آيسلندا-جليد ونار وأسماك وطاقة

من الناحية الجغرافية، تعدّ جمهورية آيسلندا النقطة التي تلتقي فيها أوروبا بشمالي أميركا. هذه الجمهورية الواقعة في شمال المحيط الأطلسي هي موطن مفارقات، يتعايش فيه الجليد مع النار. تتكوّن هذه الدولة النشطة بركانيًا وجيولوجيًا من حقول الرمال والحمم البركانية كما أنّها تحتضن كتلًا جليدية وتصبّ أنهارها الجليدية في البحر. ينظر المستثمرون الأجانب إلى آيسلند كفرصة تتيح لهم الوصول إلى مصادر الطاقة الخضراء بأسعار منخفضة أما السياح فيرون فيها مقصداً يزخر بالروائع الطبيعية وبتاريخ ثقافي عريق وبالشفق القطبي.

الموقع والمساحة
آيسلندا دولة شمال أوروبية تقع في المحيط الأطلسي، شمالي غربي بريطانيا. هي دولة جزرية تمتدّ على 103 آلاف كم2 وعاصمتها ريكيافيك.

السكان
آيسلندا دولة قليلة السكان تضمّ 317,351 نسمة ينحدرون من أصلٍ اسكندنافي (ايرلندي واسكتلندي) ويُزعم أنّهم هاجروا إلى آيسلندا واستوطنوا فيها عام 874 م. 

الديانة
يتبع 76.2% من الآيسلنديين الكنيسة الإنجيلية اللوثرية لآيسلندا، وهي كنيسة الدولة الرسمية. 3.4% هم روم كاثوليك و2.9%  ينتمون إلى  الكنيسة اللوثرية الحرة في ريكيافيك و1% ينتمون إلى الجماعات الدينية المستقلة. 1% يعتنقون ديانات أخرى و 11.1% من السكان لا يعتنقون أي ديانة أو لا يحددون انتماءهم الديني. 

اللغات
اللغة الآيسلندية هي لغة الدولة الرسمية ويتكلّم السكان لغات أخرى كالإنكليزية والألمانية ولغات شمال أوروبية.

الاقتصاد
قبل العام 2008، شهد اقتصاد آيسلندا نموًا ملحوظًا ومعدلات بطالة منخفضة، لكنّ الأزمة المالية التي ضربت بها بين العامين 2008 و2011 أدّت إلى انهيار ثلاثة من مصارفها التجارية الكبرى ولولا المبالغ التي اقترضتها من بعض الدول والهيئات الأوروبية وشراء الحكومة للمصارف لكانت البلاد وقعت في أزمة إفلاس وطني. 

يبلغ  نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي قي آيسلندا 40,700 دولار أميركي ويساهم قطاع الخدمات بنسبة 71.2% من الناتج المحلي الإجمالي في حين تساهم الصناعة والزراعة بنسبتي 22.9% و5.9% على التوالي. أما قطاع الأسماك فيعتبر محرّكًا أساسيًا للعجلة الاقتصادية وهو يؤمن 40% من إيرادات التصدير، أكثر من 12% من الناتج المحلي الإجمالي ونحو 5% من اليد العاملة. ونظراً إلى التقلّب في الأسعار العالمية للصادرات الأساسية لآيسلندا (الأسماك، منتجات الأسماك، الألومنيوم والفِيرُّوسِيلِيكون)، عمدت مؤخرًا إلى تنويع ركائز اقتصادها فاتجهت نحو الخدمات والتصنيع خصوصًا انتاج البرامج والتكنولوجيا الحيوية والسياحة.

بيّنت الأبحاث الجيولوجية إمكانية وجود احتياطات نفطية في البحر في آيسلندا، وعليه، أجازت الحكومة الآيسلندية لشركات طاقة آيسلندية وصيينية ونرويجية مباشرة عمليات التنقيب شمالي شرقي الساحل الآيسلندي. كما أنّ غزارة ثرواتها الجيوحرارية  والكهرمائية جعلت من آيسلندا محط أنظار للاستثمارات الأجنبية في قطاع الألومنيوم. 

النظام السياسي
آيسلند جمهورية دستورية أعلنت استقلالها عن الدنمارك في حزيران من العام 1944. ينتخب رئيس الجمهورية لولاية مدتها 4 سنوات وما من سقف لعدد الولايات المسموح بها، والجدير بالذكر أن آيسلندا انتخبت أول رئيسة للجمهورية في العالم لمدة 4 سنوات وتدعى فيغديس فينبوغادوتير. رئيس الجمهورية الحالي، أولافور راغنار غريمسون مستمر في الحكم منذ العام 1996. يتولى رئيس الوزراء رئاسة الحكومة وهو يشكّل إلى جانب مجلس الوزراء السلطة التنفيذية في البلاد. يفترض أن يكون رئيس الجمهورية مسؤولًا عن اختيار مجلس الوزراء، لكن عمليًا، يتولّى قادة الأحزاب هذه المهمة فيقررون ممن يتألف المجلس وعدد المقاعد المخصّص لكل حزب. في حال عدم اتّفاق الوزراء، وهو أمر لم يحصل منذ العام 1994، يمارس حينها الرئيس صلاحيته باختيار أعضاء المجلس.  

اترك تعليقا