السّفرة إلى أميركا
لا، لن أرى وجهك يا أماه، سأموت هنا. بقيت أكثر من يوم كامل ملقى على فراشي، لا أكل ولا اشرب. كنت انتظر الموت. وهدأت العاصفة، ونجت روما من الغرق. وحمدت الله على كرمه ومنه. وبعد يومين سألنا: متى نصل؟ لقد ضاقت نفوسنا من سفر البحر. قالوا: بعد يومين.
وما إن أنبلج صبح اليوم الذي كنا نصل فيه إلى البر، حتى كنت قد لبست ملابسي، وصعدت إلى ظهر السفينة. ولكني لم أر تمثال الحرية، بل كنا نسير في مجرى مائي، واليابسة من على شمالنا، ومن على يميننا. فسألنا نوتياً: أين نحن؟ قال: في الطريق إلى مدينة بروفيدنس عاصمة ولاية رود ايلند. ونيويورك؟ قال : تذهبون إليها بواسطة القطار، الذي يغادر هذا الميناء عند التاسعة صباحاً. ورحت أتفرج على اللافتات المقامة على جوانب هذا المجرى (خليجاً كان، أم نهراً، أم بوغازاً، لا أعرف) فلفت نظري لوح عظيم مكتوب عليه hot dogs (كلاب ساخنة) ما عساه أن يكون؟ وعلى لوح آخر : lucky strike (ضربة أو صدفة جميلة) وما عسى أن يكون هذا؟ أهو ترحيب بنا؟
اترك تعليقا