمعيات البيئية في لبنان.
زهرة الملح
جمعية غدي هي الوحيدة في الشرق الأوسط التي سلّطت الضوء على «زهرة الملح» وهي نوع نادر وغالي الثمن من الملح الخالص، يحتوي على 84 نوعًا نادرًا من المعادن. بدأ لبنان باستخراج “زهرة الملح” من البحر، في تجربة أطلقتها “جمعية اليد الخضراء” في مدينة عاليه، ضمن مشروعها البيئي - التنموي الهادف إلى تأمين زراعات بديلة وموارد طبيعية والإفادة منها وتشغيل اليد العاملة. وتستخرج زهرة الملح مرتين في السنة عند هدوء البحر بشكل كامل، تتخلله هبوب رياح شمالية جافة، في هذه الفترة تظهر زهرة الملح على سطح الماء وتكون رقيقة جدا على شكل كريستالات لامعة. تتميز بنكهتها الخاصة وبتركيبتها الفريدة، فهي قليلة الصوديوم وكثيرة البوتاسيوم، كما أنّ كميات قليلة منها كفيلة بإضفاء طعم مميز يوازي استخدام كميات كبيرة من الملح.وهي معروفة في العالم على نطاق واسع ولكن إنتاجيتها قليلة ويتراوح سعر الكيلو بين 40 و200 دولار، حسب نوعيتها وحجمها ودرجة لمعانها، وكلما كانت الحبيبات رقيقة وصغيرة كلما كانت ذات قيمة أعلى.
التحديات
تصبو الجمعية إلى أن تكون مشاريعها نموذجية، كما أنّها تسعى لتوسيع انتشارها في لبنان والشرق الأوسط ،لا سيما عبر موقعها الإلكتروني ونشرتها البيئية، لكنّ الخبر الأمني لا يزال وللأسف يطغى على الخبر البيئي. بالإضافة إلى ذلك، تخضع المشاريع من الهيئات الداعمة لبعض المحاصصات كما أن موازنة وزارة البيئة أسيرة للتجاذبات السياسية وهناك بعض الجمعيات تتعدى موازنتها موازنة وزارة البيئة. التمويل هاجسٌ لدى الجمعية لكنّ القيّمين عليها أكّدوا أن الجمعية لن تستجدي أحدًا لدعمها في هذا الشأن كي لا تكون مرتهنة لأي جهة، خصوصًا أنّ التجاذبات والمحاصصات السياسية طاغية على موضوع البيئة في لبنان كما في جميع الميادين. « يد الجمعية ممدودة للجميع إنما لن تساوم على مبادئها ولن تخضع لأحد.»
نظّمت الجمعية حملات توعية حول أنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها من المواضيع، وعقدت اجتماعات مع مختلف المخاتير ورؤساء البلديات لدراسة سبل التعاون في إطار سعيها لتسليط الضوء على المسائل البيئية نشر الوعي حولها. لا تبتغي الجمعية تحقيق السبق الصحفي إطلاقاً، وجلّ ما تحاول تحقيقه هو تسوية الأوضاع البيئية من خلال الندوات والنشاطات وتوزيع المنشورات والكتيبات، إنما الأوضاع الأمنية تصعّب المهمة.
يشكو القيّمون على الجمعية من عدم متابعة الجهات المختصة للمواضيع البيئية، فعدم صيانة الدولة للمروحيات المجهزة لإطفاء الحرائق على سبيل المثال يعيق قدرتها على المشاركة في إخماد الحرائق التي تطال الأحراج، كما أن عدم الجدية في دعم الدفاع المدني بالآليات والتجهيزات اللازمة يمنعه من أداء واجبه كما يلزم إلى ما هنالك من مواضيع تحتاج إلى متابعة ملحة وسريعة من الجهات المختصة.
اترك تعليقا