كيف تفكر القاعدة (7) - القاعدة والجهاد في سبيل الإسلام
أولت القاعدة في فكرها وأدبياتها اهتماماً وأولوية خاصة للجهاد واعتبرته من أكثر الشرائع رحمة بالعباد بالرغم من الموت والقتل والدمار وفقاً للمقالة التالية:
المعادون لهذه العبادة (الجهاد) بتفاصيلها التي شرعها رب السماوات يتفاوتون ما بين غلاة وخبثاء وجهال، وإن كان الجهل يجمع بينهم جميعا، أما الغلاة فهم المتشددون والحمقى من الكفار الأصليين من يهود ونصارى وغيرهما الذين يتهمون الإسلام بكل شرائعه بالقسوة وعدم الرحمة وهؤلاء من حماقتهم يشتكي بنو قومهم ، أما الخبثاء فهم من نفس الفئة السابقة والذين يقولون الإسلام دين الرحمة والسلام والجهاد تطرف وغلو!! وهو ليس من الإسلام في شيء، أما من يجمع بين الغلو والخبث والجهل والبلاهة - أو يحمل بعض ذلك - فهم بني جلدتنا ممن اتبع سنن من كانوا قبلنا، فمنهم من ارتد بالكلية كالأحزاب القومية والديمقراطية والبعثية، ومنهم غرق في الضلال من بعض الحركات الإسلامية السلمية، والمفارقة هنا أن الأحزاب المرتدة وإن أنكرت أن الجهاد الهجومي من شرعة الإسلام إلا أنها تقر وتدعو لجهاد الدفع على تفاوت بينها، بينما الحركات الإسلامية السلمية مع إقرارها النظري بالجهاد الهجومي والدفاعي فإنها تضع لهما من الشروط ما لم يتحقق منذ نزول الوحي ، وغير ذلك عندهم منافٍ للرحمة يعين على الفساد !!
ما سنركز عليه هنا هو تبيين أن كل هذه الأصناف من كفار ومرتدين وضلال قد اتخذوا من المناهج ما جلب الشقاء على البشرية وأبعدها كل يوم عن الرحمة المهداة من رب العالمين، وأن المنهج الذي يصوره الشيطان في عقول البشرية أنه مليء بالقتل والدماء هو أكثر المناهج رحمة بالخلق ، وأكثرها حقناً للدماء.
بداية : علينا أن نعلم أن خالق هذا الكون الهائل البديع لا يمكن إلا أن يكون له صفات الكمال وله الكمال في الصفات، ومن تمام رحمته بعباده أن يعلم عباده فوائد ما فرض عليهم من شرائع على لسان نبيهم، من خلال تجربة من سبقه من أنبياء لتظهر لهم حكمة الله في التشريع. وعلى الرغم من رحمة الله بإرسال الأنبياء إلا أن أكثر الناس اتبعوا الشيطان وعاندوا الأنبياء، وقبل أن ينزل الله شرعة الجهاد أراد أن يري البشر المصير دون جهاد حتى يروا تمام حكمة الشارع سبحانه وتعالى، فالمصير كان رهيباً: معاندة غبية من أغلب البشر وإتباع للشيطان حتى يضيق الأمر بالأنبياء عندما يرون أن الأمر يزداد سوءً يوما بعد يوم، وأن الكافر والمعاند لا يلد إلا ذرية يقوم بتربيتها على الكفر والمعاندة، فيلحق الجيل الذي بعده وهكذا الأجيال تفسد في الأرض وتنشر الكفر والفساد بين البشر، بل ويعمل هؤلاء على فتنة القلة المؤمنة سواء بضغط مباشر أو بفتنة علو الكفر وأهله في أعين القلة المستضعفة من المؤمنين ، ويكون مصير الجميع أهل الكفر ومن فتن وانقلب من القلة المؤمنة الجحيم المؤبد في الآخرة، وهذا الضيـق من الأنبياء ليس عندهم في شرعهم ما يدفعه سوى أن يدعوا الله أن ينزل عذابه على الكافرين ولو كانوا بالملايين، فينزل الله عذاباً هائلاً يليق بجبروته وغضبه لانتهاك حرماته ومحاربة أوليائه، عذاب يحقق العدل الغائب عن الأرض ولعذاب الآخرة أشد.
الجهاد في سبيل الله ، فهو أرحم بالبشرية من أن ينزل عليها عذاب الله الهائل مباشرة، فشرع الله لهذه الأمة القيام بعذاب من يستحق العذاب بأيدي المؤمنين ، مع نزول عذاب الله أحياناً لو تأخر أهل الإيمان أو تقاعسوا عن النهي والجهاد أو ينزل عذاب الله بصورة جزئية إعانة للمجاهدين خاصة في ظل ضعفهم كسنة من سنن الدعوات، قال تعال قَاتِلُوه يعذِّبهم اللّه بِأَيدِيكُم ويخزِهِم وينصركُم عليهم ويشفِ صدور قَومٍ مؤمِنِين. ويذْهِب غَيظَ قُلُوبِهم ِويتوب اللّه علَى من يشاء واللّه علِيم حكِيم.
وقال سبحانه: قُلْ هلْ تربصونَ بِنا إِلاَّ إِحدى الْحسنيينِ ونحن نتربص بِكُم أَن يصِيبكُم اللّه بِعذَابٍ من عِندِهِ أَو بِأَيدِينا فَتربصواْ إِنا معكُم متربصونَ.
فجعل الله في السيف وقفاً للكافرين عند حدهم ومنعاً لتماديهم وهداية لبعضهم، بينما عذاب الله الذي كان ينزل في السابق كان لا يبقي إلا المؤمنين.
من أسياف المسلمين التي نزلت على من يستحقها رحمة بالبشرية:
سيف على المشركين من العرب حتى يسلموا، قال تعالى (فَإِذَا انسلَخ الأَشهر الْحرم فَاقْتلُواْ الْمشرِكِين حيثُ وجدتموهم وخذُوهم واحصروهم واقْعدواْ لَهم كُلَّ مرصدٍ فَإِن تابواْ وأَقَامواْ الصلاَةَ وآتواْ الزكَاةَ فَخلُّواْ سبِيلَهم إِنَّ اللّه غَفُور رحِيم).
وسيف على اليهود والنصارى والمشركين من غير العرب حتى يسلموا أو يسترقوا أو يقادوا بهم وهم من سبوا ربهم بنسبة الولد له أو أشركوا به ، قال تعالى ( قَاتِلُواْ الَّذِين لاَ يؤمِنونَ بِاللّهِ ولاَ بِالْيومِ الآخِرِ ولاَ يحرمونَ ما حرم اللّه ورسولُه ولاَ يدِينونَ دِين الْحق مِن الَّذِين أُوتواْ الْكِتاب حتى يعطُواْ الْجِزيةَ عن يدٍ وهم صاغِرونَ وقَالَتِ الْيهود عزير ابن اللّهِ وقَالَت النصارى الْمسِيح ابن اللّهِ ذَلِك قَولُهم بِأَفْواهِهِم يضاهِؤونَ قَولَ الَّذِين كَفَرواْ مِن قَبلُ قَاتلَهم الله أَنى يؤفَكُونَ(. فرحمة بمن خلفهم نزل السيف عليهم وحتى يعود منهم من قدر الله له الهداية..
وسيف نزل على الممتنعين ممن ينتسب للقبلة، وهؤلاء إذا عمت فتنتهم ألحقوا بالبشرية العذاب، فلنأخذ الربا كمثال: وهو كما يقول شيخ الإسلام آخر المحرمات ومعصية ترتكب برضا الطرفين: (يا أيها الَّذِين آمنواْ لاَ تأْكُلُواْ الربا أَضعافًا مضاعفَةً واتقُواْ اللّه لَعلَّكُم تفْلِحونَ واتقُواْ النار الَّتِي أُعِدت لِلْكَافِرِينَ) لذلك نزل السيف على أهل البلد من المسلمين رحمة بهم إذا فعلوا هذه الكبيرة. ومن الأسياف أيضا التي تلحق بالسيف السابق السيف على كل مرتد حاكم أو محكوم ، علم هذا الدين ثم خرج منه يفتن المؤمنين وينشر الفساد والظلم في الأرض. وأن جميع أصناف المنكرين على أهل الإيمان العمل بالجهاد قد جروا على البشرية من القتل والدمار والفساد أكثر مما ينسبونه زوراً إلى أهل الجهاد.
أما اليهود والنصارى فقد ارتكبوا في القرن العشرين وحده من المذابح فيما بينهم، وعلى رقاب المسلمين ما لم يتم ارتكابه في تأريخ البشرية كلها ، حتى أن أقسى الناس سيرة كالتتار لم يسفكوا من الدماء مثلهم ، وقد أهدروا من أموال المسلمين وأموالهم - التي هي مال الله في الحقيقة - على ترويج الكفر والفسق والفجور بينما ملايين البشر تموت جوعاً ما لو تم تعداده في كتاب لما صدقته بعض العقول.
أما القوميون والبعثيون والديمقراطيون فقد جروا على الأمة من إفساد الدين وهلاك النفوس ما تقشعر له الأبدان، فما قام به صدام والأسد ومبارك وفهد والحزب الاشتراكي باليمن وغيرهم في جانب هلاك النفوس فقط يفوق من قتل في جميع حروب المجاهدين في هذا القرن، مع الفارق انهم أهلكوا الناس في سبيل الشيطان.
أما الحركات السلمية فإن تركهم للجهاد وحثهم للأمة على ترك الجهاد أهم أسباب نزول عذاب الله على الأمة، سواء بتسليط بعضنا على بعض - في غير نصرة الدين - أو بتسليط أعداء الله وتجرؤهم علينا أو بغير ذلك من الكوارث التي ينزلها الله كالزلازل ونحو ذلك.
والغريب أن هذه الحركات الإسلامية السلمية تأنف أن تضع أيديها في أيدي أهل التوحيد والجهاد، بل وتسوغ حرم واستئصالهم بحجة انهم يسببون القتل للأمة - زعموا - في حين أنه لا مانع لديهم من وضع أيديهم في أيدي طوائف وفرق وأحزاب سياسية ونصارى ممن ارتكبوا أكثر المذابح فظاعة ودناءة.
البشرية تنتقل من كفر إلى كفر أشد، ومن يتابع أحوال الغرب في العقود الأخيرة يرى بوضوح دركات الكفر والفسق التي ينزل فيها جيلا بعد جيل، بل وتظن أنها تزداد رقياً، فكفرها يتجذر يوماً بعد يوم، أما أمتنا فهي تنتقل من ضلال إلى الأكثر ضلالاً ما بين كفر وفسق، فالناس تموت على التعامل بالربا وعلى التحاكم للقوانين، وكل ذلك عاقبته العذاب في الدنيا والآخرة، ومن عذاب الدنيا تسلط من يكلف البشرية أضعاف أضعاف القتلى في الجهاد وفي سبيل رفعة دين الله، وكل ذلك من السنة القدرية التي قدرها الله على العباد ولهذا شرع القتال لهذه الأمة ليكف به بأس الكافرين ويعذب من يشاء ويتوب على من يشاء برحمته ممن يعرف بعلمه أنه يستحق الهداية، لذلك فالحل وعلاج ذلك كله بأن يقاتل الدعاة بكل ما تعنيه كلمة قتال من معنى، وفي ذلك كما قلنا تمام الرحمة بالعباد، حتى أنه يأتي أناس يوم القيامة يجرون إلى الجنة بالسلاسل كما في الحديث، فإن كان هناك عجز شرعي حقيقي وجب رفع العجز، قد يقول قائل أين الدعوة وأين الأمر بالمعروف ودرجاته أقول: الدعوة لها دور لم يفقهه القاعدون حتى الآن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له دور لم يفقهه ولم يقم به القاعدون حتى الآن.
ومن الأمثلة على التعاون بين الحركات الإسلامية واعداء المسلمين أنه عندما اشتعل الجهاد في مصر في بداية التسعينات من القرن الماضي اجتمع الإخوان مع شنودة زعيم طائفة الأرثوذكس - أكبر طوائف النصارى بمصر - والذي سجل قبلها شرائط توزع بين النصارى يسب فيها الرسول صلى الله عليه وسلم سباً صريحاً، وثبت عليه في السبعينات أنه كان يجمع السلاح ويدير المؤامرات مثل ما حـدث في الزاوية الحمراء وما بعدها، وكذلك قبل اللقاء مع الإخوان مباشرة صرح للصحف طاعناً في ديننا بما فيه سخرية من بعض أحكام الشرع التي تجعل [عدم الولاية للكافر].
قائلاً كذلك باستحالة أن تطبق الشريعة في مصر لرفضه ذلك حتى لا يصبح النصارى مواطنين من الدرجة الثانية - أقول اجتمع الإخوان مع هذا المجرم ليـدينوا الإرهـاب وعندما دخلوا عليه بادرهم بقوله: هل من يفعل ذلك شرب من نيل مصر وتربى على ترابها؟! فقالوا لا إنه ليس ابناً لهذا الوطن ونحو ذلك، ونسى الإخوان أن الله هو خالق هذا النيل وكل هذه النعم التي نسبوها للأرض والوطن!!
المعادون لهذه العبادة (الجهاد) بتفاصيلها التي شرعها رب السماوات يتفاوتون ما بين غلاة وخبثاء وجهال، وإن كان الجهل يجمع بينهم جميعا، أما الغلاة فهم المتشددون والحمقى من الكفار الأصليين من يهود ونصارى وغيرهما الذين يتهمون الإسلام بكل شرائعه بالقسوة وعدم الرحمة وهؤلاء من حماقتهم يشتكي بنو قومهم ، أما الخبثاء فهم من نفس الفئة السابقة والذين يقولون الإسلام دين الرحمة والسلام والجهاد تطرف وغلو!! وهو ليس من الإسلام في شيء، أما من يجمع بين الغلو والخبث والجهل والبلاهة - أو يحمل بعض ذلك - فهم بني جلدتنا ممن اتبع سنن من كانوا قبلنا، فمنهم من ارتد بالكلية كالأحزاب القومية والديمقراطية والبعثية، ومنهم غرق في الضلال من بعض الحركات الإسلامية السلمية، والمفارقة هنا أن الأحزاب المرتدة وإن أنكرت أن الجهاد الهجومي من شرعة الإسلام إلا أنها تقر وتدعو لجهاد الدفع على تفاوت بينها، بينما الحركات الإسلامية السلمية مع إقرارها النظري بالجهاد الهجومي والدفاعي فإنها تضع لهما من الشروط ما لم يتحقق منذ نزول الوحي ، وغير ذلك عندهم منافٍ للرحمة يعين على الفساد !!
ما سنركز عليه هنا هو تبيين أن كل هذه الأصناف من كفار ومرتدين وضلال قد اتخذوا من المناهج ما جلب الشقاء على البشرية وأبعدها كل يوم عن الرحمة المهداة من رب العالمين، وأن المنهج الذي يصوره الشيطان في عقول البشرية أنه مليء بالقتل والدماء هو أكثر المناهج رحمة بالخلق ، وأكثرها حقناً للدماء.
بداية : علينا أن نعلم أن خالق هذا الكون الهائل البديع لا يمكن إلا أن يكون له صفات الكمال وله الكمال في الصفات، ومن تمام رحمته بعباده أن يعلم عباده فوائد ما فرض عليهم من شرائع على لسان نبيهم، من خلال تجربة من سبقه من أنبياء لتظهر لهم حكمة الله في التشريع. وعلى الرغم من رحمة الله بإرسال الأنبياء إلا أن أكثر الناس اتبعوا الشيطان وعاندوا الأنبياء، وقبل أن ينزل الله شرعة الجهاد أراد أن يري البشر المصير دون جهاد حتى يروا تمام حكمة الشارع سبحانه وتعالى، فالمصير كان رهيباً: معاندة غبية من أغلب البشر وإتباع للشيطان حتى يضيق الأمر بالأنبياء عندما يرون أن الأمر يزداد سوءً يوما بعد يوم، وأن الكافر والمعاند لا يلد إلا ذرية يقوم بتربيتها على الكفر والمعاندة، فيلحق الجيل الذي بعده وهكذا الأجيال تفسد في الأرض وتنشر الكفر والفساد بين البشر، بل ويعمل هؤلاء على فتنة القلة المؤمنة سواء بضغط مباشر أو بفتنة علو الكفر وأهله في أعين القلة المستضعفة من المؤمنين ، ويكون مصير الجميع أهل الكفر ومن فتن وانقلب من القلة المؤمنة الجحيم المؤبد في الآخرة، وهذا الضيـق من الأنبياء ليس عندهم في شرعهم ما يدفعه سوى أن يدعوا الله أن ينزل عذابه على الكافرين ولو كانوا بالملايين، فينزل الله عذاباً هائلاً يليق بجبروته وغضبه لانتهاك حرماته ومحاربة أوليائه، عذاب يحقق العدل الغائب عن الأرض ولعذاب الآخرة أشد.
الجهاد في سبيل الله ، فهو أرحم بالبشرية من أن ينزل عليها عذاب الله الهائل مباشرة، فشرع الله لهذه الأمة القيام بعذاب من يستحق العذاب بأيدي المؤمنين ، مع نزول عذاب الله أحياناً لو تأخر أهل الإيمان أو تقاعسوا عن النهي والجهاد أو ينزل عذاب الله بصورة جزئية إعانة للمجاهدين خاصة في ظل ضعفهم كسنة من سنن الدعوات، قال تعال قَاتِلُوه يعذِّبهم اللّه بِأَيدِيكُم ويخزِهِم وينصركُم عليهم ويشفِ صدور قَومٍ مؤمِنِين. ويذْهِب غَيظَ قُلُوبِهم ِويتوب اللّه علَى من يشاء واللّه علِيم حكِيم.
وقال سبحانه: قُلْ هلْ تربصونَ بِنا إِلاَّ إِحدى الْحسنيينِ ونحن نتربص بِكُم أَن يصِيبكُم اللّه بِعذَابٍ من عِندِهِ أَو بِأَيدِينا فَتربصواْ إِنا معكُم متربصونَ.
فجعل الله في السيف وقفاً للكافرين عند حدهم ومنعاً لتماديهم وهداية لبعضهم، بينما عذاب الله الذي كان ينزل في السابق كان لا يبقي إلا المؤمنين.
من أسياف المسلمين التي نزلت على من يستحقها رحمة بالبشرية:
سيف على المشركين من العرب حتى يسلموا، قال تعالى (فَإِذَا انسلَخ الأَشهر الْحرم فَاقْتلُواْ الْمشرِكِين حيثُ وجدتموهم وخذُوهم واحصروهم واقْعدواْ لَهم كُلَّ مرصدٍ فَإِن تابواْ وأَقَامواْ الصلاَةَ وآتواْ الزكَاةَ فَخلُّواْ سبِيلَهم إِنَّ اللّه غَفُور رحِيم).
وسيف على اليهود والنصارى والمشركين من غير العرب حتى يسلموا أو يسترقوا أو يقادوا بهم وهم من سبوا ربهم بنسبة الولد له أو أشركوا به ، قال تعالى ( قَاتِلُواْ الَّذِين لاَ يؤمِنونَ بِاللّهِ ولاَ بِالْيومِ الآخِرِ ولاَ يحرمونَ ما حرم اللّه ورسولُه ولاَ يدِينونَ دِين الْحق مِن الَّذِين أُوتواْ الْكِتاب حتى يعطُواْ الْجِزيةَ عن يدٍ وهم صاغِرونَ وقَالَتِ الْيهود عزير ابن اللّهِ وقَالَت النصارى الْمسِيح ابن اللّهِ ذَلِك قَولُهم بِأَفْواهِهِم يضاهِؤونَ قَولَ الَّذِين كَفَرواْ مِن قَبلُ قَاتلَهم الله أَنى يؤفَكُونَ(. فرحمة بمن خلفهم نزل السيف عليهم وحتى يعود منهم من قدر الله له الهداية..
وسيف نزل على الممتنعين ممن ينتسب للقبلة، وهؤلاء إذا عمت فتنتهم ألحقوا بالبشرية العذاب، فلنأخذ الربا كمثال: وهو كما يقول شيخ الإسلام آخر المحرمات ومعصية ترتكب برضا الطرفين: (يا أيها الَّذِين آمنواْ لاَ تأْكُلُواْ الربا أَضعافًا مضاعفَةً واتقُواْ اللّه لَعلَّكُم تفْلِحونَ واتقُواْ النار الَّتِي أُعِدت لِلْكَافِرِينَ) لذلك نزل السيف على أهل البلد من المسلمين رحمة بهم إذا فعلوا هذه الكبيرة. ومن الأسياف أيضا التي تلحق بالسيف السابق السيف على كل مرتد حاكم أو محكوم ، علم هذا الدين ثم خرج منه يفتن المؤمنين وينشر الفساد والظلم في الأرض. وأن جميع أصناف المنكرين على أهل الإيمان العمل بالجهاد قد جروا على البشرية من القتل والدمار والفساد أكثر مما ينسبونه زوراً إلى أهل الجهاد.
أما اليهود والنصارى فقد ارتكبوا في القرن العشرين وحده من المذابح فيما بينهم، وعلى رقاب المسلمين ما لم يتم ارتكابه في تأريخ البشرية كلها ، حتى أن أقسى الناس سيرة كالتتار لم يسفكوا من الدماء مثلهم ، وقد أهدروا من أموال المسلمين وأموالهم - التي هي مال الله في الحقيقة - على ترويج الكفر والفسق والفجور بينما ملايين البشر تموت جوعاً ما لو تم تعداده في كتاب لما صدقته بعض العقول.
أما القوميون والبعثيون والديمقراطيون فقد جروا على الأمة من إفساد الدين وهلاك النفوس ما تقشعر له الأبدان، فما قام به صدام والأسد ومبارك وفهد والحزب الاشتراكي باليمن وغيرهم في جانب هلاك النفوس فقط يفوق من قتل في جميع حروب المجاهدين في هذا القرن، مع الفارق انهم أهلكوا الناس في سبيل الشيطان.
أما الحركات السلمية فإن تركهم للجهاد وحثهم للأمة على ترك الجهاد أهم أسباب نزول عذاب الله على الأمة، سواء بتسليط بعضنا على بعض - في غير نصرة الدين - أو بتسليط أعداء الله وتجرؤهم علينا أو بغير ذلك من الكوارث التي ينزلها الله كالزلازل ونحو ذلك.
والغريب أن هذه الحركات الإسلامية السلمية تأنف أن تضع أيديها في أيدي أهل التوحيد والجهاد، بل وتسوغ حرم واستئصالهم بحجة انهم يسببون القتل للأمة - زعموا - في حين أنه لا مانع لديهم من وضع أيديهم في أيدي طوائف وفرق وأحزاب سياسية ونصارى ممن ارتكبوا أكثر المذابح فظاعة ودناءة.
البشرية تنتقل من كفر إلى كفر أشد، ومن يتابع أحوال الغرب في العقود الأخيرة يرى بوضوح دركات الكفر والفسق التي ينزل فيها جيلا بعد جيل، بل وتظن أنها تزداد رقياً، فكفرها يتجذر يوماً بعد يوم، أما أمتنا فهي تنتقل من ضلال إلى الأكثر ضلالاً ما بين كفر وفسق، فالناس تموت على التعامل بالربا وعلى التحاكم للقوانين، وكل ذلك عاقبته العذاب في الدنيا والآخرة، ومن عذاب الدنيا تسلط من يكلف البشرية أضعاف أضعاف القتلى في الجهاد وفي سبيل رفعة دين الله، وكل ذلك من السنة القدرية التي قدرها الله على العباد ولهذا شرع القتال لهذه الأمة ليكف به بأس الكافرين ويعذب من يشاء ويتوب على من يشاء برحمته ممن يعرف بعلمه أنه يستحق الهداية، لذلك فالحل وعلاج ذلك كله بأن يقاتل الدعاة بكل ما تعنيه كلمة قتال من معنى، وفي ذلك كما قلنا تمام الرحمة بالعباد، حتى أنه يأتي أناس يوم القيامة يجرون إلى الجنة بالسلاسل كما في الحديث، فإن كان هناك عجز شرعي حقيقي وجب رفع العجز، قد يقول قائل أين الدعوة وأين الأمر بالمعروف ودرجاته أقول: الدعوة لها دور لم يفقهه القاعدون حتى الآن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له دور لم يفقهه ولم يقم به القاعدون حتى الآن.
ومن الأمثلة على التعاون بين الحركات الإسلامية واعداء المسلمين أنه عندما اشتعل الجهاد في مصر في بداية التسعينات من القرن الماضي اجتمع الإخوان مع شنودة زعيم طائفة الأرثوذكس - أكبر طوائف النصارى بمصر - والذي سجل قبلها شرائط توزع بين النصارى يسب فيها الرسول صلى الله عليه وسلم سباً صريحاً، وثبت عليه في السبعينات أنه كان يجمع السلاح ويدير المؤامرات مثل ما حـدث في الزاوية الحمراء وما بعدها، وكذلك قبل اللقاء مع الإخوان مباشرة صرح للصحف طاعناً في ديننا بما فيه سخرية من بعض أحكام الشرع التي تجعل [عدم الولاية للكافر].
قائلاً كذلك باستحالة أن تطبق الشريعة في مصر لرفضه ذلك حتى لا يصبح النصارى مواطنين من الدرجة الثانية - أقول اجتمع الإخوان مع هذا المجرم ليـدينوا الإرهـاب وعندما دخلوا عليه بادرهم بقوله: هل من يفعل ذلك شرب من نيل مصر وتربى على ترابها؟! فقالوا لا إنه ليس ابناً لهذا الوطن ونحو ذلك، ونسى الإخوان أن الله هو خالق هذا النيل وكل هذه النعم التي نسبوها للأرض والوطن!!
اترك تعليقا