مارغريت تاتشر هل كانت رمزاً لمناصرة حقوق المرأة؟

الحقيقة:
على الرغم من أن إنجازاتها ساهمت إلى حدّ كبير بدحض الأدوار التقليدية للجنسين في السلطة، لكنّها لم تظهر بأي شكلٍ من الأشكال أي تعاطف مع قضية تحرّر المرأة.

نجحت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة في كسر القوالب السياسية النمطية وكانت قائدة حديدية جابهت أخصامها ونهضت بالقيم التي تمسكّت بها. على الرغم من أنّ هذا بحدّ ذاته مناقض للأنماط الجنسانية والسياسية الشائعة، إلا أنّ تاتشر نفسها لم تكن مناصرة للحركات النسائية وحقوق المرأة، ونتائج سياستها وخطاباتها لا تدلّ على تأثرها بمثل هذه الحركات، لا بل أنّها كانت تعارضها  بشكلٍ صريح. وقد قيل أنّها قالت للصحافي بول جونسون في إحدى المرّات: “مناصرات حركات حقوق النسوة يكرهنني، أليس كذلك؟ أنا لا ألومهنّ فأنا أكره هذه الحركات لأنّها كالسمّ.”

على الرغم من كونها أول رئيسة وزراء في الديموقراطيات الغربية، لم تكن إدارة تاتشر معنية بنشر المساواة بين الجنسين، فهي لم تقم بترقية أي امرأة لنيل أي منصب في مجلس الوزراء واقتصر المجلس على وجود امرأة واحدة خلال عهدها. لم تشهد بريطانيا خلال ولايتها أي محاولات تسهّل على المرأة الحصول على رعاية أطفالها أو تزيد من استحقاقات الطفل، فعزّزت بالتالي التحديات التي تواجه الأمهات العاملات عوضًا عن حلّها. أفادت تاتشر أن المعركة في سبيل حقوق المرأة قد تمّ كسبها إلى حدّ كبير ولم تشعر بأنّها تدين بأي شيء لهذه الحركات. واستنتاجها بأن المعركة قد حسمت في الثمانينيات هو خير دليل على مدى بعد تاتشر عن العقبات التي استمرّت النساء في مواجهتها بحكم جنسهنّ. 

بمعزل عن سياستها المحافظة، نالت تاتشر إشادة استحقتها لصلابتها، فالسمعة التي اكتسبتها كقائدة جسورة جعلتها في مأمن من كافة المفاهيم النمطية التي تستمرّ في مطاردة النساء حتى يومنا هذا. لم تُنتقد تاتشر يومًا من نظرائها لجنسها، ولم يجرؤ يومًا أخصامها من تحقيرها سياسيًا لفرط ضعفها أو عواطفها. لكنّ واقع أن هذه النظرة والانتقادات لا تزال توجّه إلى النساء اليوم هي خير دليل على أنّها لم تحرّك ساكنًا لدعم وتعزير قضية النساء في المجال السياسي، فالأمر لم يكن بأي حال ضمن أولويات إدارتها. 

اترك تعليقا