جمعية جاد-شبيبة ضد المخدرات

إتجاهات الإدمان الجديدة
يفيد رئيس الجمعية السيد جوزيف حواط، وهو الذي تابع تطوّر الإدمان في لبنان منذ زمن طويل، أنّ المشكلة لم تبلغ يومًا  الحدّ والحجم الذي بلغتهما اليوم. «حين بدأت العمل مع جاد منذ نحو 33 عامًا، كان مركزنا يستقبل 7 إلى 8 مدمنين سنويًا، لكنّ الأرقام قد تزايدت باستمرار خلال السنوات الأخيرة إلى أن بلغ عدد المدمنين الذين قصدوا المركز 450 مدمنًا العام الماضي. الأرقام آخذة بالارتفاع بمعدلات تنذر بالخطر في حين أنّ السن التي يبدأ فيها الأشخاص بالتعاطي آخذة بالانخفاض حتى أننا بتنا نلحظ شباب في الخامسة عشر من العمر يتعاطون الهيرويين. أمّا ما يلفت النظر فهو تفشي ظاهرة الإدمان والإتجار بين الإناث بشكل مفزع. لم يكن هذا الأمر شائعًا في مجتمعاتنا الشرقية فيما مضى وهو ينذر بانحدار في مستوى قيم وتصرّفات الفتاة الشرقية المحافظة.»

 
شاهد الصورة كاملة
 
 

 


يعدّ التفكّك الأسري السبب الرئيس لانجراف الشباب في أتون المخدّرات في 80% من الحالات وما يفاقم المشكلة وفقًا للحوّاط هو واقع أن المدمنيين باتوا يتعاطون أكثر من مادة في الوقت عينه. في الحالة الطبيعية، حين يكون المرء مدمنًا على مادّة واحدة، تكون نسبة الشفاء بعد عامٍ ونصف من العلاج والمتابعة 8%، لكن مع تشعّب المواد واختلافها، تنخفض إمكانية الشفاء إلى معدّلات شبه معدومة.

إحالة المدمنين إلى جمعية جاد
عادةً ما تتمّ إحالة المدمنين إلى جمعية جاد من المحكمة أو من مكتب مكافحة المخدرات. قد يأتي البعض بإصرار أومرافقة من الأهل والعائلة ولا يقصد المدمن المركز من تلقاء نفسه إلا في حالات نادرة جدًا. يخضع المدمنون لـ 32 فحصًا لدى وصولهم تتمّ من بعدها إحالتهم إلى مستشفى ظهر الباشق لمتابعة عملية الفطام الجسدي. بعد ذلك، يعود المدمن إلى مراكز جاد لمتابعة برنامج إعادة التأهيل الحر. 
أطلقت جاد فيما مضى مركز تأهيل داخلي لمعالجة الشباب المدمنين في الأردن بالتعاون والتنسيق مع الأمن العام الأردني وقد تحمّلت الحكومة الأردنية على نفقتها الخاصّة تكاليف معالجة 700 إلى 750 مدمن لبناني. كان يفترض على أحد ممثّلي جاد السفر إلى الأردن مرتين في الأسبوع للإطّلاع على أحوال المدمنين لكنّ الجمعية لم تتمكّن من تحمّل نفقات السفر بشكلٍ فوري ما أدّى إلى إقفال المركز. افتتحت الجمعية مركزًا داخليًا آخر في زحلة لكنّه لقي المصير نفسه نظراً لارتفاع تكاليف الخدمات الداخلية.

يفيد رئيس الجمعية جوزيف حواط أن الجمعية تعمد اليوم إلى تحويل معظم اهتمامها ومواردها باتّجاه التوعية والتدريب عوضّا عن إعادة التأهيل لأن نشر ثقافة الوقاية بين الشباب هي خير رادع لتفشي هذه الآفة وأكثر فعالية من العلاج.
 

 

 
شاهد الصورة كاملة
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


البنية والنشاطات
تنشط جمعية جاد على كافّة الأراضي اللبنانية وهي تعمل من خلال نحو 33 مكتباً ومركزاً. لا تتعاطى الجمعية الشأن السياسي وهي ترحّب بالجميع على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم ويتألّف فريق العمل من متطوّعين لا يتقاضون أي أجر لقاء خدماتهم. بالإضافة إلى خدمات إعادة التأهيل، تتعاون الجمعية مع الجمعيات في القطاعين العام والخاص والهيئات  والجامعات والمؤسسات والمدارس لتقديم خبراتها وخدماتها الاستشارية في مجال الإدمان. تقوم الجمعية بتنظيم المحاضرات وورشات العمل وهي توفّر التدريب وتطلق حملات توعية وإعلام وتوزّع آلاف المناشير والملصقات لتثقيف الناس حول خطر الإدمان وتنويرهم حول مساوىء وأضرار المخدرات والنيكوتين والكحول والسيدا.

نالت الجمعية على ترخيص وزارة الشباب والرياضة لإطلاق تسعة فرق رياضية ترفع شعار «الرياضة ضذ المخدّرات». يفيد حواط أن الرياضة ستنتصر في حربها ضدّ المخدرّات معربًا أنّ انتشال الشباب من عالم الموت إلى عالم الرياضة كان أحد أكثر الإنجازات التي تملؤه بالفخر والسعادة خلال مسيرته. 

المركز الثقافي
بعد نحو ثلاثين عامًا من التحضير، أطلقت جمعية جاد في العاشر من شهر أيار مركزها الثقافي المتخصّص للتوعية والتدريب من أخطار المؤثرات العقلية. يتألف المركز الذي يعدّ الأوّل من نوعه في العالم من عدّة أقسام إحداها قاعة لعرض أفلام مصوّرة وكرتونية خاصّة لتوعية الأطفال من 6 إلى 10 سنوات من أخطار الادمان، ومكتبة عامّة تضم أرشيفا للصحف منذ العام 1983 حول مواضيع الكحول، المخدّرات، التدخين، الايدز والادمان على الانترنت. يضمّ القسم (ب) معرض فيه مئتي لوحة فنيّة للتوعية، ونحو 3000 قطعة فنيّة تستعمل في التوعية والتدريب، بالإضافة إلى 30 صورة تظهر مشاهير من العالم قبل وبعد تعاطيهم المخدرات. يخصّص المركز إحدى قاعاته لاستقبال وتدريب الأهل والشرطة والمرشدين  الاجتماعيين ويضم هذا القسم موادًا تدريبية ومختبرًا لفحص المواد المخدّرة. هناك قسم يعنى بمتابعة المدمنين وإعادة دمجهم في المجتمع وآخر يعنى ببيع مواد وأدوات دعائية ضدّ المخدرات والتدخين.  
“حرب المخدّرات ليست حربنا وحدنا أو حرب جمعية دون سواها. الوزارات، الأهل، رجال الدين، المدارس والجامعات، المجتمع المدني ووسائل الإعلام مدعوون جميعًا للانخراط في هذا الصراع المضني“

«على الرغم من الجهود التي تبذلها جمعية جاد وغيرها من الجمعيات، فإن عملنا محكوم عليه بالفشل ما لم يتحرّك كافة الأطراف والمعنيين والمتضررين للعب دورهم في مكافحة هذه الآفة. حرب المخدّرات ليست حربنا وحدنا أو حرب جمعية دون سواها. الوزارات، الأهل، رجال الدين، المدارس والجامعات، المجتمع المدني ووسائل الإعلام مدعوون جميعًا للانخراط في هذا الصراع المضني. إذا أخفقنا في مضافرة جهودنا وتوحيدها لإيجاد حلول فعّالة وسريعة لتوجّهات الإدمان المتفاقمة، قد تواجه أجيالنا واقعًا مروّعاً خلال السنوات العشر القادمة»، هكذا يختصر جوزيف حواط مشهد الإدمان في لبنان.  
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقا