كيف تفكر القاعدة (3) - الموقف من المسيحيين والعلمانيين
وفيما يلي تصوّر القاعدة حول مسألة المسيحيين وكيفية قتالهم وإذا ما كانوا أهل كتاب أم كفّار، على أن ننشر في أعداد لاحقة المزيد عن تلك الأفكار التي نوردها كما وردتنا من بعض المصادر المطّلعة.
"اليهود والنصارى ارتكبوا في القرن العشرين وحده من المذابح فيما بينهم، وعلى رقاب المسلمين ما لم يتم ارتكابه في تاريخ البشرية كلها، حتى أن أقسى الناس سيرة كالتتار لم يسفكوا من الدماء مثلهم، وقد أهدروا من أموال المسلمين وأموالهم - التي هي مال الله في الحقيقة - على ترويج الكفر والفسق والفجور بينما ملايين البشر تموت جوعاً ما لو تم تعداده في كتاب لما صدقته بعض العقول.
أما القوميون والبعثيون والديمقراطيون فقد جروا على الأمة من إفساد الدين وهلاك النفوس ما تقشعر له الأبدان ، فما قام به صدام والأسد ومبارك وفهد والحزب الاشتراكي باليمن وغيرهم في جانب هلاك النفوس فقط يفوق من قتل في جميع حروب المجاهدين في هذا القرن، مع الفارق أنهم أهلكوا الناس في سبيل الشيطان، بينما المجاهدون قاموا بذلك في سبيل الحق والعدل و نصرة دين الله، ودفعاً لعذاب الله أن يترك على الأمة - فيجب أن تنتبه لذلك أنه لو لم يقم الجهاد في بلد لأنزل الله من العذاب عليه أو من تمكن الكفر ما يتضاءل بجواره أي مفاسد متوهمة من الجهاد والتي هي في حقيقتها من أفعال المجرمين ولا تلام عليها فريضة الجهاد بحال
أما الحركات السلمية فإن تركهم للجهاد وحثهم للأمة على ترك الجهاد أهم أسباب نزول عذاب الله على الأمة، سواء بتسليط بعضنا على بعض - في غير نصرة الدين - أو بتسليط أعداء الله وتجرؤهم علينا أو بغير ذلك من الكوارث التي ينزلها الله كالزلازل ونحو ذلك.
إذا وقع في أيدينا أحد من أهل الكفر الأصلي أو أهل الردة، ووجدنا أنه لا خطورة كبيرة من العفو عنهم، وترجح لنا أن يؤدي ذلك إلى تأليف قلوبهم ومن ثم انضمامهم وإتباعهم لأهل الإيمان أو على الأقل كف شر إتباعهم عنا - مع الملاحظة أنه لا عفو عن المرتد إلا إذا أسلم، ونحن حال إسلامه مخيرون بين العفو أو القتل لأنه تاب بعد القدرة - أقول إذا ترجح لنا ذلك ولم يكن هناك مصالح من قتلهم تفوق مصالح العفو، فإن ذلك يكون من الوسائل الناجعة للاستقطاب.
- تأريخ الحركات الإسلامية التي خاضت يوماً ما قتالاً في مواجهة اليهود أو النصارى أو المرتدين ملئ بمهازل ونزع فيها ممن يستهدف فئات من الطواغيت أو جندهم أو مناصروهم صفة الإسلام وما عبارة حسن البنا- غفر الله لنا وله- عن من قاموا بعمليات ضد عملاء الاحتلال وأعوان الطواغيت - والذين سلم بعض منهم فلسطين لليهود - عنا ببعيد، حيث قام باستنكار ذلك حتى أنه قال عنهم في إحدى بياناته: (ليسوا إخواناً وليسو مسلمين)، وتم القضاء على حركات كادت أن تؤتي ثمارها بمثل هذه الآراء التي صدرت عن ضعف علمي بالشرع أو بالواقع .
ومن الأمثلة في ذلك الجانب أيضاً في تسعينات القرن الفائت عندما خرج بعض القيادات من أنصاف العلماء في الجماعة الإسلامية في مصر- قبل بداية الفتنة في مواقف وصفوف الجماعة - بتبني أحكام شرعية بتحريم استهداف فئات في حين أن الجناح العسكري تجنب استهدافهم لغرض تكتيكي سياسي، وكانت إصدارات الجماعة السابقة وفتاوى أميرها الشيخ عمر عبد الرحمن، فك الله أسره، بجواز وشرعية استهداف مثل تلك الفئات، ومن ثم بدأت بعد ذلك البلبلة في صفوف الشباب المجاهد، ثم لما بدأت الفتنة توسعت بعض القيادات في ذلك الأمر فجرمت استهداف فئات استهدفها مجاهدو الجماعة من قبل تبعاً لفتاوى وأدلة مؤصلة وصحيحة تجيز وتوجب استهداف تلك الفئات، فباعت بذلك دماء شهدائها، وبدأ الانهيار في صفوف المجاهدين خاصة في وجود عوامل أخرى.
لذا فكما حذرناك أخي المجاهد من استهداف فئات تبعاً لفتاوى أنصاف العلماء، فنحذرك أيضاً من الكف والتورع عمن يجب استئصالهم رحمة بالمؤمنين ورفعة وانتصاراً للدين تبعاً لفتاوى أنصاف العلماء او أقاويل أهل الإرجاف والجهل، أما تأجيل استهداف فئات منهم تبعاً لنظرة القيادة العليا أو القيادات الميدانية في المناطق فذلك يدخل في نطاق صلاحياتهم تبعاً لاجتهادهم فيما فيه مصلحة العمل الجهادي، لكن الحذر كل الحذر من أن يأتي متحذلق فيؤصل أن ذلك التأجيل بسبب أن هذه الفئات لا يجوز استهدافها. "
اترك تعليقا