بالإضافة إلى رعايتها للأشخاص المصابين بالإعاقة وسعيها لتؤمن لهم سبل العيش الكريم، تهدف جمعية «أنت أخي» إلى جعل الغلبة لجوهر الإنسان وليس مظهره وإلى تعزيز مبادىء المشاركة والتعامل والإخاء في بيئة خالية من القيود والمعوّقات والنظرات المسبوقة والمغلوطة حول الإعاقة والمعاقين.

الشروط والمعوّقات

«أنت أخي» جمعية رديفة لمؤسسة الخدمة الاجتماعية لسلامة الطفولة في لبنان- SESOBEL- التي تهتم بالمصابين بإعاقات وبذوي الإحتياجات الخاصّة منذ الطفولة لغاية السن الثامنة عشر وتقوم بإحالة الحالات الخاصّة منهم- من توفيّ ذويهم أو تقدّموا في العمر- إلى «أنت أخي» التي تصل قدرتها الاستيعابية إلى 60 حالة.

هناك إذاً أربع فئات تنتقل من سيسوبيل لتصبح تحت رعاية «أنت أخي» وفقاً لبرامج الملائمة على الشكل التالي:

• الفئة ذات الإقامة الدائمة، التي تصبح «أنت أخي» بالنسبة لها عائلة ثانية

• الفئة التي تأتي إلى المركز في إطار برنامج نهاري من يوم الاثنين إلى الجمعة بهدف التمرس على العيش معا والإتاحة للأهل بأن يرتاحوا قليلا، ضمن إطار برامج ينمي طاقاتهم وعلاقاتهم

• الفئة التي ما زالت تحت رعاية السيسوبيل والتي تأتي إلى «أنت أخي» في أوقات النهار أو خلال عطلة نهاية الأسبوع بهدف التنشئة وعيش لقاءات الصداقة مع الآخرين

• الفئة التي تستفيد من رعاية «أنت أخي» في ظروف طارئة (مرض، وفاة، نقاهة للشخص المصاب وظروف عائلية صعبة).

ومن الشروط الأساسية التي تفرضها «أنت أخي» على الأهل هي أن تبقى العلاقة الأسرية قائمة بين المصاب وأهله وذلك لأهمية الإبقاء على التواصل والروابط العائلية وضرورة عيش المصاب بإعاقة لأطول فترة ممكنة في محيطه العائلي في حال كانت عائلته قادرة على احتضانه. أما في حال عدم قدرة العائلة على احتضان ولدها المصاب، فيجب عليها أن تستقبله مرة أو مرتين في الشهر لتمضية عطلة نهاية الأسبوع مع العائلة، وفي حال عدم قدرة العائلة على ذلك وجب عليهم الحضور مرتين في الشهر إلى الجمعية لتمضية بعض الوقت مع ولدهم.

أمّا الإقامة الدائمة في «أنت أخي» فهي أيضاً رهن بمجموعة من الشروط ينبغي على الشخص المريض التقيد بها وإلا يتم ترحيله. ومن هذه الشروط احترام حياة الجماعة والسعي إلى العيش بفرح ورجاء، رغم كل الصعوبات، القبول بالعمل على الذات للتغيير والتطور الايجابي، التقيد بالبرنامج اليومي توقيتا وحضورًا، حسن التصرف و احترام المرجعية والمرافقين وكل من يقوم بالخدمة

أما المعوقات التي تمنع استمرار الشخص في «أنت أخي»، فتتضمن التالي:

• أن يكون حضوره مزعجًا للآخرين ومعطلاً لجو الحياة الجماعية (الصراخ المستمر - البكاء الدائم أو رفض قبول البقاء في «أنت أخي»)

• لان حياة الجماعة لا تلائمه

• لأن نمط الحياة في «أنت أخي» لا يناسب ذوقه ومزاجه (أكل - برامج)

• لان قيم «أنت أخي» لا تعنيه

• لأنه اعتاد على اعتبار المساعدة حقًا من حقوقه وإن الإعاقة تبرر سوء طبعه

البرامج

بالإضافة إلى ما توفّره الجمعية من  برامج ثقافية وتربوية واجتماعية وإلى محاولتها إشراك المصابين في عملية اتخاذ القرارات، تمتاز «أنت أخي» عن غيرها من الجمعيات ببرنامج التدريب الوجودي الذي تطبقه والقائم على فكرة أنسنة الإنسان، أي أن يعرف الشخص المعافى قيمة حياته ونفعها من خلال صعوبة حياة الشخص المصاب. ويلتحق بهذا البرنامج طلاب المدارس والجامعات والأفراد من لبنان والخارج حيث يصل عدد المشاركين في البرنامج سنويًا ما يقارب 3000 شخص.

ومن المشاريع المستقبلية التي تطمح «أنت أخي» إلى تحقيقها، توسيع أو إضافة مبنى آخر للجمعية كي تتمكن من استيعاب أكبر عدد ممكن من المصابين.

التحديات

إن رعاية المعوّقين وذوي الاحتاجات الخاصة مهمّة شاقة تتخطّى قدرة أي جمعية مهما كانت إمكاناتها وتستدعي دعمًا جبارصا من الدولة والمجهات الرسمية المعنية. لهذا السبب، تتمحور المشاكل التي تعاني منها جمعية «أنت أخي» خاص حول صعوبة التمويل لتأمين ديمومة العمل، فالجمعية تقوم على المساعدات المادية والعينية غير أنها تعاني من عجز في التمويل خاصة أن هناك حوالي 70 موظفاً بشكل دائم و 11 موظفاً بدوام جزئي إضافة إلى كلفة المحروقات سواء للتدفئة أو لسيارات النقل التابعة للجمعية. كما أنّها تعاني من صعوبات في إيجاد الكادر البشري الذي يهتم بالمصابين، فمن الصعب إيجاد من يوافق على معاملة المصابين ورعايتهم كون الجيل الجديد لا يرضى القيام بهذا العمل.