منير الخطيب-مهندساً وبروفيسوراً ورائدًا في مجاله
الولادة والنشأة

ولد محمد منير نجيب الخطيب، والدته أدال الخطيب، في بلدة مزبود في إقليم الخروب في قضاء الشوف في العام 1927.

السيرة العلمية

تابع منير الخطيب دراسته الثانوية في مدرسة الأخوة المريميين في صيدا لينتقل من بعدها إلى المقاصد. كان حلمه التخصص في هندسة الطيران، لكنّه عاد واختار الهندسة المدنية . حاز على البكالوريس  في الهندسة المدنية من جامعة متشغن في الولايات المتحدة الأميركية في العام 1953، كما حاز في العام 1955 على شهادة الدراسات العليا في الهندسة المدنية من الجامعة ذاتها. عمل الخطيب كمصمّم هندسي إنشائي لسنتين متتاليتين في الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى بيروت في العام 1957 ليحقّق هدفه بإنشاء شركة هندسية تنطلق من لبنان وتتوسّع إلى العالم العربي والعالم. 
 

السيرة العملية

في العام 1959، أنشأ منير الخطيب شركة الاتحاد الهندسي، التي أصبحت تعرف فيما بعد باسم شركة خطيب وعلمي اثر انضمام الدكتور المهندس زهير العلمي إليها عام 1963. ساهم النقص في الشركات الهندسية الاستشارية آنذاك في جعل خطيب وعلمي تتربّع على عرش الريادة في مجالها. ولم تلبث أن تطوّرت الشراكة الجديدة  فارتقت بالشركة خلال فترة وجيزة إلى مقدّمة الشركات الهندسية الذائعة الصيت في العالم العربي والعالم الخارجي. 

تبوأت الشركة موقعًا متقدمًا كواحدة من بين أكبر 50 شركة هندسية عالمية بفضل التزامها معاييرالكفاءة والتفوّق والأخلاقيات المهنية. لم يقتصر عمل منير الخطيب على رئاسة مجلس الإدارة فحسب، بل كان حريصًا على متابعة التطوّر التقني للشركة عن قرب وشكّل اجتهاده وتفانيه دافعًا مكّن خطيب وعلمي من إنجاز العديد من المشاريع الهندسية والخدمات الاستشارية. وما البنى التحتية الضخمة والمباني والإنشاءات والمدن التي صمّمت وشيّدت في العالم العربي إلا دليل على إنجازات الشركة وعراقة خبرتها. 
تنشط الشركة حاليًا في العديد من دول العالم، بما فيها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر والكويت والبحرين والعراق وسوريا وفلسطين والأردن وليبيا والجزائر والمغرب والسودان واثيوبيا ونيجيريا والغابون وكازخستان وبلجيكا والولايات المتّحدة الأميركية. وهي تضمّ أكثر من 5000 مهندسًا وفنيًا وإداريًا من كافة الاختصاصات والجنسيات بما فيها المدنية والميكانيكية والصناعية والكهربائية والبيئية  اضافة الى نظم المعلومات الجغرافية والإشراف على تنفيذ المشاريع الإنمائية وغيرها. ومنذ العام 1984 كانت الشركة ولا تزال تحافظ على مرتبتها وموقعها المتقدم ضمن أول مائة شركة تصميم عالمية كما ورد في مجلة(Engineering News Record ENR).
 

المناصب

أثبت منير الخطيب جدارته وقدرته والتزامه المهام في الحقل الخاص، الأمر الذي جعله يستحق عددًا من المناصب في الحقل العام على حدّ سواء، فتولّى رئاسة مجلس إدارة المصلحة الوطنية للتعمير على مدى عشر سنوات (1967-1977) وهي المصلحة الحكومية التي تولت إعادة اعمار القرى التي ضربها الزلزال في العام 1956 ونالت بلدات إقليم الخروب القسم الأكبر من الأضرار. كما تمّ تعيينه عضوًا في مجلس إدارة مجلس الجنوب عند تشكيله لمدّة خمس سنوات.

“اهتمام الخطيب بالأعمال الخاصة والحكومية لم يحدّ من ولعه بالعلم والتعليم والطلاب المتفوقين، إذ كان أستاذاً محاضراً في الجامعة الأميركية في بيروت لمدة 20 عاماً“
انتخب نقيباً للمهندسين في العام 1991 حيث ترك بصمات واضحة في عمل النقابة وتطويرها فأعاد بيت المهندس إلى حالته الطبيعية بعد احتراقه إبان الحرب، وأنشأ نظام تسجيل معاملات البناء، كما وضع النظام الداخلي لعمل الجهاز الفني بهدف تنظيم وضبط آلية العمل في النقابة. بذل  الخطيب كل المساعي اللازمة لتنشيط دور النقابة وكانت له إسهامات هامّة في القوانين المتعلقة بالبناء.
اهتمام الخطيب بالأعمال الخاصة والحكومية لم يحدّ من ولعه بالعلم والتعليم والطلاب المتفوقين، إذ كان أستاذاً محاضراً في الجامعة الأميركية في بيروت لمدة 20 عاماً (من العام 1957 وحتى العام 1973 وثم من العام 1982 وحتى العام 1986).

وقد أفاد الخطيب في كلمته خلال الحفل الذي نظّمته كلية الهندسة في الجامعة الأميركية في بيروت  تكريمًا لعطاءاته ولعطاءات شريكه زهير علمي في أيلول 2009:

“على الرغم من النجاح العالمي لشركتي، لا زلت أعتزّ بالفترة التي قضيتها كأستاذ محاضر في الجامعة الأميركية في بيروت وأعتبرعا أجمل أيام حياتي“
منح الخطيب وسام الشرف من جمعية خريجي كلية الهندسة العالمية في الجامعة الاميركية، كما أنّه نال في العام 2003 وسام الأرز الوطني من رتبة ظابط.
 

الحياة العائلية

تزوج من قريبته السيدة جميلة الخطيب، ابنة النائب والوزير المرحوم أنور الخطيب، وشقيقة النائب الوزير الأسبق زاهير الخطيب، ولهما 4 أولاد: ادال، سمر، ريما ونجيب.

توفي في 23 أيلول 2010 عن عمر 84 سنة، كانت حافلة بالعمل والعطاءات وشكلت قدوة في النجاح والعصامية. جسّد الخطيب نموذجًا يحتذى به بالقيادية والرؤيا ولا زالت المبادىء التي اعتنقها ومارسها خلال حياته مصدر إلهام للأجيال.

وتخليداً لذكراه قدمت عائلته في العام 2011 منحة للجامعة اللبنانية الأميركية بقيمة 750 ألف دولار تخصص لدعم كلية الهندسة في الجامعة.  

اترك تعليقا