حكاية عُمر : 37 عاما مع الآي سي - نبيل رحّال
وهكذا بدأت المسيرة...
يروى «نبيل رحال» في كتابه الصادر عن الشركة العالمية للكتاب بطبعته الأولى عام 2004، رحلته في الإنترناشونال كولدج الآي سي، فيتحدث بداية عن تاريخ تأسيسها عام 1891 في إزمير بتركيا على يد الأميركي الكسندر ماك لاخلان (Alexander Mac Lakhlan) ووضعها الأكاديمي القانوني، ومن ثم انتقالها إلى بيروت بعد أن قيّدت القوانين التركية المستحدثة التعليم بقيود أفقدته ليبراليته وحريّته ثمّ يتوقّف عند انفصالها النهائي عن الجامعة الأميركية عام 1961 بسبب الضائقة المالية التي عصفت بهذه الأخيرة.
إلتحاقه بالآي سي وبداية مشواره فيها ومعها كان عام 1964 كمعلّم، فمرشداً طالبياً عام 1973، فمساعداً لرئيسها عام 1976، فمديراً للقسم المتوسط عام 1981، فمديراً للقسم الثانوي عام 1986 وصولاً لنائب الرئيس للتنمية وشؤون الخريجين والعلاقات العامة من عام 1996 حتى تقاعده. يستعرض أسباب التحاقه بالأكاديمية و من ثم الأزمات التي واجهها مع اليمين الطلابي المدعوم من الكتائب اللبنانية حينها واليسار الطلابي المدعوم من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ومع المليشيات التي حكمت لبنان خلال فترة غياب الدولة، في خضمّ الحرب الأهلية عام 1976 وصولاً للإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وما نجم عنهما من أثر على قطاع التربية والتعليم... كانت سنوات العذابات والمعاناة التي لا تنسى... «لكننا صمدنا على مضض وتحمّلنا ما حملته من تهديد للمؤسسة ككيان وللقائمين عليها كوجود بشري».
لم يغفل الكاتب بين مذكراته عن ذكر بعض الأحداث من زمن الوسايط والمحسوبيات والفلتان الأمني: «كان بين الذين قدّموا طلبات للدخول إلى صفّ الحضانة إبنة شقيقة أحد كبار النافذين في البلد... صدرت اللائحة... لم تكن قريبة النافذ بين الأسماء المقبولة... في اليوم التالي دخل أربعة مسلحين...».
بعد ذلك يخوض في الحديث عن تركيبة مجلس أمناء الآي سي فيتوقّف عند المجلس وأعضائه وطريقة انتخابهم ووظائفهم؛ ويخصّص هامشاً لرؤساء الآي سي الخمسة الذين عرفهم وعمل معهم واحتكّ بهم عن قرب، محلّلاً شخصياتهم ومحدّداً إختصاصاتهم وما قاموا به من تحسينات في الأكاديمية.
أما جمعية خريجي الآي سي فكان لها وقفة طويلة في هذه المذكرات حيث قام نبيل رحّال بالتحدث عن الجمعية ككلّ، محدّداً تاريخ إطلاقها، أعضاء هيئتها وطرق انتخابهم، متباهياً بإثني عشر ألف خريج و خريجة يحتلّون حيثما وُجدوا مراكز إجتماعية و مالية مرموقة فهم أطباء و مهندسون وأكاديميون و سياسيون ورجال مال وأعمال. ولدور كشافة الآي سي المتممّ لدور المدرسة وقفة من الكاتب.
وقد كان «لمحيو» و«لشوقي» مكانة بارزة إذ أن صاحب المذكرات قد خصصهما بفصل خاص تحدث فيه عن هاتين الشخصيتين البارزتين من الأكاديمية فمحيو هو صاحب دكان في الآي سي وشوقي كما قال هو «لولب الكافيتريا»، إضافة لإيليا رجيلي الذي يترك الزوار والأساتذة له سياراتهم.
في نهاية كتابه أهدى رحّال حكاية الـ 37 سنة من عمره إلى عائلة الآي سي الكبرى، من براغي المدرسة التي تسهّل عمل المحرّك أي الجنود المجهولين إلى الموتور الرئيسي، من مدراء، أساتذة و طلاّب. ولا شيء أخيراً أجمل من الذكريات التي تظهرها الصور في مناسبات مختلفة تجسيداً لمسيرة صاحب المذكرات في الآي سي بدءاً من نهاية المشوار ورجوعاً إلى بداياته.
اترك تعليقا