الحركة الثقافية - انطلياس

التأسيس

نشأت الحركة عام 1978 إبان الحرب الأهلية اللبنانية كصرخة ضد التطرف والعنف والتزلف وحصلت على ترخيص رسمي عام 1984 ويتولّى الدكتور عصام خليفة منصب الأمين العام للحركة حاليًا. رغم وجودها في كنف الرهبنة المارونية (دير مارالياس-انطلياس)، ليست الحركة بنادٍ أو حزبٍ أو جمعية دينية بل شكل من أشكال العلمانية غير المرتهنة.

تهدف الحركة الثقافية إلى تأمين المناخ الأمثل الذي يؤسس لحوار صريح ومنفتح في شتّى الميادين بين مختلف التيارات والاتجاهات بغية ترسيخ الوحدة الوطنية على أساس الاستقلال والتقدم والانفتاح وتعزيز قيم الديمقراطية والحرية والسلام وحقوق الإنسان، فهي تجمع شرائح المجتمع كافةً بهدف توفير معرفة ذات مستوى يليق بالإنسان المثقف.

النشاطات

تنشط الحركة على أكثر من جبهة وتقوم بفضل تضافر جهود أعضائها بتنظيم العديد من الندوات والمحاضرات والأنشطة الثقافية الثابتة يتقدّمها المهرجان اللبناني للكتاب، والذي يشكّل الحدث السنوي الأبرز والأكثر ترقّبًا. يقام المهرجان في السبت الأول من شهر آذار ويستمر لمدة أسبوعين. يتخلّل المهرجان الأنشطة التالية:

معرض الكتاب

يعتبر هذا المعرض فسحةً للاحتفاء بالأدباء والكتّاب والتشديد على أهمية الكتاب ودوره في توسيع آفاق العلم والمعرفة، ودعوة الجهات المعنية في القطاعين والخاص إلى بذل ما يلزم من جهود للترويج لصناعة الكتب والحث على القراءة والطباعة والنشر. يعتبر هذا المعرض المصدر الوحيد الذي يؤمن التمويل للحركة كي تستمر بإقامة النشاطات الأخرى ويتخلله ما يقارب المئة نشاط طوال فترة المهرجان (ندوات - تواقيع - تكريم - مئويات فنانين ومثقفين ورجال علم - يوم المرأة - يوم المعلم وتكريم أعلام الثقافة).

في المهرجان اهتمام خاص بالطلاب والتلامذة من خلال أنشطة صباحية مختلفة، حيث يتم التنسيق مع إدارات المدارس للقاءات تجمع الطلاب بأحد الفنانين أو الرياضيين، وتطرح مواضيع تربوية ونفسية واجتماعية وحلقات توجيه صحي وغذائي. كما يتم عرض مسرحيات لأعمار معينة ويصار إلى توزيع جوائز على الفائزين في مسابقات في الثقافة العامة.

وتقدم لوحات تكريمية خاصة كإحياء ذكرى بعض كبار الأعلام اللبنانية، إضافة إلى توقيع العديد من المؤلفين على كتبهم الصادرة حديثا. كما تنصب منصة لعرض جديد المعرض وأحدث إصدارات الناشرين.

تكريم أعلام الثقافة

يتخلّل المهرجان تكريس لتقليدٍ قديمٍ هو تكريم رعيل جديد من أعلام الثقافة في لبنان الذين أغنوا تراثنا الثقافي على مدى عقود بنتاجهم الأدبية والفكري والعلمي والإبداعي. وفي هذه المناسبة، تعقد ندوات تكريمية حول المحتفى بهم الذين تطبع سيرتهم الذاتية في كتيب سنوي بعنوان «أعلام الثقافة في لبنان». والمعلوم أنّ الحركة بادرت منذ فترة ليست ببعيدة إلى توجيه تحية تقدير لعددٍ من الثقفين العرب من روائيين ومؤرخين وغيرهم، في التفاتةٍ رمزية تثبت التزام الجمعية ولبنان العروبة والقضايا العربية الجمعية. وقد اختتمت الحركة المهرجان اللبناني للكتاب 33 لهذا العام، أمسية تكريمية للفنان الراحل وديع الصافي بمشاركة نخبة من الفنّانين والمثقفين.

المؤتمر الثقافي الوطني

تنظم الحركة الثقافية سنوياً مؤتمرًا حول أهم القضايا الوطنية اللبنانية حيث يشارك فيه أكاديميون وكتاب وباحثون في مختلف الميادين من لبنان والخارج ويتم مناقشة موضوع المؤتمر بشكل علمي محض.

المشاريع المستقبلية

على الرغم من الصعوبات التي تواجه المؤسسة خاصة من الناحية المادية حيث تراجعت واردات المعرض بشكل ملحوظ، تعتزم الحركة إصدار موسوعة «أعلام الثقافة في لبنان» لما لهذه الموسوعة من أهمية في توثيق الأعمال الثقافية والمنتجات الأدبية والفكرية لكبار المفكرين والمبدعين في لبنان.

التحديّات

تشكو الحركة حاليًا من تراجع الحضور الثقافي على الساحة اللبنانية وعدم اهتمام الجيل الجديد بالنواحي الثقافية والفكرية مما يشكل خطراً على الاستمرارية كما أنّها تحاول تأمين التمويل الكافي في ظل تراجع ملحوظ في الموارد الماليّة التي تؤمنها واردات المعرض. ويعزو القيّمون على الحركة هذا الأمر إلى تردّي الوضع الاقتصادي والصعوبات المعيشية التي يختبرها الناس عمومًا ممّا يخفّض من وتيرة ارتيادهم للمعارض وينعكس بالتالي على مشاركة دور النشر وتراجع إنتاجها أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض التقصير من ناحية التغطية الإعلامية إذ ما من مواكبة يومية لأعمال المهرجان مما يشكل عائقا أمام معرفة الناس بما يدور في المهرجان مع العلم أن الحركة هي التي تقوم بتحضير التقارير للإعلاميين. 

اترك تعليقا