حدث في مثل هذا الشهر في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى
عمر المختار مجاهد ليبي وُلد في منطقة وادي البطنان ببرقة عام 1861، أتقن العلوم الشرعية من فقه، حديث وتفسير؛ شغلته ليبيا وشعبها فحقق بطولات في الدفاع عنها ضد الاستعمار الإيطالي الذي هدف إلى الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الليبية حتى أصبح يضرب به المثل كبطل، مجاهد ورائد ديني عظيم.
عمل المختار على الفور من أجل تهيئة البلاد لمواجهة الاستعمار عبر عقد المؤتمرات، تحفيز أبناء الشعب وتوعيتهم للخطر الاستعماري وتشجيعهم من أجل الدفاع عن بلدهم في أي لحظة ضد العدوان، فكانت حروب ومعارك استمرت طيلة 20 عاماً متّصلة بين هزيمة ونصر لم يعرف الاستسلام طريقاً لقلبه على الإطلاق.
في بادئ الأمر أسَّس عمر المختار معسكراً خاصاً به ضمّ نحو 1000 مقاتل، قبل أن يلتحق بالجيش العثماني مع العديد من المقاتلين مشكلين معسكراً كبيراً ولكن بعد إندلاع حروب البلقان عام 1912، أجبرت الدولة العثمانية على عقد صلح مع إيطاليا وفق «إتفاقية لوزان»، اضطرَّ قائد القوات العثمانية على أثرها الانسحاب إلى الأستانة مع العسكر العثمانيّين النظاميّين غير أن المجاهدين في ليبيا لم يطمئنوا للمستعمر الإيطالي وظلوا متمسكين بأسلحتهم وعلى أهبة الاستعداد بقيادة عمر المختار الذي تسلّم القتال ضد الطليان بكامل برقة، وحين قرّرت الحكومة الإيطالية تغيير سياستها تجاه ليبيا جذرياً، قالبة سياستها من الحوار والتفاهم إلى الحرب والإخضاع بالقوة، لاغيه جميع الاتفاقيات السابقة التي كانت قد أبرمتها كان المختار بالمرصاد.
نظراً لاستياء القوات الإيطالية من كثرة خسائرها فقد أصدرت عام 1919 قانوناً ينص على أنها ستحكم البلاد دون قهر غير أنها لم تتردد يوماً عن القيام بعمليات استفزازية منها زج العديد من المجاهدين في السجون والاعتداء على الملكيات المختلفة لهم، فكانت فترة ما بين 1923 و 1928 دامية، حروب عنيفة شنّت في أنحاء الجبل الأخضر أخذت تزداد شدّة عاماً بعد عام؛ أكثرها حدّة معركة الرحيبة الضارية عام 1927 التي تكبّد فيها الطليان خسائر جسيمة، وظّف المختار فيها كل خبراته القتالية ومعرفته بجغرافيَّة الصحراء، دروبها ومسالكها ليقود رجاله في حملات سريعة على الكتائب العسكرية الإيطاليَّة فاجأت المسئولين العسكريين مرّات عدّة، فكان النواة الأولى وحجر الأساس لمعسكرات الجبل الأخضر الثلاثة.
بدأت الحكومة الإيطالية بالتعرف على شخصية عمر المختار كقائد عسكري مسلم محنك يقوم بتكبيد الاستعمار العديد من الخسائر... ظل “أسد الصحراء” على مدار عشرين عاماً متصلة يشن الهجمات والمعارك على القوات الإيطالية دون أن يهدأ لحين جاء اليوم الذي خرج فيه مع قواته من المجاهدين من أجل استطلاع قوات العدو، فتمّت محاصرته هو وجنوده عندما كان متوجهاً لزيارة ضريح الصحابي رويفع بن ثابت بمدينة البيضاء، وتم نقله إلى ميناء سوسة ومن هناك إلى بنغازي حيث مكث بسجنها أربعة أيام حتى يوم المحاكمة في 15 أيلول 1931، وعندها تلا عليه القائد الإيطالي بنود التهم الموجهة إليه فلم ينكرها بل أكد أن تعاليم الإسلام أوجبت عليه الجهاد ضد المعتدين المحتلين لبلده، فصدر الحكم على عمر المختار بالإعدام شنقاً وهو الحكم الذي أعدته الحكومة الإيطالية مسبقاً حتى من قبل أن تبدأ المحاكمة. في اليوم التالي للمحاكمة، كانت المشنقة معدة على مرأى من عائلته وجنوده وشعبه وكان حينها في العقد السبعين من عمره، ليترك للتاريخ ذكرى بطل عربي أبى أن تخضع بلاده للذل والهوان من قبل المستعمر وظل لآخر نفس يهتف بحبها ويسعى لتخليص شعبه من نيران الاستعمار.
حاولت إيطاليا الاستفادة من مقتل عمر المختار، فعملت على استمالة المجاهدين إليها وإقناعهم أنّ المقاومة لا فائدة تُرجى منها بعد أن سقط الرأس المُدبّر، لكن المجاهدين أبوا واجتمعوا وانتخبوا الشيخ يوسف المسماري قائدًا للجهاد الإسلامي بعد عمر المختار الذي حثّ الناس على الانخراط في جيش المجاهدين وحمل السلاح لمكافحة الجيوش، فواصلت الحكومة الإيطالية حملات الانتقام ضدهم، حتى كانت الموقعة الحاسمة عند الحدود المصريَّة قرب الأسلاك الشائكة، فاجتاز الأسلاك بعض المجاهدين وقتل منهم عدد وأُسر عدد آخر، ولم يبقَ إلّا بعض الشيوخ القادة وبهذه النهاية تعثرت خطوات المجاهدين وأخمدت حركة الجهاد في ليبيا وعملت إيطاليا على خلق هويَّة جديدة للبلاد طيلة 11 عامًا، لكنها سرعان ما انشغلت بنشوب الحرب العالمية الثانية، التي خرجت منها خاسرة بعد بضع سنوات وانسحبت كليًّا من ليبيا في 7 نيسان 1943.
عمل المختار على الفور من أجل تهيئة البلاد لمواجهة الاستعمار عبر عقد المؤتمرات، تحفيز أبناء الشعب وتوعيتهم للخطر الاستعماري وتشجيعهم من أجل الدفاع عن بلدهم في أي لحظة ضد العدوان، فكانت حروب ومعارك استمرت طيلة 20 عاماً متّصلة بين هزيمة ونصر لم يعرف الاستسلام طريقاً لقلبه على الإطلاق.
في بادئ الأمر أسَّس عمر المختار معسكراً خاصاً به ضمّ نحو 1000 مقاتل، قبل أن يلتحق بالجيش العثماني مع العديد من المقاتلين مشكلين معسكراً كبيراً ولكن بعد إندلاع حروب البلقان عام 1912، أجبرت الدولة العثمانية على عقد صلح مع إيطاليا وفق «إتفاقية لوزان»، اضطرَّ قائد القوات العثمانية على أثرها الانسحاب إلى الأستانة مع العسكر العثمانيّين النظاميّين غير أن المجاهدين في ليبيا لم يطمئنوا للمستعمر الإيطالي وظلوا متمسكين بأسلحتهم وعلى أهبة الاستعداد بقيادة عمر المختار الذي تسلّم القتال ضد الطليان بكامل برقة، وحين قرّرت الحكومة الإيطالية تغيير سياستها تجاه ليبيا جذرياً، قالبة سياستها من الحوار والتفاهم إلى الحرب والإخضاع بالقوة، لاغيه جميع الاتفاقيات السابقة التي كانت قد أبرمتها كان المختار بالمرصاد.
نظراً لاستياء القوات الإيطالية من كثرة خسائرها فقد أصدرت عام 1919 قانوناً ينص على أنها ستحكم البلاد دون قهر غير أنها لم تتردد يوماً عن القيام بعمليات استفزازية منها زج العديد من المجاهدين في السجون والاعتداء على الملكيات المختلفة لهم، فكانت فترة ما بين 1923 و 1928 دامية، حروب عنيفة شنّت في أنحاء الجبل الأخضر أخذت تزداد شدّة عاماً بعد عام؛ أكثرها حدّة معركة الرحيبة الضارية عام 1927 التي تكبّد فيها الطليان خسائر جسيمة، وظّف المختار فيها كل خبراته القتالية ومعرفته بجغرافيَّة الصحراء، دروبها ومسالكها ليقود رجاله في حملات سريعة على الكتائب العسكرية الإيطاليَّة فاجأت المسئولين العسكريين مرّات عدّة، فكان النواة الأولى وحجر الأساس لمعسكرات الجبل الأخضر الثلاثة.
بدأت الحكومة الإيطالية بالتعرف على شخصية عمر المختار كقائد عسكري مسلم محنك يقوم بتكبيد الاستعمار العديد من الخسائر... ظل “أسد الصحراء” على مدار عشرين عاماً متصلة يشن الهجمات والمعارك على القوات الإيطالية دون أن يهدأ لحين جاء اليوم الذي خرج فيه مع قواته من المجاهدين من أجل استطلاع قوات العدو، فتمّت محاصرته هو وجنوده عندما كان متوجهاً لزيارة ضريح الصحابي رويفع بن ثابت بمدينة البيضاء، وتم نقله إلى ميناء سوسة ومن هناك إلى بنغازي حيث مكث بسجنها أربعة أيام حتى يوم المحاكمة في 15 أيلول 1931، وعندها تلا عليه القائد الإيطالي بنود التهم الموجهة إليه فلم ينكرها بل أكد أن تعاليم الإسلام أوجبت عليه الجهاد ضد المعتدين المحتلين لبلده، فصدر الحكم على عمر المختار بالإعدام شنقاً وهو الحكم الذي أعدته الحكومة الإيطالية مسبقاً حتى من قبل أن تبدأ المحاكمة. في اليوم التالي للمحاكمة، كانت المشنقة معدة على مرأى من عائلته وجنوده وشعبه وكان حينها في العقد السبعين من عمره، ليترك للتاريخ ذكرى بطل عربي أبى أن تخضع بلاده للذل والهوان من قبل المستعمر وظل لآخر نفس يهتف بحبها ويسعى لتخليص شعبه من نيران الاستعمار.
حاولت إيطاليا الاستفادة من مقتل عمر المختار، فعملت على استمالة المجاهدين إليها وإقناعهم أنّ المقاومة لا فائدة تُرجى منها بعد أن سقط الرأس المُدبّر، لكن المجاهدين أبوا واجتمعوا وانتخبوا الشيخ يوسف المسماري قائدًا للجهاد الإسلامي بعد عمر المختار الذي حثّ الناس على الانخراط في جيش المجاهدين وحمل السلاح لمكافحة الجيوش، فواصلت الحكومة الإيطالية حملات الانتقام ضدهم، حتى كانت الموقعة الحاسمة عند الحدود المصريَّة قرب الأسلاك الشائكة، فاجتاز الأسلاك بعض المجاهدين وقتل منهم عدد وأُسر عدد آخر، ولم يبقَ إلّا بعض الشيوخ القادة وبهذه النهاية تعثرت خطوات المجاهدين وأخمدت حركة الجهاد في ليبيا وعملت إيطاليا على خلق هويَّة جديدة للبلاد طيلة 11 عامًا، لكنها سرعان ما انشغلت بنشوب الحرب العالمية الثانية، التي خرجت منها خاسرة بعد بضع سنوات وانسحبت كليًّا من ليبيا في 7 نيسان 1943.
اترك تعليقا