الله كتب (2)-عقله في أذنيه
وهل «الله كتب» أن نصرف المليارات سنوياً على طرقات وضعها زفت بزفت؟ وهل «الله كتب» أن نعتدي على الأملاك العامة ونحرم الناس من الوصول إلى الشاطئ إلا إذا أرادوا الموت في البحر الأندونيسي؟ وهل «الله كتب» أن لا يكون لدينا مياه؟ وهل «الله كتب» انقطاع الكهرباء؟ وهل «الله كتب» أن نحوّل الكوارث إلى مهازل؟ نتسابق إعلاميين وسياسيين إلى إبداء الاهتمام بالهاربين إلى أستراليا في مسرحية سخيفة تدعو للقرف والغضب؟
وفيما يلي، نستكمل المقالة السابقة:
تفاجئك هذه الجموع بمستوى التحمل الذي وصلت إليه. لم نكتشف الكهرباء بعد ولم نفقه أن تلوث المياه والهواء سيؤديان حتماً إلى تلوث الطعام. ولم نعتبر أن عدم فحص المواد والسلع الغذائية والاستهلاكية المستوردة والمعروضة في الأسواق سيؤدي أيضاً إلى تلوث الطعام. حوادث ومسائل كثيرة مرّت علينا في العامين 2013- 2014 تهزك بهولها وتستدعيك للتساؤل، ألا تكفي هذه المصائب لاستفاقة ما؟ ولنكتفِ بذكر مسائل أربع، ماذا عن:
1- غياب الموازنة العامة منذ العام 2005 والذي يعدّ ظاهرة غير مسبوقة بين الدول وأكثر خطورة من عدم انتخاب رئيس للجمهورية أو التمديد غير الشرعي لمجلس النواب أوغير ذلك من مشاكل دستورية.
2- قتل وخطف الجنود اللبنانيين.
3- منح وزير التربية إفادات نجاح لكافة طلاب الشهادة الرسمية عوضًا عن الشهادات الرسمية.
4- فضيحة فساد الأطعمة والمواد الغذائية.
فهل الله كتب أن يتلوث هواؤنا ومياهنا ومطاعمنا؟ وهل الله كتب أن نغرق بمياه الأمطار والمجارير سنوياً؟ وهل الله كتب أن يتخرج أولادنا بواسطة إفادات نجاح مؤقتة؟ وهل الله كتب أن يخطف جنودنا ثم أهلهم ثم البلد كله؟
347 قتيلاً وجريحاً حتى أيلول عام 2014 بسبب الحوادث الأمنية.
35 لبنانياً ضحايا العبارة الاندونيسية.
مئات المطاعم والمؤسسات التي تبيع مواد وأطعمة ملوثة.
110 آلاف طالب مُنحوا إفادات نجاح عوضًا عن الشهادات الرسمية.
وهنا نتذكر أحمد شوقي في مسرحيته «مصرع كليوباترا»
«إسمع الشعب «دُيُونُ» كيف يوحون إليه
ملأ الجو هتافاً بحياتي قاتليه
أثّر البهتان فيه وانطلى الزور عليه
يا له من ببغاء، عقله في أذنيه»
ترى ماذا تنتظر هذه الجموع؟ ما كتبه الله؟
يتبع الله كتب (3)
اترك تعليقا