نجيب أبو حيدر-الهوية من دون الطائفة
ولد في بلدة حمانا قضاء بعبدا في 30 كانون الثاني 1923 وهو ينتمي بالولادة إلى طائفة الروم الأرثوذكس.
والده إبراهيم أبو حيدر، وكان طبيباً أيضاً إذ تخرج من كلية الطب في الجامعة الأميركية في العام 1904 والتحق بالجيش البريطاني في السودان، وعاد إلى بلدته حمانا في العام 1921 حيث مارس مهنة الطب.
تلقى علومه الابتدائية في مدرسة حمانا وأكمل المرحلتين المتوسطة والثانوية في الانترناشونال كولدج في بيروت، وبعدها انتقل إلى الجامعة الأميركية لدراسة الطب وتخرج منها في العام 1948 وتابع دراسته لاحقاً في جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الأميركية حيث تخصص في الغدد الصماء.
عاد إلى لبنان في العام 1955 ومارس مهنة الطب في الجامعة الأميركية. والى جانب عمله الطبي مارس العمل العام والعمل السياسي.
فتولى رئاسة بلدية حمانا منذ العام 1963 واستمر حتى العام 1998 حيث كانت له بصمات في الحفاظ على الطابع التراثي المميز للبلدة وكذلك طابعها البيئي الفريد والمميز.
في العام 1967 أسس مع مجموعة الأصدقاء جمعية أصدقاء القدس وكان هدفها تعريف العالم بقضية القدس وحقيقة الهيمنة الإسرائيلية عليها.
في بداية العام 1971 عين وزيراً للتربية الوطنية والفنون الجميلة خلفاً للوزير غسان التويني واستمر في منصبه حتى استقالة الحكومة في العام 27-5-1972.
في العام 1975 وإبان الحرب اللبنانية شارك في تأسيس جبهة رأس بيروت الموحدة التي ضمت لبنانيين من مختلف الطوائف للإبقاء على التواصل في زمن انفلات وحش الطائفية والحرب.
وفي العام 1977 أسس الجمعية العربية للعلوم الطبية وتولى رئاستها، وفي العام 1992 عين رئيساً للجنة الوطنية للتربية العلم والثقافة في الاونيسكو.
إبان توليه وزارة التربية الوطنية كانت له مواقف جادة في معالجة أوضاع التعليم الرسمي فكان مقراً لحقوق المعلمين وفي الوقت نفسه رافضاً لجوءهم الدائم إلى الاضراب لفرض شروطهم على الحكومة.
في حياته كانت له العديد من المواقف والمحطات المهمة نتوقف عن ابرزها:
- إبان الحرب اللبنانية في أيلول من العام 1976 فوضه رئيس الحكومة وزير الإعلام رشيد كرامي، تسلم إدارة الإذاعة اللبنانية والوكالة الوطنية للإعلام لكن ربيع الخطيب مندوب جيش لبنان العربي الذي كان سيطر على الإذاعة منعه من استلام مهامه إلا بشروطه الأمر الذي رفضه أبو حيدر وامتنع عن تسلم مهامه.
- لم ترق مواقفه للمسلحين الذين عمدوا إلى ترهيبه فتعرض في أيار من العام 1976، وبعد عودته من مقابلة الرئيس المنتخب الياس سركيس، إلى عملية خطف في منطقة الحازمية ونقله الخاطفون إلى برمانا حيث سرقوا سيارته ومن ثم الإفراج عنه.
- ترأس إبان فترة الحرب تجمع لبنان الواحد الذي هدف إلى جمع اللبنانيين.
- تولى الأمانة العامة لجمعية العلوم والتقنيات التربوية.
- سئل عندما كان وزيراً للتربية عن إنجازاته في الوزارة فقال إنه يفخر بالأشخاص الذين عينوا أثناء توليه مهام الوزارة لاسيما بالدور المرسوم للمركز التربوي للبحوث والانماء، ولكن بعد سنوات أعلن “أن ظنه قد خاب في إنتاج المركز التربوي فمصيره أصبح على كف عفريت. نتيجة تجاذبه من قبل القوى التربوية والسياسية العاملة في لبنان وأنه يشعر بمرارة لما يحدث في المؤسسات التربوية طالباً من الدولة العمل لإحياء المركز التربوي ليتبوأ الدور الذي أنشيء من أجله في التخطيط للتربية ليس في لبنان فحسب بل في بقية الدول العربية أيضاً.
- كانت له مواقف جريئة ومتقدمة في رفض الطائفية والنظام الطائفي على غرار العديد من المفكرين قائلاً، إن كل ما حصل في لبنان منذ الاستقلال ينافي الدستور فأعطيت طوائف حقوقاً تتنافى مع هذه المواد في الدستور فإذا رجعنا إلى الدستور ومارسناه كما هو دون أي تعليق لكانت حالتنا اليوم أحسن مما عليه.
- أنها ليست الطائفية التي هي كارثة بل أن في الطائفة نفسها فئة تتحكم بها وتجعل من مؤسسات الدولة حكراً لها لأزلامها، وتخوّف من أن يصبح الذين يتعاطون الطائفية اليوم زعماء العلمانية غداً إذا طبقت العلمنة.
"الإصلاح يبدأ عندما يبدأ كل فرد بإصلاح نفسه خصوصاً المواطن المثقف... فالخطيئة ليست عند رجال السياسة والنصوص ولكن في الشعب“
- لقد استولت على لبنان فئات حاكمة أرادت أن تتحمل الحكم وتحمل مسؤولية الحكم وتصبح الدولة دولتها والشعب شعبها والبلاد بلادها، وكي تبقى في الحكم وتتهرب من المسؤولية كان عليها أن تقطف ثمار الحكم وتضع المسؤوليات على غيرها، ومثال فاضح على ذلك هو المؤسسة العسكرية، منذ العام 1975 تتجاذب المؤسسة العسكرية هبات ريح ساخنة وباردة. فتارةً نطيح بقائد الجيش وطوراً نعدل قانون الجيش وتبقى المؤسسة العسكرية تنقسم وتكبدنا الخسائر الكبيرة ومنذ العام 1976 لم أسمع وزير الدفاع مرة واحدة يدافع عن المؤسسة.
- في حال جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة فقد يتكل جميع الذين يتعاطون الطائفية اليوم ويدخلون الانتخابات ضمن قائمة واحدة وبالتالي يعودون إلى الحكم.
- الإصلاح يبدأ عندما يبدأ كل فرد بإصلاح نفسه خصوصاً المواطن المثقف الذي قبل المساومات والنواقص ولم يعارضها في وقتها، فالخطيئة ليست عند رجال السياسة والنصوص ولكن في الشعب”.
تزوج من السيدة نانسي نولان ولهم 3 أولاد وتوفي 5 تشرين الأول 2001.
اترك تعليقا