هل كانت كليوباترا صارخة الجمال فعلًا؟

الحقيقة:

ما من براهين تاريخيّة موثّقة حول الملامح الأخّاذة والمغرية التي أقرنت بكليوباترا، حتى أنّ الآثار القديمة التي تصوّر معالمها قد تفيد خلاف ذلك.

من المرجّح أنّ التصوّر الشائع حول كليوباترا كحاكمة تتميّز بالسحر والحنكة يرتكز على شخصيّتها وذكائها وليس على مظهرها الخارجي. صحيحٌ أنها أغوت أشهر القادة الرومان كيوليوس قيصر ومارك أنطونيوس، لكن مردّ ذلك قد لا يكون إلى مفاتنها الخارجية، فالواقع أنّ المؤرخين القدامى لم يتطرّقوا يومًا بشكلٍ مباشر إلى جمالها الخارجي ناهيك عن أنّ صور الملكة الفرعونية على العملات المعدنية القديمة تفتقر كليًا إلى مسحة الجمال والجاذبية حيث تبدو ذات جبهةٍ صغيرة، وأنفٍ كبير ولها فم صغير وذقن طويلة، أي أنها لا تمتّ للحسناء إليزابيث تايلور بأيّ صلة.

في العام 2001، أعاد المتحف البريطاني تسليط الضوء على هذه المسألة من خلال عرض تماثيل رخاميّة تجسّد الملكة الفرعونية. وقد أظهرت هذه التماثيل، التي أقرّ العديد من المؤرخين بأنّها تمثّل كليوبترا، امرأةً صغيرة الحجم، ذات ملامح وتعابير حادّة. يقول المؤرخ الإغريقي بلوتارخ في كتابه حول "حياة مارك أنطونيوس": " لم يكن جمالها الفعلي (أي كليوبترا) على نحوٍ عالٍ من الروعة يضعها خارج المقارنة أو يذهل كلّ من نظر إليها، لكنّها كانت ذات حضور قوي تصعب مقاومته... وكانت الشخصية المحيطة بكل ما تقوله أو تقوم به تسحر الألباب."

لا زلنا حتى اليوم عاجزين عن الكشف عن الشكل الدقيق للملكة، لكنّ الرسوم الأكثر قربًا من الواقع لا تنطوي على الجمال الأخّاذ الذي ابتدعته أفلام السينما، وما غياب الكتابات التي تصف جمالها إلا تأكيدًا على هذا الأمر. وعليه، تبقى الصورة المزعومة عن الملكة مجرّد تكهّنات لا أساس لها، أما جاذبية شخصيتها فهي تعزى إلى ما كانت تتمتع به من كاريزما وبلاغة خطابية واتقّاد ذهني. 

اترك تعليقا